وكأن التاريخ يعيد نفسه، الناخب الوطني اعتاد خلال هذه الفترة من السنة وهي فترة توقف طويل تستغرق 5 أشهر ليشتغل على عديد الأوراش الهامة بهدوء ودون بهرجة، وقد فعل ذلك في نفس الفترة من العام قبل المنصرم حين عاد من قطر وجعل من ملف إبراهيم دياز أولوية الأولويات، لكن في سرية جد مطلقة بعدما تنقل مرارا صوب ميلان ناديه السابق، لرصده وهو يلعب مباريات عصبة الأبطال ومنها المباراة الشهيرة أمام طوطنهام، والتي سجل فيها هدفا تاريخيا أعاد البيغ ميلان للعب خارج دور المجموعات بعد مواسم من الضمور والتواري أوروبيا.
وتواصلت بعدها المطاردة الهوليودية وبإصرار كبير من الركراكي مثلما تعقبنا آثارها للاعب إبراهيم لغاية انضمامه لنادي ريال مدريد وعقد معه تلك الصفقة «لن تحضر الكان وبعدها اظهر وبان عليك الآمان»، فكانت النتيجة أن ظهر دياز بين الأسود شهر مارس، حيث موعد الغرس، ليلعب مباراتي موريتانيا وأنغولا الوديتين بعد أن استوت الطبخة على نار هادئة بتأهيل قانوني للاعب داخل أروقة الفيفا بجوازه الرياضي المغربي الذي أنهى كل صلة له مع لاروخا.
الركراكي وقد كسب هذه الخبرة، وبنفس التكتيك وبمعطيات حصرية ل«المنتخب»، منذ فترة وهو يباشر اتصالاته مع الجوهرة أيوب بوعدي لاعب وسط نادي ليل الفرنسي الذي بإمكانه أن يشكل ثنائيامع سفيان أمرابط، ونحن بصدد إقناعه بمشروع الفريق الوطني ومكانه داخل توليفة تعد حاليا الأفضل قاريا ومن بين الأفضل عالميا، وفي يد وليد هذه المرة ورقتين في غاية الإغراء «الكان ومونديال بلاد العم سام»، مستحضرا وهو ينقل للاعبه مشروعه، مآل ووضع من سبقوا بوعدي للعرين وكيف ارتفعت قيمتهم التسويقية والدفء الذي يحظوا به من طرف جماهير الفريق الوطني «دياز مع بن صغير وأخوماش وغيرهم».
ذات المصادر أكدت أن الأمور تحت السيطرة والناخب الوطني المتفرغ حاليا لجولة أوروبية تهم التواصل مع عناصر منها من «الصقور الغائبين» ومنها وجوه جديدة تحت رادار الرصد، سيلتقي بوعدي في فرنسا على هامش مباريات الفريق في الليغ1، وقد حضر واحدة منها في سرية مطلقة وإلتقى اللاعب ووالده المنحدر من نواحي تيزنيت، مثلما فعل مع دياز في سابق الزيارات صوب إسبانيا على أن دواعي الزيارة هي إقناع اللعب بمباشرة إجراءات مسطرية تتمثل في مخاطبته بخط اليد الفيفا على طريقة أسامة الصحراوي مع النرويج، ليعلن رغبته في تمثيل المنتخب الوطني المغربي وسلك إجراءات تحصيل الجواز الرياضي المغربي، الذي سيكون بمثابة وثيقة العبور الجمركي الحاسمة لولوج العرين شهر مارس بمشيئة الله تعالى، مثلما حدث مع ابراهيم.
وهنا تتضح مقاربة الإستقطاب المبنية على منهجية حكيمة مبنية على الإقناع بالمشروع الرياضي وليس الإغراءات المالية والبيع والشراء مثلما ذهب ابن قرطاج في روايته.
إضافة تعليق جديد