قد نكون خسرنا المشاهدة السخية لأسود هولندا وبلجيكا وفرنسا بتعداد الذين يشكلون روح الفريق الوطني لقرارات الدول الحاسمة في إلغاء بطولاتها رسميا جراء تبعات تفشي وباء كورونا، وبضياع سيرورة التنافسية لدى هؤلاء، تسارعت الأحداث حتى نام عرين أسود الدول الثلاث على إجازة ربيعية مفروض أن تكون صيفية لمشروعية نهاية الموسم، عادوا بعده بشهر للدخول في فصل تحضير موسم جديد ما زال متواصلا بين جحيم (اعادة الإنطلاق) لأسود ألمانيا والبرتغال واليونان وإسبانيا وتركيا، وبين جحيم انتظار عودة أسود إنجلترا والطاليان، لتظل معادلة حضور الأسماء الشرعية لعرين الأطلس لا تخرج عن 14 أو 15 محترفا يتداولون الحضور حسب جدولة المباريات بالتدرج المنطقي للعودة إلى حين ترسيم عودة البطولة الإنجليزية في العشرين من هذا الشهر.
وما بدا حتى الآن في طابور السخاء الحضوري، هو أشرف حكيمي وبالعلامة الكاملة لما بعد فك صك الحجر الصحي ولخمس مباريات صال فيها كالزمرد المنقوش على صدر العروسات، لكن ضريبة حارث أمام عودة تشاؤمية لفريق أزرق نام على قساوة النتائج قبل وبعد الوباء، كانت عصية النفس والدمع، وألغت حضوره الإستثنائي لأجل اصابة زادت من تنازل الطوفان، طبعا حضر الدوليان كل من قضائه وقدره، وغاب مسبقا رباعي فرنسا يونس عبد الحميد وحمزة منديل وفؤاد شفيق ونايف أكرد، وإنقاذ نجوم هولندا زياش ومزراوي وطنان في أول مبادرات الالغاء، وزاغ نحوهم سليم أملاح ببلجيكا لتصير الارقام متصاعدة بين الحاضر والغائب، وينتهي المطاف بأفول ثمانية محترفين أو أكثر حتى ممن يعتبرون زوائد وغير رسميين.
وعندما تفتقد لعناصر هامة في كشكول المتابعة، يصبح للعرين ذوق غير ناضج في غياب توابل هامة مفروض أن تتناغم مع نفس الأحداث التي تقاسمتها الدول الاوروبية الأكثر تضررا من الوباء، ومع ذلك آمنت بالعودة أيا كانت الظروف، ونجحت في استثمار العودة من خلال شرعنة البطولة البرتغالية، وبها سطع نجم تاعرابت ونال وشاح أفضل لاعب في المباراة الاولى، ثم صدر بلاغ الدولي يوسف العرابي على أنه هو من سيدفع بأولمبياكوس إلى اللقب مبكرا، وخرج كصياد يبحث عن رزقه، وعاد بفريسة ضخمة ومن معقلها هادئا وبمشروع معطل لكل الحواسيب والرجل الأول في البطولة اليونانية ليضع فريقه الإغريقي في زعامة مريحة وهداف تاريخي، واليوم وغدا ستعطي أشارات خروج الأسود من مراتعها باسبانيا وتركيا وبأرقام سخية تصل حد تسعة لاعبين ينادى عليهم رسميا في لوائح الاسود ، ما يعني أننا توصلنا الى حضور ما لا يقل عن 13 محترفا هم من يؤثثون مسرح الاحداث في انتظار رباعي إيطاليا (سفيان أمرابط وبوربيعة) وإنجلترا (سايس وبوفال) ليصل حجم الحضور المغربي إلى 17 محترفا لا غير دونما احتساب الوجوه الجديدة التي وضعها الناخب الوطني خاليلودزيتش في الأجندة السابقة. 
وما يهم من هذا الإستقراء هو الإنقلاب الحاصل بين بطولات إنتهت ربيعيا وستعود صيفيا في واحدة من حوادث القرن الحالي، وبين بطولات، ما زالت مستمرة وأمامها زمن عسير لحسم المواقف والمقاعد والألقاب، بينما العائدون من الإجازة سيحضرون للموسم المقبل بارتياح الضمير والجهد البدني والتنافسي وكـلهم ربحوا موسما ماليا ربعه كان بلا عطاء ولا شغل، ما يعني أن ما بلغه أسود الاطلس على مستوى نتيجة إلغاء البطولة، كان في مصلحتهم الذاتية والنفسية، ولكن مقارنة بهوية المياومين اليوم مع أنديتهم لحسم مشروع الأهداف، تصبح المعادلة صعبة لأن في العودة بدون مران طويل، جدل قائم على مستوى الإصابات، بينما الواقع يقول غير ذلك بألمانيا والبرتغال واليونان لكون قلة الاصابات، لا يعتد بها على مستوى الإستفتاء العام للفريق، على الرغم من صراخ المدربين لأنهم عانوا من العودة الطويلة والمحسوبة علميا على مستوى اللياقة البدنية والأنظمة التكتيكية الملتصقة بالشق البدني والكروي، ومع ذلك أقول أن بايرن ودورتموند برغم الإصابات القليلة هم أسياد الكرة والمتعة والإيقاع المنتظم.
ويظهر أسود البطولات العائدة وفق حسابات المصابين، لا يخرج عن منطق أمين حارث فقط ، والبقية حضرت بميزة الجودة والسخاء كما أظهرها الثلاثي حكيمي وتاعرابت والعرابي، كل من موقع تحضيراته العلمية والزمنية، وفي النهاية، سيكون من الصعب الحكم على سيرورة هذه البطولات المعطلة ومن تداعياتها على الموسم المقبل إلا من خلال فاتورة ما بعد النهاية ومدة الإجازة والعودة على وقع نفسي غير متطابق مع أسود البطولات الملغاة.