تعمد الناخب الوطني كثيرا تأخير إعلان لائحة الأسود الذين سيخوضون مبارتين (ودية ألبانيا ونزال ساو طومي التكميلي والشكلي) والذي سيعزز صدارة الفريق الوطني لمجموعته التصفوية المؤهلة للكان، ويدعم تصنيفه الدولي بلا شك، وكان تأخره مقصودا وهو الذي لم يخلد للراحة صيفا بسبب الإشتغال عليها وبصمها ببصمة المفاجأة وبعض الروتوشات التي سنأتي على ذكر مقاصدها.
رونار إختار عبر هذه القائمة تمرير بعض الرسائل نعيد معكم فك شفراتها:

لا للخليج رغم الضجيج
إشتعل النقاش على صفحات الجرائد وأثير المحطات الإذاعية، وفي بلاطوهات التحليل في الفترة السابقة، بخصوص إحتمال تراجع رونار عن قناعاته وأفكاره وحتى تصريحاته الرسمية المباشرة والتي جزم بها بلسانه كونه لن يضم لاعبا واحد يحط رحاله ببطولة خليجية.
حتى الصحف الفرنسية التي يطالعها رونار كثيرا ويعلم أنها مجرد ناقل لما يتداول محليا تابعت وواكبت هذه الحلقة الإختيارية،وهو ما أقلق الناخب الوطني كثيرا وارتفع مؤشر قلقه بالإنتقال المسترسل لعديد المحترفين ممن يعول عليهم للعب بقطر والإمارات.
لتأت إصابة حمد الله وهو اللاعب الذي كان محور كل الجدل المثار وتعيد ترتيب أفكار الناخب الوطني، فخلص إلى تجاهل العرابي و تأخير التحاقه كما هو حال بوصوفة بالعرين الأطلسي وتأخير نكثه لوعده السابق حتى حين والرد على كل من نالوا منه كونه ليس «رجل كلمة» فأدار ظهره للاعبي الخليج أجمعين.

أمسيف يعزز العرين
خروج عبد العالي المحمدي من القائمة كان تحصيل حاصل، لذلك بادر رونار لتغيير إتجاهه وبتنسيق مع السلامي للمنتخب المحلي، على أن يصبح حارس نهضة بركان الحارس الأول للمنتخب المحلي، ويتيح مكانه لحارس مخضرم ومجرب لطالما سأل عنه الناخب الوطني وطلب بيانات عنه وهو محمد أمسيف.
خروج المحمدي كان متوقعا، لأنه حتى والمحمدي الآخر حارس نومانسيا وبونو المحترف بالليغا 2 يتغيبان عن ودية الكونغو قبل 3 أشهر، كان رونار قد لجأ لحارس طوارئ وهو الخروبي الذي يحضر في القائمة حاملا للرقم 4 ولربما كان المفاجأة ليطيح بياسين بونوالذي لم يقنع الناخب الوطني كثيرا.
تعزيز أمسيف للعرين وهو الذي لم يخض نزالا رسميا واحدا، يفهم منه تمرير رسالة لهذا الحارس الذي ضحى بالإحتراف الأوروبي حتى وإن كان بأقسام دنيا، على أنه محط رعاية ومكافأة وعلى أنه بإمكانه أن يحجز مكانا له بين المسافرين للغابون ما إستحضر الكاريزما والصرامة التي ميزته ذات فترة مع غيرتس فكان أمينا على الإطارات الثلاث للأسود بدورة الغابون 2012.

طائران واعدان للرواقين
إنها المفاجأة المذهلة التي نأتي لذكرها بعد تحليل واقع حراسة المرمى والأمر يهم الرواقين الأيمن والأيسر بطبيعة الحال.
مفاجأة إستبعاد أفضل لاعب محترف بصفوف الأسود قبل سنة ونعني به فؤاد شفيق والذي ظهر جليا أن رونار غير مهتم أو غير مقتنع به وكلا الوجهان يقودان لنفس الخلاصة كونه خارج الحسابات.
رونارلم يلعب بشفيق أمام الكونغو وتجاهله أمام ليليا وخلالها كان بالإمكان منح اللاعب فرصة المشاكسة والمنافسة مع درار.
خرج شفيق ليحل مكانه اللاعب أشرف حكيمي الذي حمل معسكر ريال مدريد بكندا على أنه مشروع ظهير عصري بمواصفات عالمية بالفعل.
شفيق ليس الوحيد من يعزز الأسود وهو بسب صغيرة مركزا هو اليوم من مستلزمات الخطط الحديثة للمدربين بل سيرافقه حمزة منديل وكلاهما بسن أولمبي، والثالث هو الهراس القادم من البطولة الإسكتلندية للمنافسة على مكانه له بالتشكيل، باقي العناصر ومنها بنعطية وداكوسطا حافظت على حضورها المنطقي.

أسود برأس حربة واحد
ولم يشهد خط الوسط تغييرات كثيرة حتى وإن غاب من يرى فيه رونار اللاعب المحور ولاعب الربط المفضل، والذي لا محيد عنه بعد  أمطره بوابل إشادات في كل النزالات التي خاضها الأسود تحت إشرافه والمقصود مبارك بوصوفة.
بوفال للإصابة هو الغياب الأبرز في حين تحضر ريشة زياش  وزئبقية طنان ولو مع تسجيل غياب متكرر وملحوظ لبلحساني المتألق بهيراكلس الهولندي وهو أحد العناصر التي حلت في تصنيف متقدم لأفضل محترفينا بالأراضي 
لنأت للهجوم والذي يسجل مفارقة مثيرة ترتبط بخروج الهداف الأول للأسود في الوقت الحالي وهو العرابي لواعي تقنية كما باح بها رونار وحمد الله للإصابة وبوطيب وبامو لقناعات خاصة وليحضر القديم الجديد شحشوح ولو أنه ليس برأس حربة صحيح ضمن اللائحة، وليكن بوحدوز الوحيد بهذه الجبهة.
ولأن المباريات الودية وحتى اللقاءات الرسمية التي تحمل طابعا شكليا قد وضعت في الغالب للتجريب وإعتماد فلسفة جديدة، فلربما كانت ودية الألبان ومباراة ساوطومي ليعف رونار على وتر خطة برشلونية تنفي قلب الهجوم وتعتمد الثالوث المسطح ورأس الحربة الوهمي بتواجد من بإمكانهم إجادة هذه الأدوار ( لمرابط وزياش ثم طنان وحتى قادوري).

لا تصدقوا هذه الرواية
بالتأكيد لا يمكن إعتمادها لائحة مرجعية، ولا هي خلاصة ما إنتهى إليه فكر وقناعات رونار بعد كل الأشهر التي قضاها بيننا، ذلك أنه لا يمكن فهم إقصاء كل الكم الهائل من الثوابت التي حضرت معه في المباريات السابقة على أنها غضبة منه أو قناعة لن تتغير أو حتى موقف دائم وثابت.
رونار بمكر وحتى خبث المدربين الكبار إستغل ودية ألبانيا ونزال ساوطومي الذي لن يغير من رسم الأمور شيئا ولا هو بتأثير على واقع التأهل المبكر للكان ليمرر عديد رسائله لمن يهمهم الأمر (كونه لا ينحني أمام العواصف وإن أراد تغيير موقف فليكن بمحض الإرادة لا بشيء آخر والمقصود لاعبي الخليج، كما وجه رسائله بإستدعاء لاعبين ناشئين للتأكيد على أنه ينظر للمستقبل  ليس مجرد توافق على أهداف مرحلية وإن كان التأهل للمونديال أحد أركانها، وكذا عدم إرتياحه لبعض المراكز ومنها حراسة المرمى والرسالة الأهم كونه يصفي تركة الماضي ويريد أن يضع بصمة من بصماته على التشكيل).