كم من مرة يجب أن يخرج علينا موكوينا ليقول بشجاعة هي من أصل فكره وقناعته، أنه لا يهاب الإقالة، وأنه ماض في عمله، وأنه كما الوداديين، لا يغمض له جفن في وقت الهزائم؟
وكم من مرة يجب أن يخرج علينا رئيس الوداد هشام آيت منا، ليبلغنا أن مناقشة مستقبل رولاني موكوينا على رأس العارضة التقنية للوداد، مجرد مناقشة ذلك، مستحيل وغير مقبول، لأن الرجل دخل على ورش ثقيل جدا، ويحتاج لكثير من الوقت والصبر لكي يضع الأساسات الضرورية للصرح الودادي الجديد، وأن المكتب المديري للوداد واثق من نجاحه.
الهشاشة التي أصابت أنديتنا ومسيرينا وحتى جماهيرنا، تجعل هامش الصبر على الهزائم ضيق، وكلما أطبقت خسارة على عنق الوداد، خرج المغردون والمؤثرون، يتساءلون بل ويهيجون:
إلى متى سيصبر الوداد على موكوينا؟
خسارة الوداد بالرباعية أمام المغرب الفاسي بالعربي الزاولي، في افتتاح جولات الإياب، وقد كانت الهزيمة الأثقل للفرسان الحمر هذا الموسم، زادت من جرح الوداديين، بل إنها قلصت من حجم الثقة في قدرة موكوينا على ربح الرهان الرياضي الصعب الذي دعي له في أول تجربة له خارج جنوب إفريقيا، وكل من يرمي بعينيه للصيف القادم، حيث سيشارك الوداد الرياضي في كأس العالم للأندية، داخل مجموعة مرعبة، تتشكل من مانشستر سيتي، يوفنتوس والعين الإماراتي، يصدمه حقيقة أن الوداد الجديد أو المونديالي لم تظهر له ملامح واضحة، فكلما شع ضوء يقول بنهاية النفق، إلا وعاد السواد ليطبق على المدى القريب.
نستطيع عند تحليل مباراة المغرب الفاسي، التي شهدت الخسارة الرابعة للوداد هذا الموسم، أن نجد للسقوط مبررات وأعذارا، أقواها طرد إسماعيل بنقطيب الذي حكم على الوداد بأن يلعب قرابة 80 دقيقة بلاعب منقوص، وأبرزها أن موكوينا ليس من طينة المدربين الذين يحولون فرقهم عند دفاعهم عن السبق إلى حافلات ترابط أمام المرمى، بدليل أنه ما فكر أبدا في ربط الأحزمة الدفاعية، بل كانت كل تبديلاته بطابع هجومي.
لكن، ونحن نلتمس لموكوينا هذه الأعذار، بجدر بنا وبكل الوداديين أن نعبر عن الخوف من أن يكون كل هذا الذي نشاهده مجرد حمل كاذب، وأن البطولة اليوم عرجت على مرحلة الإياب، والوداد لم يعطنا وجها واضح المعالم وقد لعب الفريق تحت إمرة موكوينا ما مجموعه 16 مباراة.
سنرى إلى أي حد سيصمد هشام أيت منا أمام الإنكسارات العاتية، لينتصر لقناعته الراسخة، من أن موكوينا هو رجل المرحلة الدقيقة التي يمر منها الوداد وقد غير الملامح بل وتقاسيم الوجه التقني بنهاية ورحيل جيل كامل، ذاك الذي أعطى للوداد من الألقاب، القارية والمحلية ما لم يعطه جيل قبله..
وسنرى طاقة الصبر عند جماهير الوداد، هل ستحتمل مزيدا من الهزات العنيفة، وقد منحت من قبل دليل السند والدعم لما أقدم عليه أيت منا، بانتداب موكوينا مدربا..
وبين هذا وذاك نتمنى أن تنصف كرة القدم الوداد في سعيه لإنجاح التحول الخطير، الذي قيد له أن يكون باستبدال جيل بجيل، في موسم الإعداد لمشاركة تاريخية في كأس العالم للأندية في مبناها وشكلها الجديدين، وحتما إن نجح موكوينا في إنجاح العمل بورش التغيير، فإن ثنائية أيت منا وموكوينا ستفتح عهدا جديدا في إدارة الأندية لورشها التقني، بعيدا عن المقاربات العاطفية والمزاجية أو التي تجبرها ضغوطات الجماهير على اتخاذ قرارات لا ترضى عنها.