شيء لا يصدق هذا الذي حدث ويحدث حاليا داخل الرجاء، بل ما يحدث هو إنعكاس وترجمة بالواضح الصريح ودون الحاجة للشفرات المرموزة لتفهم واقع الكرة المغربية، وواقع هذه البطولة دون أن تكون في حاجة لكتاب «تفسير الأحلام»...
هذا الواقع يقول أن هذا الرجاء المتدهور حاليا، هذا الرجاء الذي يشبه الرجل المريض هو نفسه الرجاء الذي كان لغاية أشهر معدودة حديث القاصي والداني في قصة «الدرع الذهبي» والموسم الأنطولوجي دون هزيمة... 
وهو الواقع الذي يقول أن هذا الصرح تهاوى وعلى نحو سريع، ليترجم حالة الهوان التي عليها كرتنا، لأن القاعدة تقول أن الفرق الكبيرة هي مرآة عاكسة لواقع منتوج ذلك البلد كرويا ولنا في صمود الأهلي في مصر مثلا عقودا طويلة ما يلخص القصة كاملة وينهي جدل المقارنات...
فهل من المعقول أن ناديا حافظ على ثلثي التركيبة وثلثي التشكيل الرسمي، ينهار مثل العهن، ويصبح بيته واهنا أوهن من بيت العنكبوت شهر واحد فقط بعد تتويجه الذهبي إياه؟
هذا الرجاء حطم في نصف موسم كل ما بناه في موسمه مع زينباور، فقد خسر في معقله الكلاسيكو أمام الجيش وهو الذي لم يخسر أمام العساكر في الدار البيضاء منذ عقود ...
الرجاء خسر لأول مرة أمام بركان ذهابا وإيابا منذ صعود البراكنة، بل لأول مرة يخسر الرجاء مباراة له في بركان بحسب الأرشيف... 
الرجاء خسر من الدفاع الجديدي، وهو الذي لم يخسر في العبدي منذ سنوات طويلة، بل وسيخسر لأول مرة مباراتين تواليت بهدفين دون تسجيل هدف من الدكاليين والبركانيين تواليا... 
الرجاء 7 دورات وهو يفتش عن نصر هارب مع برتغالي غريب ما تزال الحيرة تأكل الرجاويين لمعرفة أسباب نزوله هنا بالوازيس... 
الرجاء لأول مرة منذ مشاركته في دور المجموعات في عصبة الأبطال يكتفي في شطر الذهاب بجمع نقطة واحدة لا غير ومرتبة أخيرة... 
والرجاء لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن يخسر مباراتيه الأوليين في البطولة تواليا واحدة على الزاولي والثانية أمام طنجة في تطوان... 
الرجاء لأول مرة يستقبل 10 أهداف من خارج المعترك ومن مسافات بعيدة... 
الرجاء يقيل مدربين قبل ذهاب البطولة ويضم مدربين من أبناء النادي فلا يبقيهما ويبحث عن الخامس، فتقول التقارير أنه وقع لغاموندي، يحضر غاموندي الذي لم يتوج ولو بلقب واحد بيننا وأقوى سجل له أنه خسر نهائي كأس العرش مع حسنية أكادير أمام الطاس المنتمي يومها لقسم الهواة... 
حضر غاموندي من إسبانيا لتقديمه فعاد أدراجه دون توقيع وياله من تخبط في أسبوع مباراة تقرير المصير في العصبة أمام أبناء بريطوريا...
الرجاء بعد بودريقة وزينباور غارق في متاهة ... يكسر الأرقام القياسية السلبية تباعا، ومن موسمه ذهبي نصف موسمه الحالي بلا لون وباهت ... 
اليوم يظهر أن تضاريس الكرة المغربية تعيش تغييرات كبيرة، تربتها قلبت وتقلب في زمن «النهضتين» نهضة بركان ونهضة الزمامرة...فلا الوداد حقق وداد أنصاره ولا الرجاء حقق رجاء المريدين ...
لذلك يبدو الأمر غير مفهوم بالمرة هذا الإندحار الذي يحدث داخل الرجاء، لذلك يأتي التمعن ولو قليلا فيما قاله بلعمري ليلخص بل وليميط اللثام عن  كثيرمن الغموض بقوله «أرض الشوك لن تأتيك بالورد ولن تنتج لك العسل»...
السؤال الكبير والهام: من هذا الذي زرع الشوك في أرض الرجاء؟ من هذا الذي أحدث هذه الإنعطافة الكارثية في مسار الرجاء؟ من هذا الذي عكر صفر موسم  الرجاء الذهبي ليصيبه بالصدأ ولو أن الحقيقة تقول أن الذهب لا يصدأ في الغالب... لذلك قلت أنه لفهم واقع الكرة في هذه البطولة يكفيك التعمن في 3 أمور: واقع كبارها وقطبي الكرة البيضاوية حاليا، واقع الترتيب بانتصارك في 3مباريات تصبح معنيا البوديوم وتخسر ملها تصبح معرضا لتيار الهبوط والباراج وواقع تحكيمها والفار والويكلو والنقل والبشير وباقي التوابل ...