في ندوته الصحفية التي عقدها بعد المباراة التي شهدت سقوط المنتخب التونسي أمام غامبيا بهدف للاشيء، برسم آخر جولة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم المغرب 2025، والتي كانت عرضا لعدد من النزوات، حاول مدرب نسور قرطاج قيس اليعقوبي إيجاد مبررات لسقوط فريقه أمام مدرجات شبه فارغة، فضرب مثلا بالمغرب وهو ليس على علم بالحقائق، وقال اليعقوبي في معرض حديثه:
"بيئتنا الكروية غير صحيحة، ملاعبنا سيئة وتكويناتنا تراجعت، وعملية النهوض تقتضي وجود إرادة سياسية (….)
نحن لا ننجح في استقطاب المواهب التونسية التي تكونت بأوروبا، لأننا لا نملك ما يملكه المغاربة والجزائريون الذين يغرون اللاعبين بالأموال ليلعبوا لمنتخباتهم".

أكثر من زلة لسان، هذا تجاوز خطير، واتهام باطل وليس لقيس اليعقوبي ما يستدل به عليه، لأن المغرب لم يلجأ أبدا لإغراء كل اللاعبين المكونين بالمهجر والذين قرروا ارتداء قميصه بالمال، لأنه من غير المعقول أن يشترى ولاء أي لاعب كيفما كان نوعه، وفي العادة عندما يقرر اللعب للفريق الوطني، ويقدم على تغيير جنسيته الرياضية، فإنه يفعل ذلك إما بإيعاز الإرتباط الوثيق ببلد الآباء والأجداد مستمعا في ذلك لنداء القلب، وإما بإيعاز من المشروع الرياضي الذي يغري اللاعبين.

ADVERTISEMENTS

ويمكن لقيس اليعقوبي أن يعيد مشاهدة مباريات الفريق الوطني ليقف على حقيقة الفخر الذي يشعر بها هؤلاء وهم يرتدون القميص الوطني، الفخر الذي لا يوزن بأموال الدنيا.
كما أن العشرات اليوم من أبناء هذا الوطن ممن ولدوا في بلاد المهجر، يحلمون بالمناداة عليهم في كل المنتخبات السنية الوطنية.
كنا نتمنى لو أدار قيس اليعقوبي لسانه في فمه قبل أن يتفوه بهذه السخافات.