وا سي الزاكي.. تهيأ لـمسابقة الأنفاق التائهة علك تدرك مفتاح حل باب الخروج.. الرأس الأخضر، عفوا الرأس الكحل يهيئ لك صابون الشر من الآن، والكارهون لك يتأبطون شرا من نوع آخر وكأن الـمنتخب الوطني أقصي فعلا أمام الرأس الأخضر حتى ولو لم يلعبا بعد.

تهيأ للخوف والضغط والكلام المرصع وكل القواميس والشائعات المفروض أن تكون اليوم مصدر حقيقة لا محيد عنها في انتظار خسارة وإقصاء الـمنتخب الوطني أمام الرأس الأخضر، وتأكد من أن من يهيئ الطبخة  جدير بأن يرسم خريطة طريق الـمونديال بعد إقصائك الرسمي من «الكان».

تهيأ للألـماني شيفير والفرنسي هيرفي رونار (كيحماق باش يدرب الـمغرب) وللأرجنتيني بيلسا والكولومبي بيكيرمان وكلهم برواتب خيالية تفوق أضعاف راتبك، ومن يدري فقد يكون حتى بيرتران مارشان مدرب النهضة البركانية، كل هذا يجري في سياق الحديث عن رجل الـمرحلة القادم خوفا من مصائب الزاكي في نظرهم رغم أن ما يحدث اليوم هو في سياق ليس في النتائج التي تبدو جيدة مثلما هو الحال مع منتخب الرأس الأخضر، ولكن في عدم ارتياح الـمغاربة للعرض والأداء واختيارات الزاكي في جميع الوديات والـمباريات الرسمية. شهران فقط تنتظرك يا زاكي لحظة السقوط التي يدعو بها كل من يكرهك في سلوكك وتصرفاتك  وسلطتك على الـمنتخب لأنك أنت الـمسؤول عنه مع أن هذا الواقع هو الـمفروض أن يكون لناخب له البطاقة البيضاء في عمله الشامل ولو أن هذه الفرضية غير قائمة لكونك لم تأت بطاقمك التقني الـمفروض أن يكون من اختيارك، والحالة هاته أن حكاية الطاقم التقني الحالي بها حالات استعصاء ولها أسرار دفينة ومن أصلها بدت شرارة تذييل شائعات الحرب الـمعلنة على الزاكي سيما من جانب الإبتسامة البيضاء بين حجي والزاكي ولكن في العمق هناك أشياء تحاك في الظلام لا تخدم الطاقم التقني ولا حتى الـمنتخب الوطني، وقس عليها حتى ردود الفعل السلبية لـما بعد نتائج الـمنتخب الوطني حتى وإن كانت غير معنية بالأداء.

ADVERTISEMENTS

الـمدربون الأجانب الـمذكورون عاطلون بالفعل، وينتظرون الضوء الأخضر لإخفاق الزاكي العلني في مباراتين فاصلتين وفي أسبوع واحد كاف لأن يكون للجامعة رد فعلي لقرار إقالة الزاكي وتنصيب من هو أقدر على حمل مشعل السفينة الـمغربية ولن يكون أصلا إلا من هيرفي رونار الـمختص إفريقيا إلى جانب الألـماني شيفر، وعداهما لا يصلح في تفكير رواة الإختيارات من الآن . والجامعة أيضا وبرغم طمأنتها للزاكي لقيادة مسار الـمنتخب، تلعب على الطوارئ أيضا وتتهيأ للمستقبل مؤكدة في ذات السياق أنها لبت طلب الشعب بعودة الزاكي ولكنه لم يكن على مستوى الـمسؤولية وكان عليها أن تضع مدربين في ظرف سري إلى حين تمثل الإقصاء وهو ما يرغبه بعض الحاقدين على الزاكي.

طيب، كل هذا جميل، ألا يكون هذا الوتر الحساس واللعب في الـماء العكر مؤشرا لإستفاقة الزاكي من هذا اللوبي أيا كانت اختصاصاته، وقوة فعلية لرفع معنويات الزاكي لـمواجهة مستقبله وبنائه للمنتخب الوطني بكل الحذر الـمطلق وصدقية التعاون الشامل مع من يختارهم ككوموندو لإيقاف الزحف الخاص بمنتخب الرأس الأخضر، وأعتقد شخصيا أن من يحقد علي ألينه بالـمـضادات الحيوية وأتقرب منه بالذكاء والسياسة عله يغير الرأي، ولو فاز الـمنتخب الـمغربي على الرأس الأخضر وأبعده من السباق سيتغير حقد الآخر إلى ليونة، وربما ينظر الكاره الفعلي على أن من بنى الـمنتخب الوطني بهذا الزخم من الوجوه الدولية من الـمستوى العالي غير الـموجود أصلا في بطولتنا يستحق هذا الثناء. ولكن أعرف أن قيمة الحقد الدفين لن تزول حتى ولو غيرت منطق العالم. ولذلك من الـمنطقي أن ينظر الزاكي حول نفسه ليرى مرآة الـمنتخب الوطني التي يضع فيها اليوم رجالات الـمرحلة على أنها مقاتلة وصانعة لأحلام الـمغاربة ومناضلة لإنتزاع مناصب الوصول إلى (الكان) والـمونديال، وقتها سيتأكد أن الرجل شكل في ثاني إشرافه على الـمنتخب الوطني قفزة نوعية على مستوى البناءات والنتائج.

كل هذا جميل بالفعل، ولكن من الـمفروض أن يكون الزاكي عاش على هذا الضغط والـمناوشات التي ورثها قبل وأثناء وبعد كأس إفريقيا 2004 وبخاصة عبر مطارق الإشاعات التي صادفت عمله بزرع فتن إقدام جامعة الجنيرال حسني بنسليمان على طرح أسماء ناخبين أجانب، ومن الـمفروض أن يكون الزاكي دبلوماسيا في عدم الرد والشكوى من الخبث لأنه يعرف مدى مواجهة الخبث بأقوى النتائج التي تريح الشعب، واجتياز الرأس الأخضر من دون تعثر وبكل الإحتمالات من الضروري أن يقرأها بقوة الإرادة والرد السخي، وقتها سيتأكد أن هذه اللعب الصبيانية للشائعات لا تزيده إلا ثقة بالنفس كما هو الحال مع محمد فاخر الذي يتلقى الضربات من فراغ محتوى بطولة لا تنتج الـمستوى العالي من الـمواهب.