إستفدت من تجربة رودا وهدفي اللمعان مع سانت اتيان
أريد الحضور بأولمبياد باريس وسأعمل من أجل مونديال قطر
لا أهتم كثيرا بإشادة الإعلام وهذا سر حضوري القوي بفرنسا
فخور بمغربيتي وسألبي دعوة وليد في أي وقت شاء

تحدث أيقونة المنتخب المغربي الأولمبي، اللاعب المتألق بنجامان بوشواري، متوسط ميدان نادي سانت اتيان الفرنسي، عن المبررات  التي جعلته يختار اللعب لبلده الأصلي المغرب على حساب هولندا وبلجيكا، رغم الضغوطات الكثيرة التي مورست عليه مؤخرا من قبل الصحافة البلجيكية والهولندية وأيضا من كبار المسؤولين عن قطاع الكرة في البلدين، بعدما أصبح من أبرز المواهب الكروية الصاعدة في أوروبا، وتُوج بجائزة أفضل موهبة كروية في الدرجة الأولى للدوري الهولندي سابقا رفقة نادي رودا، قبل أن يقرر الإنتقال للعب في «الليغ2» الفرنسية التي يعتبرها قنطرة عبور نحو إحدى الأندية الأوروبية العملاقة.
بوشواري صاحب 20 سنة فقط،رسم مساره الكروي بتفان وجدية، وكشف ل» المنتخب» أبرز النقاط في مشواره  حتى الآن، مؤكدا رغبته في مواصلة العمل بجدية، حتى يواصل لفت الأنظار وهو الذي يطمح في دخول عرين «أسود الأطلس» بعدما قدم أوراق اعتماده رفقة المنتخب الأولمبي، لما يملكه من مؤهلات تقنية جعلته يخلق بها الفارق متفوقا على الكثير من أقرانه.

< المنتخب: بداية وكسؤال كلاسيكي، لماذا قررت اللعب  لبلدك الأصلي على حساب هولندا وبلجيكا؟
بوشواري: إخترت اللعب للمغرب عن قناعة، فأنا شخص يرتبط بأصوله، أشعر بالفخر والإعتزاز بوطني، رغم أني رأيت النور وترعرعت هنا بأولاوبا، كانت لدي رغبة قوية للدفاع عن ألوان «أسود الأطلس»، وقد حققت هدفي، أتمنى تحقيق الألقاب بقميص المنتخب المغربي في الفترة المقبلة.
لعبت مع المنتخب المغربي الأولمبي في أكثر من مناسبة، وكنت سعيدا مؤخرا بالإنضمام لصفوف المنتخب المغربي الأول في المعسكر التدريبي داخل مركب محمد السادس لكرة القدم، وأتطلع كي أواصل العمل كي أكون ضمن الجيل الذي ستتاح له الفرصة من أجل خوض نهائيات كأس العالم 2022 بقطر.
< المنتخب: كيف تعلق على قرار إختيار اللعب للمغرب وهل قمت به في الوقت المناسب؟ 
بوشواري: الحمد لله، الآن هي مرحلة وانتهت يجب أن أفكر في المستقبل وأركز على ضمان مكانتي وتقديم أوراق اعتمادي لتقديم الإضافة للمنتخب، الذي كنت أحلم بالدفاع عن ألوانه، لا يجب أن أفكر في الماضي وأترك الحاضر والمستقبل.
كما قلت سابقا، أنا جد مقتنع بالخطوة التي أقدمت عليها، وسأكون سعيدا إن تمكنت من التألق رفقة منتخب بلدي وحققت معه إحدى الألقاب، بإمكاني الآن اللعب مع الأولمبيين والمنتخب الأول، وسأبذل كافة المجهودات كي أكون في مستوى تطلعات الجماهير المغربية، التي شجعتني طيلة الفترة الماضية، وهو الأمر الذي حفزني كثيرا كي أستمر في العمل.
< المنتخب: قبل حسم إنتقالك من رودا الهولندي صوب سانت اتيان، تلقيت بعض الإتصالات من أندية مختلفة، لكنك فضلت اللعب بفرنسا، لماذا هذا الإختيار بالضبط؟ 
بوشواري: مسؤولو سانت اتيان عرضوا علي فكرة التعاقد معهم، وقبلهم كانت مفاوضات مع أندية مختلفة لكنني فضلت اللعب معهم، لأنهم إحترموني وأظهروا جدية كبيرة في التعامل مع ملف ضمي.
عندما تألقت مع رودا، قررت إكتشاف تجربة جديدة خارج هولندا، كان بإمكاني البقاء بالأراضي المنخفضة، لكن عندما فكرت مطولا، قلت مع نفسي بأن اللعب بفرنسا سيجعلني قادرا على التطور، فبعدما لعبت في بلجيكا وأنا صغير السن، إنتقلت إلى هولندا، والآن أتواجد رفقة سانت اتيان الفريق الذي أعتبره قنطرة عبور صوب إحدى الأندية الكبيرة مستقبلا، أقول هذا لأنني متأكد من قدرتي على تحسين مؤهلاتي التقنية والبدنية.
< المنتخب: هل تثق في نفسك لهذا الحد؟
بوشواري: بطبيعة الحال، الثقة في النفس عامل أساسي ومهم كي أصل لمستويات عالية، أهم شيء يجب أن أحرص عليه وأعرفه جيدا هو العمل الجدي وعدم الغرور، كي أصل للأهداف التي أسطرها.
عموما أنا فخور بما حققته لحد الآن، وسأحرص على أن أكون مصدر إلهام للشباب الصاعد مثلما أنا أعجب بالعديد من اللاعبين المغاربة والعالمييين، فالرغبة في الوصول دائما ما تساعد أي إنسان لتحقيق أحلامه.
< المنتخب: كيف حاولت التعامل مع إشادة الصحافة الفرنسية في أول موسم تخوضه رفقة سانت إتيان؟
بوشواري: أحاول دوما التركيز في عملي، ومساعدة سانت اتيان على تحقيق أكبر عدد من النتائج الإيجابية، ولكوني ألعب في مركز خط الوسط، سأكون مطالبا بتقديم أكبر عدد من التمريرات الحاسمة.
وبخصوص الإعلام فلا أشغل بالي كثيرا به، أعرف بأن الإشادة تأتي دوما في صالح اللاعب الذي يقدم مستويات جيدة، لذلك سأحرص كي أكون مشرفا لبلدي المغرب وسط ناد عريق مثل سانت اتيان الذي أرتبط معه بعقد لغاية 2025، وهدفي سيكون معه هو الإبداع أكثر من أجل التحسن من كافة النواحي التقنية والبدنية والذهنية أيضا.
< المنتخب: هل تتخذ لاعبا داخل المنتخب المغربي قدوة لك؟
بوشواري: كل لاعب ناجح في المنتخب الأول، يبقى قدوة للاعب شاب يسعى لتحقيق نفس الهدف، ويجب أن أكون الأفضل في المواعيد القادمة، كما أشعر أنني قادر على تحقيق الكثير من الأشياء الجميلة مع المنتخب المغربي الأول.
وأكيد أن إستدعائي مع الأسود لخوض التداريب، يبقى حافزا بالنسبة لي كي أواصل العطاء على أعلى مستوى، مثل باقي زملائي داخل المنتخب الأولمبي الذين إهتم بهم الناخب الوطني وليد الركراكي مؤخرا.
< المنتخب: بعيدا عن «أسود الأطلس»، كيف عشت الأجواء في صفوف المنتخب المغربي الأولمبي، منذ أول يوم إنضممت لصفوفه؟ 
بوشواري: منذ اللحظة الأولى وجدت كل الناس لطفاء جدا معي، وفخورين بمنتخبهم ولاعبيهم وهذا يُشجعني أكثر على التأقلم، كما أنّ المنتخب مثل العائلة الواحدة، لا يهم من أين أتيت بل الأهم التجانس، وأن نلعب من أجل هدف واحد، وهو التأهل لأولمبياد باريس المقبل.
نعرف جميعا بان آخر ظهور للمنتخب المغربي كان في أولمبياد لندن، وبعد ذلك غاب المغرب عن الألعاب الأولمبية في صنف كرة القدم، وإن شاء الله هذا الجيل سيحاول جاهدا أن يصحح الأمور ويضمن التواجد في الأولمبياد المقبل.
< المنتخب: من كان له دور في التواصل معك كي تلعب للمنتخب المغربي؟ 
بوشواري: تلقيت في مرحلة سابقة إتصالا من مسؤول في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أخبرني عن رغبتي في اللعب للمنتخب وكنت سعيداً بذلك أنا وأسرتي، لم أفكر مرتين رغم الضغوط من جهات أخرى، إنه شعور لا يوصف.
وحتى وإن تم وضعي من جديد في مسألة الإختيار بين المغرب وبلد آخر، سأعود لإختيار أصلي، ومنذ اختياري اللعب للفريق الوطني وأنا أتلقى إشادات من المغاربة، وهذا في حد ذاته أمر يشعرني بالفخر، ويجعلني مطالب باستمرار في العمل كي أكون عند حسن ظن الجمهور المغربي الذي يريدني أن أبقى في المستوى.
< المنتخب: مع إقتراب المونديال، هل تعتقد أن يكون المنتخب المغربي في قمة مستواه بملاعب قطر؟
بوشواري: نملك جيلا موهوبا بإمكانه التألق في كأس العالم، صحيح أننا نتواجد في مجموعة صعبة تضم بلجيكا، كرواتيا وكندا، لكن هذا الأمر سيجعلنا متحفزين أكثر كمغاربة من أجل التألق، فعندما تشعر بنفسك أنك ستواجه منتخبات كبيرة تحاول دوما أن تكون في مستوى التطلعات، وتقدم أفضل ما لديك، وأكيد أن الدعم والتشجيع الذي سيحده لاعبو الفريق الوطني بقطر، سيساعدهم كثيرا على الإبداع.