من حق جماهير الرجاء التي يقطعها الألم ويخترقها الحزن لما تشاهد عليه نسورها من تواضع فظيع في الأداء، أن تنتفض..
ومن حقنا كمتابعين أن نستغرب هذا التراجع الغريب الذي سجلته نتائج الرجاء منذ بداية الموسم الحالي، حتى لا يجوز أبدا وضع المقارنات بين ما كان الموسم الماضي من أداء رائع أفضى لحصيلة رقمية إستثنائية وما هو كائن حتى الآن في الموسم الحالي، لكن ليس من حق المدرب ريكاردو سابينطو أن يخرج علينا بعد كل انكسار أو خسارة، ليقول بلسان متشنج: «لا أفهم ما يحدث ولا أجد تفسيرا لما يحدث».
في العادة من لا يفهم يطوي صحيفته ويضع نقطة في آخر السطر، ويرحل لحال سبيله، لأنه إذا لم يجد المدرب ما يقنعه كمدرب بأن هذا الذي يحدث سببه علة تكتيكية أو خلل وظيفي، ما دام أن ضبط المرض هو نصف العلاج، فهذا معناه أنه لا يليق به أن يبقى ربانا على ظهر سفينة لا يستطيع أن يخلصها من الغرق.
ولا أعرف لإدارة الرجاء الرياضي موقفا من هذا النزيف الخطير الذي تسبب فيه حتى الآن مدرب بوسني إستغربنا جميعا لطريقة انتدابه، ولمدرب برتغالي إلى الآن هو من دون فوز في سبع مباريات، فما جمعه المدربان معا في ثمان مباريات للبطولة الإحترافية، 5 نقط لا غير، وما من أحد يساءل على هذه الإختيارات لمن يقفون على العارضة التقنية، سوى المكتب المديري للرجاء، على القدر نفسه يسأل لماذا لم ير في استمرار عبد الكريم الجيناني مدربا، بإخراجه من جلباب رجل الطوارئ، وقد منح الرجاء الإنتصارات الثلاثة التي حققها لغاية الآن في 11 دورة من البطولة الإحترافية.
ولو تجاوزت مباراة الديربي التي صدرت بكل ما فيها، مشهدا بئيسا وكئيبا، بالنظر إلى حجم الضغوطات النفسية التي يرمي بها في العادة لقاء الديربي، فإنني لا أستطيع أن ألتمس للاعبي الرجاء عذرا في ضعف ورداءة المردود الجماعي والفردي في الكلاسيكو الإفريقي أمام الجيش الملكي، والذي أضاع على النسور النقاط كاملة في أول تحليق لهم في دور مجموعات عصبة الأبطال، إذ تأكد لي من خلال المشاهدة المتكررة ومع تعاقب المباريات، أن الرجاء هذا الموسم غيره تماما الرجاء في الموسم الماضي، حتى لينطبق عليه ما يتردد بين الجماهير «هزيتي فرقة وحطيتي فرقة»، لا قياس مع وجود فوارق كبيرة، وما يؤلم ويوجع في السؤال، أن الرجاء أرانا وجها على النقيض تماما من وجهه الجميل في الموسم الماضي، وهو لم يغير ولا لاعبا من أرمادته الهجومية (ازريدة، بوغرين، النفاتي، الزرهوني وبوزوق)، فمن يا ترى المتسبب في هذا الإنقلاب في منظومة لعب فريق سجل هدفين في آخر 7 مباريات؟
نتحدث عن أزمة نتائج؟ ما في ذلك شك، من أين تسلطت هذه الأزمة على فريق بطل؟ وكيف يمكن التخلص منها؟ ذلك ما يجب أن يبحثه بعمق وحكمة كبيرين المكتب المديري للرجاء، لأنه الإختبار الحقيقي الذي يظهر معدن الرجال، الذين يختارون أن يكونون في مركز القرار.