شيء فضيع هذا الذي فضحته القدرة الإلاهية بنزول أمطار الخير على مركب الأمير مولاي عبد الله عندما عرت مصيبة ما حدث بالأرضية التي أنفقت وراءها الملاين لتصبح رقعة خضراء بنفس بساط أحلام ملعب البيرنابو الملكي . ويحز في قلوبنا هذه المهزلة الكارثية التي حلت بأكبر الأحداث العالمية التي ننظمها من دون احتياطات مسبقة لما يمكن أن يتوقع مثلما تلقت البنيات التحتية بمدن الجنوب ضربات مناخية عنيفة قتل فيها من قتل ، وهجرت فيها الأسرى لخراب المأوى ودمرت الكثير من البنيات لأسباب واقعية لا تفتحص على الإطلاق في سياق التحديث والعصرنة من قبل الجهات المعنية والمختصة في صناعة المدن الجديدة . وما شاهدناه كرويا في سياق العالمية التي ساد فيها لقاء ربع النهائي الثاني بين كروز أزول وويستر سيدني على نحو طوفاني لم تتقبله الأرضية على الإطلاق في غياب تصريف تقني لإنسياب الأمطار في مجراها الطبيعي ، لا يبعث على الإرتياح ولا اكتمال الفرحة التي جسدها مغرب الحداثة في افتتاح المونديال أمام هدر لا أخلاقي للأموال التي صرفت في مشروع إصلاح المركب من دون النظر في عواقب الرقعة التي يجرى فيها العرس الكروي بمعزل عن المدرجات التي صنفت من درجات ممتازة . ومن قال بأن مركب الأمير أصبح بمثابة الجوهرة وأشبه ما تكون أرضيته بنفس ملكية الرقعة المدريدية التي تتقبل طوفانا مائيا غزيرا من دون أن يتأثر الميدان بالأوحال والبرك المائية ومسبح خاص ، فهو خاطئ على الإطلاق حتى ولو كان هو السيد الوزير الذي وضع نفسه في بوصلة المماثلة بين الملعبين ونحن أدرى بما حدث للمركب في نهائي كأس العرش عندما افتضحت صورة الرقعة شكلا ومضمونا ، وتأكد جليا من الشركة التي هيأت الرقعة أيا كان انتماؤها الدولي هي المعنية بهذه الصورة التي خدشت البنية التحتية كما يؤكده المثال الشعبي «الخنونة فوق العكار»، وتناست من أن موعد المونديال لا يمكن أن يفضح المغرب الرياضي بهذه الصورة التي يتحملها من ساهم في هذه الوضاعة شركة ووزارة ومن سكت على هذا الواقع الكارثي لرقعة ملعب لم يحصن هندسيا وتقنيا من التقلبات الجوية ومجاري المياه وأشكال تفاعل إنسياب الماء في قنواته من دون أن يتأثر الميدان من تهاطل الأمطار بغزارة.
وغير مقبول أن تتحطم صورة المغرب الرياضي وهو الذي يبحث عن عالميته بحثا عن تنظيم المونديال 2026 أو مونديال الأندية كما تدوول مجددا من أن النسخات المقبلة سيقبلها المغرب، وهو أمر غير محبب على الإطلاق لإنعدام الضمير المهني والمتابعة الصارمة لمشروع الإصلاح والترميم والتحديث، ولا يعرف القائمون عن واقع المهزلة من أن هذه الظرفية التي شكلت لدى الفرق العالمية حزنا عميقا وإذلالا، أن نتيجة هذه المصيبة لا بد أن يتحملها كل من ساهم في تلطيخ سمعة المغرب من خلال بساط ملوث لا يقل أهمية عن الأمور اللوجيستيكية الأخرى التي نجح في ترصيعها، بيد أن الرقعة هي الحاكم الفعلي للمشاهدة العالمية، وهي الرقعة التي تصنع الفرجة الكاملة للكرة الشاملة من دون إصابات واضحة مثل ملاعب البيرنابو والكامب نو، فهل يدرك السيد الوزير قيمة هذه المحاكاة؟ وكيف سيتخذ الأمور التي كسرت جهازه على محمل الكذب من الشركة التي قتلت التدبير الجيد للملعب لأسباب لا يمكن أن إلا أن تثير الشك حول طريقة تدبير وصيانة العشب من الآفات الممكنة؟ وبأي الطرق العاقلة، يمكن أن ينجح الريال الملكي في تدبير كأسه العالمية ولو أن واقع الأمر يقول بتحول مباراة الريال إلى مراكش لتفادي المشاكل الخطيرة بمركب الأمير مولاي عبد الله حتى مع استمرار تهاطل الأمطار إلى يوم غد الثلاثاء؟ 
ما حصل حصل، ولا يمكن أن ننذب الحظ العاثر لأن من كان وراء هذه المهزلة يجب أن يحاسب وأولها الشركة المختارة من أصل طلب العروض، وكيف اختار الجهاز المسؤول قيمة هذه الشركة التي لا تبني هندستها الشاملة على كل الإحتمالات الممكنة لرقعة وبساط مدروس تصريف كل قنواته المائية وتحمل قدرته المائية، وقيمة الإصفرار الذي يبدو حاضرا بواقع الصورة التلفزيونية قبل أن يراه المتفرج بعين المكان. 
والله إنها مهزلة وكارثة ومصيبة غير مقبولة على الإطلاق.