كان من الطبيعي أن تحدث الخسارة القوية والموجعة للمنتخب المصري أمام نظيره المغربي في النهائي الصغير لكرة القدم الأولمبية، والذي منح الميدالية البرونزية للمغرب، رجة عنيفة داخل الأوساط الصحفية والإعلامية مصر، لتأتي الأجوبة على سؤال المقارنة بين الكرتين المغربية والمصرية مختلفة، باختلاف الرؤية.
وكان من الذين تطوعوا لتقديم الجواب، هو النجم المصري السابق حازم إمام عضو الإتحاد المصري لكرة القدم، الذي رفض المقارنة من حيث المبدأ، لوجود مانع أساسي، وهو أن مصر تحقق إنجازاتها بلاعبين تكونوا بمصر، بينما لا يوجد في المنتخب المغربي، بخاصة الأولمبي الذي هزم المنتخب المصري بسداسية نظيفة، سوى لاعب واحد تكون بالمغرب، بينما كل اللاعبين الآخرين هم خريجو أكاديميات أجنبية.
طبعا لا أستطيع كغيري أن أختلف كثيرا مع حازم إمام فيما ذهب إليه، لكنني لا أستطيع أن أوافقه على كل ما ذهب إليه.
نجاحات كرة القدم المغربية التي نالت المركز الرابع عالميا بمونديال قطر قبل سنتين، وتنال اليوم المركز الثالث أولمبيا في دورة باريس، ما حققت هذه الإنجازات فقط لأنها تعتمد على لاعبين مغاربة تكونوا بنوادي وأكاديميات أوروبية، وإلا لماذا غابت عنها هذه الإنجازات قبل سنوات، منذ أن استحوذ 90 بالمائة من لاعبين مكونين بأوروبا على المراكز الأساسية في كل منتخباتنا الوطنية؟
الأمر مرتبط بحكامة التسيير، وبتوفير إمكانيات العمل الإحترافي، وأيضا بالإعتماد على أطر تقنية مغربية، مكونة على أعلى مستوى.
كما أن منتخبنا الوطني الرابع عالميا في مونديال قطر، ومنتخبنا الأولمبي المتوج ببرونزية دورة باريس، يتواجد به كثير من اللاعبين هم من خريجي أكاديميات وأندية وطنية، فالمنتخب المونديالي، تواجد به 10 لاعبين تكونوا بالمغرب، وسفيان رحيمي هداف المنتخب الأولمبي المغربي وهداف الأولمبياد الذي وقع هدفين من الستة في مرمى مصر، والمدافع الشاب أكرم النقاش الذي سجل خامس الأهداف في مصر،  والمهاجم المهدي موهوب الموقع لهدف في مرمى المنتخب الأمريكي، والمدافع تاحيف، كلهم نكونوا في أندية مغربية.
وتصحيحا لخطإ وقع فيه حازم إمام، فالمنتخب المغربي الذي ألحق بمنتخب مصر هزيمة ثقيلة جدا، لم يكن به لاعب واحد فقط من خريجي البطولة المغربية، بل كان به 8 لاعبين، وهو ما يمثل نسبة 40 بالمائة.
أما ماذا فعلت كرة القدم المغربية بمحلييها، فقد فاز منتخبها بنسختين لبطولة إفريقيا للمحليين، وهي المسابقة التي لا تلعبها مصر لسبب وجيه، هو أن منتخبها لا يضم بين صفوفه إلا قلة قليلة من اللاعبين الممارسين بالبطولات الأوروبية.
عذرا حازم، هذه المرة لم تكن حازما في جوابك على سوال المقارنة.