بات الكشف عن لائحة الأسود حدثا يغطي أحيانا بظلاله على الندوة الصحفية التي يعقدها الناخب الوطني، والتي تخصص في العادة لتقديم قراءة وليد الركراكي لاختياراته، وللرد على أسئلة التقصي والتحري من الزملاء الإعلاميين، بخاصة تلك التي تستهدف استبطان الأمور والكشف عن الحقائق.
وغدت هذه الندوات التي يقدم خلالها وليد لوائحه، بهذه الأهمية، بالنظر إلى أن هناك باستمرار جديدا يتم الكشف عنه، ويرتبط بلاعبين جدد، نجحت الجامعة في استقطابهم بعد أن لعبوا في السابق لمنتخبات الإقامة، كما حدث هذه المرة مع شمس الدين طالبي لاعب بروج البلجيكي وبلال ندير لاعب أولمبيك مارسيليا، كما يرتبط بأسود سابقين أعادهم وليد للعرين بعد أن غابوا، إما للإصابة كما حدث من أمين عدلي لاعب باير ليفركوزن، أو لتحسن طرأ على تنافسيتهم على غرار جواد يميق لاعب الوحدة السعودي والمهدي بنعبيد لاعب الوداد.
وفي كل مرة يأتي السؤال بخلفيات كثيرة، هل كان وليد الركراكي موضوعيا في اختياراته؟
أتصور أن اللائحة الجديدة للفريق الوطني، عبرت مجددا عن براغماتية وليد التي تفرض حدا أعلى من الموضوعية والتجرد في الإختيارات، فإن لم يضح بمعيار الجاهزية والتنافسية، فإنه لا يبدي أي استعداد لضرب النواة الصلبة، وإن تعلق الأمر بإحلال لاعب مكان آخر جرى استبعاده إما للإصابة أو لتراجع منسوب التنافسية، فعل ذلك بإيعاز من منظومة اللعب التي اشتغل كثيرا على تطويرها، وقد فرضت السياقات الخروج من عباءة شاكلة المونديال بمرجعيتها الدفاعية لارتداء عباءة شاكلة كأس إفريقيا للأمم بكل التوازنات التي تفرضها كرة القدم الحديثة.
وإن اختلفنا مع وليد في بعض من اختياراته، وهذا أمر طبيعي وبديهي، إلا أن الواضح أن هذا الإختلاف لا يحصل إلا في نسبة قليلة جدا من الإختيارات، وهو دليل آخر على أن لوائح الفريق الوطني، متى زاوجت بين معيار الثبات على النواة الصلبة ومعيار التنافسية والجاهزية، متى أفرز ذلك لوائح يحصل عليها الإجماع، والحال أن وليد كما تدل على ذلك اختياراته، على الأقل في المعسكرات الأربعة الأخيرة، يسير في خطين متوازيين، فهو من ناحية يحافظ على جوهر الكوماندو الذي سيطارد به حلم التتويج باللقب القاري، لنسخة من الكان تقام في مملكتنا الشريفة، ومن ناحية أخرى يعمل على بناء قاعدة المنتخب الوطني الذي سينطلق بعد الكان نحو رهانات أخرى، في مقدمتها المونديالين القادمين 2026 و2030.
لقد نجح وليد الركراكي لأبعد الحدود في توسيع قاعدة الفريق الوطني، حتى أصبحت لائحته الموسعة اليوم تضم 50 لاعبا، ليس بينهم من هم تكملة عدد، وإزاء ذلك، نجح أيضا في تشبيب هذه القاعدة، والدليل يقدمه اللاعبون الأربعة المنادى عليهم لأول مرة، شمس الدين طالبي، عمر الهلالي، حمزة إيكمان وبلال ندير، وهؤلاء شباب بين 19 و22 سنة.
هذه مكاسب في اعتقادي، تتجاوز كثيرا الوقوف بغرض الممانعة و«المناكشة» عند حالات بعينها لا يحصل حولها الإتفاق، مع أن الهدف القريب هو أن يوثق الفريق الوطني حضوره الثالث تواليا في المونديال، وبعدها أن يحقق للملايين من المغاربة حلم التتويج بالكأس الإفريقية.
إضافة تعليق جديد