لئن كان السيد نبيل باها قد برر حركتة وقدم لنا تفسيرا وشرحا لمغزاها والقصد منها، فإن ملايين من جماهير الكرة قرأتها بغير هذا التبرير، وقرأت حركات الشفاه والأصابع على مقاس تقديرها وهذا من حقها...
لأنه باختصار نحن بصدد ورش إسمه الفريق الوطني، ووجه مشروك هو «العرين» والأمر مختلف تماما عن دكة ناد أو فريق ... 
إذن كل واحد «قرا الحركة فلوحتو»، باها سنحت له عشرات الفرص بين الندوة الصحفية والمنطقة المختلطة حيث قدم تصريحاته وتبريراته، ولغاية الأسف كلمة «اعتذار» واحدة منه كانت كافية لتكفيه وتكفينا شر الجدال ...
تساءلت وقد كرر زملاء إعلاميون عن قصد ذات السؤال المرتبط بحرمته المستفزة، بينما باها يمعن في زيادة العلم وتبربر ما لا يبرر، وكأن كل متابع ومناصر مطالب بأن يصطحب معه «كتاب تفسير الأحلام» لنفسر حركته الغريبة تلك على طريقته...
هو يقول أنه كان يطلب من الجمهور المزيد من الضجيج والتشجيع، وهنا نصدق روايته، بينما على باها أن يصدق رواية الأغلبية والتي لا تجتمع عادة على ضلالة بأنهم فهموها بصيغة «زيدوا غوتوا» أو «كالما» على طريقة الدون رونالدو في مباريات كلاسيكو النيوكامب أمام البارصا... 
وحين يقول معلق المباراة على المباشر «لا  نبيل لا  نبيل لا يا نبيل» وقد كررها ثلاثا فهذا معناه أنه فهمها مثلنا... وهو نفس الفهم الذي فهمه المعلق الإفريقي الذي تفاعل  بعبارة «الكلاش»... مثلما فهمها رئيس الجامعة من المدرجات وقد بلغ إلى علمنا أنه أصر على انتظار نبيل لساعة كاملة حتى فرغ من تصريحاته، ليوبخه قبل أن يهنئه، ويؤكد له أنه هنا ناخب وليس في صورة الأب، ومربي بدرجة أولى، وأن الوقت لا يسمح ولا يسع المزيد من الإحتقان من الجماهير التي منها من غادر الملعب مباشرة بعد الحركة...
نهمس في أذن باها حبا ولا نسوقه للسلخانة، أنت هنا في صورة الناخب وليس المدرب وبينهما فرق، وأن زياد حين يرتدي قميص الأسود فهو إبننا جميعنا وليس ابن نبيل فقط، وبالتالي قد نقدر أن عاطفة الأبوة طغت وتغلبت عليه فلم يقو على فرملة مشاعره ولا كبح جماح غضبه، بعد أن أفرط بعض من المعاتبين من المدرجات لأداء زياد لكن السي نبيل حركته لم تكن نبيلة وتبريراته لم تكن بهية مثلما يوحي إسمه ...
هذا عرين للأسود، يفترض فيه أنه مشترك جماعي، وبالتالي ينبغي القطع مع نموذج «عطيهوم الحوب» وباقي توابل هذه المدرسة والقاموس، لأننا باختصار لسنا في حضانة ... 
قوة شخصية اللاعب تكتسب بما يأتي من المدرجات، وقبل زياد الصغير الذي نجمع على موهبته وأنه يرتدي قميص المنتخب الوطني بقوة أرقامه وجودته وموهبته وليس بحكم الإنتماء الأسري، يتعرض لاعب إسمه يوسف النصيري منذ 7 أعوام لكافة أشكال ليس الإنتقاد فحسب ولا الصفير ضده، بل حتى للتنمر الحاد ويحسب لابن فاس أنه لم يتوجه في يوم من الأيام للجمهور بحركة أو إيماءة ويكتفي برفع شعار «الميدان أحميدان»...
على نبيل أن يستحضر ما تعرض له مدرب كان مستلما لنفس العارضة قبله وهو سعيد شيبا، وتحديدا في قصته مع نبيل أزنو، وحين كان يشرك بديلا عنه الزهواني وكان الزهواني هو من أهلنا أمام إيران في مونديال أندونيسيا بتسديد ضربة ترجيح حاسمة، لم يتوجه شيبا صوب المدرب ليطالب من الجماهير أن يلتزم الصمت وتخرس وهذا يحسب كثيرا لشيبا...
لست أدري هل هي مصادفة أم هو تشبع بهذه المدرسة، لأن باها وهو يأتي في ندواته يذكر دائما وليد الركراكي الذي رافقه مساعدا داخل الفتح و يظهر أنه يمثل له نموذجا، أن تأتي ردات فعلهما وتحديدا مع الأنصار بهذا الشكل ...