جعل من ودية هولندا المحك الإستثنائي كي يبرز الإختيارات الإستثنائية، كي يحضر ولأول مرة بصفوف الفريق الوطني 5 نجمات من بطولة الإيرديفيزي و5 لاعبين من هولندا وهو الأمر الذي لم يحد مع ناخب سابق قبله وليرد على من قالوا أنه يعادي هذه البطولة ولاعبيها؟
هيرفي رونار يختار نجوما جددا وواعدين بالكثير من العطاء من الأراضي الواطئة كي يعالج ودية هولندا بدواء أحضره من مختبراتها وزهرات قطفها من حقولها.
رونار يهبط للأرض
يقولون عنها أنها بلاد الأراضي المنخفضة، لكن الموهبة فيها مرتفعة لحد أعلى والفنيات والمهارة والكرة الشاملة إنطلقت من هناك من بلاد الرسامين والفن والزهور.
ويقولون عن منتخب هولندا أنه الأفضل في هذا العصر من لم يتوج بلقب عالمي مونديالي والمنتخب الذي ربح الشعبية والأنصار على حساب توسط البوديوم بمرور أجيال ذهبية رائعة بمحاذاة الذهب أكثر من مرة.
كان لنا على الدوام رصد وتتبع لما يدور في هذه الأراضي، كان لنا تتبع لمسار محترفينا هناك ولأدائهم ولتطوره، وكنا نتساءل أحيانا: أليس لأبناء هذه البطولة مكان في فكر رونار الذي قيل أنه المدرب المفرنس ذات يوم.
اليوم رونار يتعظ، ولربما إنتبه إلى أنه يحارب طواحين الهواء الفارغة كما حاربها دون كيشوط ذات يوم، فخلص إلى الحقيقة العارية، حقيقة الإعتراف والإنصاف لهذه البطولة، ولأول مرة يعلن 5 نجوم من هولندا بالعرين الأطلسي بمنتهى الإستحقاق والأهلية.
ميمون فرض نفسه
بعد زياش كان إسم لاعب إسمه كريم بلحساني هو أكثر من أثير وأكثر من تدوول على عهد المدرب السابق الزاكي بادو وكونه الأجدر بتمثيل الفريق الوطني وأن ينظر إليه حامي وربان العرين، إلا أن المفاجأة أطلقها ومع انطلاقة الموسم لاعب فنان إسمه ميمون ماحي أو ماهي إلا اختلاف طالما أن الجذر والأصل واحد ولا يفسد لود اللعب لفريقنا الوطني قضية.
أرقام تهديفية رائعة وسجل جد محترم ناهز ما فعله زياش مع توينتي وتخطاه رقميا وهو يغازل الهدف 20 ويقترب منه كثيرا، بل حتى بالتمرير الحاسم والقوة الجسمانية.
وكانت رسائل الغزل بين رونار وماحي قد انطلقت منذ فترة، وخلالها أكد اللاعب أنه ينتظر إلتفاتة فما كان من الناخب الوطني إلا أن لبى النداء والدعوة ورد على التحية بأفضل منها.
وسط برئات نقية
من منا يشك في قدرة الأحمدي على الصمود طويلا وأن يواصل بنفس النسق لمواسم طالما أن اللاعب يمثل في الظرف الحالي نموذجا ومرجعا للمحترف الحقيقي والأصيل الذي بلغ مداه وحضوره رفقة الأسود 13 سنة كاملة؟
من منا لا يريحه أن يرى الأحمدي بالوسط الأطلسي لامعا وحاضرا بثقة وعلياء وكبرياء لم تخدشه الخلافات العابرة وما تدوول عن تهميش محترفي هولندا، فقد ظل الفتى بعيدا عن حشر نفسه في هذا الخندق الرديء والقاتم؟
اليوم مع الأحمدي أصر رونار على زرع فسيلتين وزهرتين رائعتين في هذا الحقل وهذا المربع السحري وبمعدل عمر صغير للغاية مجسدا في ياسين أيوب وسفيان أمرابط الثنائي الذهبي لفريق أوتريخت والثنائي الذي سيجعل الأقفال والأختام موصدة بهذه الرقعة وربما ربحنا سقاءين وقشاشين سيستلمان المشعل من كريم لسنوات طوال قادمة.
سفيان بالتعزيز وأيوب بالصبر
هذا ما وقع وحدث بالفعل، فمجرد مباراة واحدة وكانت بودية تونس كفت وأرضت رونار وأقنعته أنه لاجج لفترة وهو يدير ظهره لما قلناها وأكدناه مرارا بأن سفيان أو لمرابط الصغير هو مشروع لاعب للمستقبل وسقاء مثالي يتفوق على أيت بناصر وعوبادي وكل الذين اختبرهم ومكنهم رونار وقبله الزاكي ذات يوم من مقاليد الأمور بهذه الرقعة من الملعب.
أمام تونس وبعدها رفقة فريقه بالبطولة الهولندية عزز أمرابط الصغير هذه الصورة وهذا الإنطباع الإيجابي ومكن الجميع من الإعتراف بأحقيته في أن يكون ضلعا أساسيا في المنظومة التي يلعب بها الناخب الوطني، ومعه حضر لاعب قيل أنه مشروع لشيبو جديد أو فلايني آخر غير فلايني الذي ضاعت فيه الكرة المغربية، فهذا اللاعب أصر بالصبر والمواظبة والعزم على بلوغ هذه اللحظة وختمها بإيجابية حضوره مؤخرا رفقة فريقه بالبطولة الهولندية وحتى بالأهداف والنجاعة الهجومية.
زياش اللغم
هنا يحضر اللوغاريتم المحير حله والمستعصي بلوغ شفراته لوغاريتم معادلته بمجهول واحد، طالما أن رونار اتعظ واستفاد من الدرس وتخلى عن جاذبية الأناة الطاغية كما جسدها في حوارات وتصريحات سابقة، وأعمل العقل والمنطق وكلاهما ما كان يقبل أن لاعبا حاضرا بنهائي اليورليغ وملهما لفريق يحكم هولندا إسمه أجاكس العريق لا يلعب للأسود.
كان من المعيب هذا الغياب فأصله المدرب، على أن الدور على اللاعب ليتحلى بحكمة الإسم الذي يحمله ويتخلى عن الغلظة والنرجسية وحتى ردات الفعل الإنفعالية لأنه ما حضر كبرياء كلما تعلق الأمر بنداء الوطن.
حكيم اللغم هو مسؤولية الجهاز الجامعي لأن أي رفض وهذا أمر مستبعد سيضع اللاعب في ورطة مع الرأي العام والجمهور وسيتحمل الوزر السابق والمستقبلي وهو ما لا نرغب فيه جميعنا.
رونار الشمولي
الآن وقد استدعى كل هذه العيارات والبطاريات، وقد آمن أنه توجد في الحقول الهولندية زهرات بحاجة للرعاية وبحاجة للسقي كي تنمو وتخلف لنا منتخبا يلعب بنفس نسق وشكل أصحاب الكرة الشاملة، سيكون المدرب الفرنسي ملزما بأن يطابق أفكاره وبأن يسير في نفس مركب الإختيارات ومعها سيتغير الشكل الذي عرفنا وتعرفنا من خلاله على الأسود تحت قيادة رونار في الفترة السابقة.
قد يصبح رونار شموليا لأنه الواقع يقول أنه من بين الخمسة المدعوون 3 على الأقل سيلعبون دعامات ورافعات أساسية لا محيد عنها، وبالتالي يحتاج الأمر لتوضيب جديد ولخطط أخرى مبتكرة من وحي المرحلة.
ومن يدري فقد تكون رب ضارة نافعة، وكل هذا التأخير في اكتشاف هذه اللآلئ الهولندية ولو متأخرة خير لفريقنا الوطني في مسرح المقبل من الرهانات والبداية بودية أمام منتخب ينتمي إليه كل هؤلاء وهو هولندا؟
ماحي عادل أرقام زياش
عبر اللاعب ميمون ماحي في تغريدات مختلفة عن سعادته الغامرة وعن تعلقه الكبير بألوان الفريق الوطني ككل محترفي هولندا الذي يتملكهم ذات الحافز والشوق للعب مع الأسود.
وكما فعل زياش بإشراك محيطه الأسري سار ماحي وأعلن أن اللعب للأسود هو ترجمة لرغبة أسرية ولنداء القلب والعقل ومتمنيا على نفسه أن يكون عند مستوى أول إطلالة.
ماحي برقمه التهديفي هذا الموسم (17 هدفا) عادل رقم زياش مع توينتي وأكد أنه يستحق بطاقة الدعوة.
سيكولوجية الثعلب الفرنسي
من يعرف رونار يعلمون أنه من بين أسلحته القوية والخفية هي الجانب الذهني، لذلك كثيرا ما ركز على هذه الكلمة قبل الإستحقاق القاري وقبل المباريات المفصلية ذات الطابع الحاسم وحتى قبل المباريات الودية.
سيكولوجية رونار مكنته من ضرب سرب من الحمام بحجر واحد، الرد على من قالوا أنه فرنسي الإنتماء والهوى بدعوة لاعبي الليغ 1 و2 بكم وكثافة كبيرة وعلى أنه اختار التايمينغ المناسب لاستدعاء محترفي هولندا أمام نفس المنتخب تحديدا لإعلاء قيمتهم ومعها الإستفادة من ملاحظاتهم بخصوص طبيعة وأسلوب المنافس.
أيوب وسفيان فمن الضحية؟
قطعا هذا سؤال سيجعل رونار سعيدا ومحتارا في الوقت نفسه، سعيدا لغزارة الإختيار وهوامش الفرز المتسعة لديه ومحتارا بين من ومن وعلى حساب من؟
أيقنا بعد «الكان» أن روح أوييم حضرت وحضرت معها الثوابت وصار لنا منتخب نتعرف على ثوابته واليوم بتواجد وجوه جديدة وجديرة بالثقة من هولندا أكيد هناك ضحايا وهم من مكاسب أوويم وبورجونتي الغابونية؟
زياش لا يشترط الرسمية
للمرة الألف قالها اللاعب وحملها مقربون منه لمنابر كثيرة وكررها اللاعب في تصريح تلقائي وعفوي للإعلام الهولندي، وقال أنه لم ولن يشترط الرسمية وما سمع بهكذا بند في عالم الإحتراف خاصة ما تعلق الأمر بالمنتخبات الوطنية.
زياش قال أنه يطالب بالإحترام الواجب لقيمته وإسمه لا أن يعامل كقطعة زائدة عن الحاجة ويستشعر الأمر في المران والتدريب حتى دونما منحه فرصة الرد والتأكيد.
على رونار أن يتحلى بالمرونة قليلا وعلى زياش أن يتحلى باحترام تسلسلي يفضي لقبول رأي ومواقف مدرب هو المسؤول عن كل اختياراته وتنتهي هنا حكاية الجدل العقيم والفتنة؟
الأحمدي: زياش كوايري بزاف
عبر كريم الأحمدي مرارا عن دعمه لرفقائه بنفس البطولة التي ينشط فيها وقال بالحرف «زياش كوايري بزاف، لكن رونار هو صاحب الإختيار والكلمة الفصل».
وعاد حكيم ليتحدث عن حكيم «لاعب مثله يتكرر في فترات متباعدة، وحاجة المنتخب إليه ملحة، لكني مرة أخرى لا أملك تأثيرا في هذا الموضوع».
كما دعم الأحمدي محترفي هولندا مرارا وقال في تصريح قديم للتلغراف: «سيحين وقت انضمام أكثر من لاعب ولن أظل لوحدي بالمنتخب المغربي وثقتي كبيرة في أن رونار سيفعلها».
هل يكون بوهدوز هو الضحية؟
لو يؤمن رونار بالشكل الهولندي الذي ينفي رأس الحربة منذ اعتزال فان باسطن والمناورة بمثلث هجومي مسطح وبناء خلفي بالتناوب على الأطراف وجعل المهاجم الصريح مجرد وهم في التكتيك، فإن بوهدوز لن يكون سوى الضحية المرتقبة في خلطة تجريب استدعاء كل هؤلاء.
فلو تحدثنا عن زياش وخلفهما الأحمدي وأمرابط الصغير وماحي بالطرف على اليمين فإن الحرب ستشتعل بين أمرابط نور الدين وبوفال على المركز المتبقي، وهنا لا عليوي ولا بوطيب سيظهرون في صورة الرسمية والبداية بمباراة هولندا لقراءة أفكار رونار الثعلب؟
لائحة 27 لاعبا
حراس المرمى: منير المحمدي (نومانسيا) ـ ياسين بونو (جيرونا) ـ ياسين الخروبي (لوكوموتيف بلوفديف).
خط الدفاع: جواد يميق (الرجاء) ـ زهير فضال (ألافيس الإسباني) ـ مروان داكوسطا (أولمبياكوس اليوناني) ـ غانم سايس (ولفرهامبتون الإنجليزي) ـ نبيل درار (موناكو الفرنسي) ـ عبد الحميد الكوثري (باستيا الفرنسي).
وسط الميدان: يوسف أيت بناصر (نانسي الفرنسي) ـ كريم الأحمدي (فاينورد الهولندي) ـ فيصل فجر (ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني) ـ امبارك بوصوفة (الجزيرة) ـ سفيان أمرابط ـ ياسين أيوب (أوتريخت الهولندي) ـ نورالدين أمرابط (واتفورد الإنجليزي) ـ يونس بلهندة (نيس الفرنسي) ـ سفيان بوفال (ساوثامبتون الإنجليزي) ـ المهدي كارسيلا (غرناطة الإسباني) ـ إسماعيل الحداد (الوداد) ـ حكيم زياش (أجاكس الهولندي).
الهجوم: يوسف النصيري (مالقا الإسباني) ـ خالد بوطيب (ستراسبورغ الفرنسي) ـ عزيز بوهدوز (سان باولي الألماني) ـ ياسين بامو (نانط الفرنسي) ـ وليد أزارو (الدفاع الجديدي) ـ ميمون ماحي (غرونينغن الهولندي).