ما تحقق للرجاء الرياضي أمام «عفاريت» ماميلودي صن داونز، فوز إستراتيجي، أشبه ما يكون بترياق الحياة، وهو بمضمون وهوية ومحتوى المباراة انتصار للإرادة وحتى للحياة، فما كان من خيار أمام النسور الخضر لمعاودة التحليق في مجموعة الموت، طمعا في مطاردة ما بدا مع نهاية جولات الذهاب لدور مجموعات عصبة الأبطال، مستحيلا والفريق لم يتحصل من أول ثلاث مباريات، سوى على نقطة وحيدة لا تغني عن إقصاء مبرمج ومحتمل، سوى الفوز ولا شيء غيره على الإطلاق.
وسيأتي الرجاء في ظل الوجع الشديد والغضب الساكن في البيت الأخضر والإعصار الذي يعصف بالأجنحة، بما كان يفترض أن يكون سلاحا لترويض وهزم فريق بقيمة ماميلودي صن دوانز.
الشجاعة التي تقهر الشعور بالإحباط والإرادة التي تكسر الحديد، وما نعرفه في العادة عن ماميلودي أنه فريق صعب المراس وصعب الترويض.
كان على حفيظ عبد الصادق الإطار المؤقت الذي هز وهزت نسوره بركان الخسارة من نهضة بركان، أن يبحث لذاته ولنسوره عن وصفة عاجلة للإستشفاء المعنوي، فما كان يستطيع أن يخترق فيزياء المباراة بمعادلتها المركبة، من دون صفاء ذهني، من دون ترطيب للخواطر، ومن دون علاج للكدمات النفسية، وأعتقد أن ذلك كان هو دليل النجاح في المهمة التي كانت تبدو لنا جميعا شبه مستحيلة، لما كان عليه الرجاء من تمزق نفسي، ولما كان عليه أيضا ماميلودي من رغبة جامحة في تفادي الخسارة بالعربي الزاولي، لأنها ستكون جالبة لمحن كثيرة.
نظف عبد الصادق بالخبرة التي تراكمت لديه الشعاب النفسية للاعبين، ثم نقلهم للشق التكتيكي الذي هو أصعب ما في المهمة، فلكي تروض هذا الفريق المجرب والخبير والبالغ الدهاء تكتيكيا، هناك حاجة لوصفة تكتيكية تقوم على تجريد ماميلودي من البنزين الذي يشغل محركاته، من السلاح التكتيكي الذي به يتفوق على كل منافسيه، الإستحواذ على الكرة والسيطرة بالكامل على وسط الميدان.
كان الرجاء أمام خيارين لا ثالث لهما، لإفراغ ماميلودي من محتواه، إما أن يترك للاعبيه الكرة ويجعل من استحواذهم استحواذا سلبيا، ويغير عليهم بمرتدات نارية تؤتي كل حين أكلها، وإما أن يتقدم بشجاعة لينافس لاعبي ماميلودي على الإحتكار وعلى امتلاك وسط الميدان، منطلق السفر التكتيكي نحو الفوز، فاختار عبد الصادق للاعبيه الوصفة الثانية، لأن جينات الرجاء لا تحتمل الإصطفاف أمام المرمى في رباط دفاعي لا يؤمن له جانب.
صحيح أن الرجاء سيستفيد لجولة كاملة من أكثرية عددية، ليدافع عن هدفه الوحيد الذي وقعه بنعمر، لكن كانت هناك شجاعة كبيرة لتنويم خصم كان يبدو كثور هائج، ولقد كانت الدقائق الأخيرة صورة من ذاك الهيجان الذي فرض على لاعبي الرجاء لفترة زمنية قصيرة جدا، اللعب ضدا على طبيعتهم، بتشتيت الكرات وقتل الوقت واستفزاز ملكات المنافس.
بالشكل الذي جاءت به مباراة ماميلودي، وبالصورة التي كان بها الفوز الأول المبحوث عنه وسط الإعصار، يهنأ الربان عبد الصادق لأنه عبر بالرجاء جسرا صعبا للغاية بسبب تدبير كارثي لأول ثلاث جولات من دور المجموعات، ويهنأ اللاعبون على درجة استشعار خطر الخروج الداهم، ويهنأ جمهور الرجاء الذي طوى للحظة صحائف العتاب، ليمنح النسور فرصة التحليق مجددا، برغم أن الفوز على ماميلودي ليس إلا بداية لتحقيق التأهل الذي كان يبدو قبل ملاقاة الفريق الجنوب إفريقي ضربا من المستحيل، وما يجب أن يكون فاصلا ثانيا وثالثا هو البقاء على عهد الإنتصار هنا بالديار.
الرجاء طرد «العفاريت»
تنبيه هام
تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.
النسخة الالكترونية للجريدة
زوايا الرأي
حاليا في الأكشاك
الفريق | ل | ف | ت | خ | نقاط | ||
---|---|---|---|---|---|---|---|
1 | نهضة بركان | 16 | 12 | 3 | 1 | 39 | |
2 | نهضة الزمامرة | 17 | 9 | 4 | 4 | 31 | |
3 | الجيش الملكي | 16 | 8 | 6 | 2 | 30 | |
4 | اتحاد الفتح الرياضي | 17 | 8 | 5 | 4 | 29 | |
5 | المغرب الفاسي | 17 | 8 | 4 | 5 | 28 | |
6 | الوداد الرياضي | 17 | 7 | 6 | 4 | 27 | |
7 | أولمبيك آسفي | 16 | 7 | 3 | 6 | 24 | |
8 | الرجاء الرياضي | 16 | 6 | 5 | 5 | 23 | |
9 | الدفاع الحسني الجديدي | 17 | 6 | 5 | 6 | 23 | |
10 | حسنية أكادير | 17 | 6 | 2 | 9 | 20 | |
11 | الشباب الرياضي السوالم | 17 | 5 | 5 | 7 | 20 | |
12 | اتحاد طنجة | 16 | 4 | 7 | 5 | 19 | |
13 | إتحاد تواركة | 17 | 4 | 7 | 6 | 19 | |
14 | النادي المكناسي | 16 | 4 | 5 | 7 | 17 | |
15 | المغرب التطواني | 17 | 2 | 4 | 11 | 10 | |
16 | شباب المحمدية | 17 | 0 | 3 | 14 | 3 |
- دوري أبطال أفريقيا
- كأس الاتحاد الأفريقي
- الهبوط
الجيش الملكي
|
|
الوداد الرياضي
|
الرجاء الرياضي
|
1 - 2
|
إتحاد طنجة
|
إضافة تعليق جديد