كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الإسم الواعد المغربي منير الحدادي بالكثيبة الكطلانية وعن مقدرة المغرب في استمالته وحثه على حمل القميص الوطني، وعن مشروعية الرؤيا الخالصة للناخب الوطني الزاكي بادو حول اللاعب والتأثير عليه من أجل الإنضمام إلى الفريق الوطني، إلا أن الأراء عادة ما تفسر بالمغلوط من أن استقدام اللاعب بالسرعة اللازمة أمر حثمي ولا محيد عنه، بينما واقع الأشياء ليس على هذه الدرجة من التسرع لأن الأمر الأول هو بيد اللاعب وبيد أسرته إن كانا فعلا لهما حس أعلى من الوطنية في جعل اللاعب منير الحدادي مغربيا في كل شيء وليس على مستوى القول من أنه سيلعب مع المغرب فقط، صحيح أن والدة منير كشفت عن حصول نجلها على دعوة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للعب برفقة منتخب (الشبان) إلا أنّ عدم امتلاكه لجواز سفر حال دون ذلك، لكنها لا تستبعد تمثيل نجلها مع المنتخب الوطني المغربي في المستقبل، لكن هذا لا يكفي جملة وتفصيلا لأن واقع التأثير على اللاعب أولا هو من الأسرة قبل أن تكون الجامعة المغربية طرفا في المعادلة الجامعة لعملية الإستقطاب التي تأتي أيضا من استشارة الناخب الوطني، والأمر الإضافي الذي يفشل العملية حتى ولو كان للجامعة تدخل منطقي وعاقل، هو التدخل الصارم للنادي الكطلاني في محيط اللاعب وأيضا تدخل الجامعة الإسبانية في مصير اللاعب والتأثير عليه مثلما حدث الآن عندما استدعى مدرب المنتخب الإسباني تحت 21 عاما، اللاعب الشاب منير الحدادي في إطار الإستعداد لمباريات تصفيات أمم أوروبا ضد المجر والنمسا، يومي 4 و9 في شتنبر الجاري، ما يعني أن العملية معقدة ليس من الجانب الإسباني فحسب ولكن من الأسرة المفروض أن تكون العنصر الأهم في المعادلة التي تجعل اللاعب من أصول مغربية مغربي ألف في المائة وتحث إبنها على التعلق بالوطن أيا كانت العوائق، أما ويكون الحدادي فقط ملمحا باللعب للفريق الوطني بكلمة «وعلاش لا» المترجمة من الفرنسية، ففيها نوع من الإحتياط وليس الدافع الحسي الكبير المفروض أن يكون واقعا بلا قيود أيا كانت الضغوطات من الإسبان، لذلك نحن أمام حالة معقدة يجب التعامل معها بالعقل وبخاصة مع لاعب ناشئ أصبح اليوم نجما صاعدا كأول عربي يلعب بنادي عملاق كأساسي وليس كلاعب عادي، وقس عليها حتى القراءة العاقلة للزاكي عندما قال في الندوة الصحفية «أن هناك عملا كبيرا ينتظرنا بهدف ضم المواهب الصاعدة من أمثال الحدادي خصوصا في محيط اللاعب العائلي والمهني ولا أحد ينكر أن منير الحدادي لاعب مهاري، وتصريحه برغبته اللعب للمنتخب المغربي لا يكفي، وإقناعه باللعب للمنتخب المغربي يلزمه وقت كبير وتحضيرات خاصة».
وعلى مستوى واقع المنتخب الوطني الذي سيلعب أمام كل من قطر وليبيا كنا وما زلنا نتوقع مثل هذه الأشياء الدقيقة التي تحصل عادة في الوديات كما هو الأمر في الرسميات بخصوص الإصابات المتوقعة، إذ أن تغيب ثلاث من الركائز في أسبوع واحد كجزء في عملية توظيب التشكيلة التي ستمثل المغرب في كأس إفريقيا، يطرح أسئلة جوهرية من خلال إيجاد البدائل والحلول الممكنة لإنقاذ وضع ما يحدث الآن من غيابات واضحة وليس غيابات مفبركة، وإذا غاب بنعطية مثلا فلابد أن يكون مثقاله موجودا بالقوة والصلابة بشخصيات تحمل ذات المشروع مع أن غوارديولا لا يكذب في الحكم على بنعطية أنه غير جاهز الآن للعب مع البايرن في هذا الوقت وهو ما يفند غيابه أيضا بإصابة خفيفة لا يريدها غوارديولا أن تتفاقم في مباراة السبت الماضية.
وإذا غاب الحارس كريم فكروش الأكثر خطورة في الإصابة التي تلقاها أمام توتنهام، فمعناه أن الزاكي مفروض أن يجد حارسا كبيرا لربح المرحلة القادمة التي قد تمنح لفكروش ما يفوق أربعة أشهر من النقاهة على مستوى الوجه، وخليفة لكأس إفريقيا فيما تأكد غيابه الرسمي، كما هو مفروض أن لا يتابع الفريق الوطني بالشؤم عندما يأتي الشاب الواعد أشرف لزعر كطرف ثالث في معادلة الإصابات التي تضعف الدور القيادي في الظهير الأيسر ، وأبرزها الطرف الرابع مروان الشماخ الذي توعدته الإصابة نهاية الأسبوع في واحدة من اللاتوقعات غير المنتظرة في وقت كان الزاكي سيراه بعد عشر سنوات من اللقاء عندما كان في ربيعه 19 سنة، لذا نحن أمام مصير حدث الآن قبل أربعة أشهر من بداية «الكان» ونرجو الله السلامة لممثلي المنتخب الوطني من هذا الشؤم.