عندما يدرك الرجاء أن خسارة إياب الكلاسيكو الإفريقي، ستهدم صرح الأمل بعد أن داوى الفوز على ماميلودي صن داونز شرخه، وعندما يتيقن الجيش من أن النقطة التي تفصله عن التأهل للدور ربع النهائي لعصبة الأبطال، لا يمكن أن تأتي بربط الأحزمة الدفاعية، لأن من يبحث في العادة عن نقطة، يمكن أن يجني الأصفار، ندرك كم هي صعبة وشائكة ومعقدة، تلك المباراة التي سيكون الملعب الشرفي بمكناس مسرحا لها مساء السبت القادم.

وعندما تقول المعادلات، بأن الجيش الملكي الذي يوجد على بعد نقطة من الدور ربع النهائي يمكن أن تدور عليه الدوائر فيجد نفسه في عداد المقصيين حتى وهو يملك اليوم في رصيده 8 نقاط، وتقول بالمثل أن خسارة الرجاء لإياب الكلاسيكو كما كان الحال ذهابا، يمكن أن تنهي الأمور تماما، بخاصة إن نجح ماميلودي في الفوز على مانييما الكونغولي، فإن الأقرب للتوقع والحدس، أن تكون المباراة مرجلا يغلي، لا أحد على الإطلاق يمكن أن يأمن العواقب، إن تأجج الصراع تكتيكيا بين الفريقين.

لا شك، أن الجيش لا يريد إقناع نفسه بأن نقطة التعادل تكفيه ليتأهل، بخاصة وأن ما لم يكن متخيلا في البداية، أن يحقق الجيش التأهل ومعه صدارة مجموعة الموت، بات اليوم ممكنا، لذلك سيسيطر على الجيش هاجس تحقيق الفوز بمقام أول، وهو نفس الهاجس الذي يطارد نسور الرجاء، لطالما أن حسنات الفوز على الجيش، أكبر من مجرد الثأر من خسارة الذهاب، فقد يحوله هذا الوضع، من فريق بيع جلده بأبخس الأثمان بعد أن تحصل على نقطة وحيدة من أول ثلاث جولات لدور المجموعة، إلى فريق يمكن أن ينهي المشوار ب10 نقاط، ليكون متأهلا في صدارة المجموعة، وهذا ما لم يمكن ممكنا تخيله.
بهذه الصورة، تبدو الهزيمة بالنسبة للجيش وللرجاء مرفوضة، ويبدو الإنتصار عز الطلب والرجاء، ولتحقيق هذا الشق الصعب من المعادلة، فإن الفريقين معا سيدخلان النزال المصيري والحاسم بعقلية انتصارية، لا تفكر في أنصاف الحلول، فكيف يمكن للفريقين معا المراهنة على الفوز وتفادي الخسارة؟
بالقطع، لا يمكن أن نتخيلها مباراة مفتوحة، فما سيكون من صراع تكتيكي للإستحواذ الإيجابي والسيطرة على وسط الميدان وجودة وسرعة التحول (ترانزيسيون)، يضع المدربين قبل اللاعبين أمام سيناريوهات متعددة بتعدد متغيرات المباراة، لذلك تبرز الحاجة لإعداد العساكر والنسور ذهنيا للتكيف مع طقوس المباراة، ولإبداع الحلول لكل الإشكالات التكتيكية التي ستطرحها.
ومثلما أننا نتطلع لأن يكون الكلاسيكو الإفريقي، مشهدا كرويا جميلا وجدابا وخصبا في محتواه، فإننا بالقدر ذاته نتمنى أن تساعد جماهير الجيش الملكي الفريقين معا على تقديم الأفضل في مباراة الخوف والإنقباض، وسيكون رائعا لو انتهى الكلاسيكو والجيش والرجاء ما يزالان إفريقيا على قيد الحياة.