الأسود وصلوا لدرجة عالية من الإنسجام والأداء الناجح

عاد مبارك بوصوفة مجددا لعرين الأسود بعد غياب دام أكثر من ستة أشهر بسبب إبتعاده عن المنافسة وبسبب المشاكل التي حدثت له بالبطولة الروسية، وحط الرحال هذه المرة بفريقه السابق لاغونطوازالبلجيكي الذي منه عاد للمنتخب الوطني.
في هذا الحوار يتحدث بوصوفة عن حاضر المنتخب الوطني بهذا الجيل الجديد الذي قال عنه بأنه سيقول كلمته، كما أنه أظهر تفاؤلا كبيرا بمستقبل المنتخب الوطني مع الناخب الوطني هيرفي رونارالذي قاد منتخبي زامبيا وكوت ديفوار للفوز بلقب كأس إفريقيا للأمم، وتمنى بوصوفة أن يكرر نفس الإنجاز مع المنتخب الوطني الذي يتوفر حاليا على أجود اللاعبين والذين يمارسون بأكبر الأندية الأوروبية كما أشاد بالأجواء التي يعرفها محيط المنتخب الوطني.

- المنتخب: ما هي الخلاصات التي خرجتم بها بعد الفوز وديا على منتخب الكونغو؟

بوصوفة: دعني في البداية أشكر الجمهور الذي دعمنا وتابع المباراة، لذلك نهدي له هذا الفوز، وأتمنى أيضا أن نسعده في المباريات الرسمية المقبلة، مواجهة الكونغو الودية كانت محطة تحضيرية لمباراة المنتخب الليبي في التصفيات الإفريقية، لذلك لعبنا بإرادة الفوز ومواصلة تحقيق نتائجنا الإيجابية، حيث قدمنا مستوى جيد وسجلنا انتصارا مستحقا، المباراة كانت أيضا فرصة لبعض اللاعبين الذين لم يشاركوا في المباريات الأخيرة مع المنتخب المغربي للوقوف على إمكانياتهم ومدى جاهزيتهم للمرحلة المقبلة وفرصة أيضا للناخب الوطني هيرفي رونار لمتابعتهم عن قرب حتى يحدد الملامح الحقيقية للأسود الذين عادوا ليطمئنوا الجمهور المغربي بأدائهم الجماعي.

- المنتخب: هل هذا الفوز سيكون حافزا لرفع معنويات اللاعبين قبل مواجهة منتخب ليبيا؟

بوصوفة: الواقع إن الفريق الوطني منذ مباراتي الرأس الأخضر قدم إشارات الإطمئنان واليوم أمام منتخب الكونغو وديا لعبنا بطريقة جيدة وكنا الطرف الأفضل، والأكثر من هذا أننا فزنا بالمباراة، أعتقد أن أهمية هذا الفوز تكمن في أنه سيعطي الثقة للاعبين ويؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح، المباراة أيضا تأتي في سياق الرفع من درجة الإنسجام بين اللاعبين وكذلك الإستعداد للإستحقاقات الهامة التي تنتظرنا وخاصة كأس إفريقيا بالغابون 2017 ثم إقصائيات كأس العالم.

- المنتخب: هل يمكن القول بأن المنتخب الوطني وجد إيقاعه الحقيقي بعد الثلاث مباريات الأخيرة؟

بوصوفة: بعد مباراتي الرأس الأخضر عرف المنتخب الوطني تحولا كبيرا من خلال الأداء العام للاعبين وترجم ذلك خلال المباراة الودية ضد منتخب الكونغو، إذ برغم العياء والإرهاق بعد نهاية الموسم الكروي قدم اللاعبون مستوى جيدا مكن الناخب الوطني هيرفي رونار من معرفة مؤهلات اللاعبين الذين كانوا قد غابوا عن مباراتي الرأس الأخضر، الحمد لله مرت الأمور وفق التصور الذي كنا نريده. 

- المنتخب:  واجهتم  في المباراة الودية ضد الكونغو خصمًا آخر وهو الإرهاق، لكونكم  أنهيتم مؤخرًا موسمًا شاقًا مع أنديتكم، ألم يشكل لكم هذا تخوفا أثناء المباراة؟

بوصوفة: فعلا عادة ما نخلد للراحة بعد نهاية الموسم مع أنديتنا، لكن الواجب الوطني لا يعلو عليه شيء آخر، كما أن جميع المنتخبات الوطنية تستعد الآن للمنافسات الدولية المقبلة، طبعا الناخب الوطني  أخذ بعين الإعتبار هذه الأمور لذلك أجرى بعض التغييرات على التشكيلة في الشوط الثاني، ومع ذلك فإن اللاعبين الذين شاركوا قدموا مباراة في المستوى وتجاوزوا كل الإكراهات، وظهروا بلياقة بدنية عالية، كما أن الإنسجام كان كبيرا بين اللاعبين، وشخصيا أرى أن المنتخب الوطني يسير من حسن لأحسن ما يدل على ذلك تفاعل الجمهور بطنجة مع أداء المنتخب الوطني طيلة أطوار المباراة.

- المنتخب: كيف تتوقع مواجهة أسود الأطلس المقبلة ضد منتخب ليبيا؟

بوصوفة: مواجهتنا لمنتخب ليبيا ستكون صعبة لا محالة، فهذا المنتخب أبان عن مستوى جيد في المباريات الأولى، لكننا عازمون على تحقيق الفوز وإن كنا قد حجزنا بطاقة التأهل إلى النهائيات الإفريقية بعد مباراتي الرأس الأخضر، فنحن لنا من الإمكانيات ما تخول لنا تحقيق الإنتصار، وكل اللاعبين مستعدين لإسعاد الجمهور المغربي وتأكيد الأداء الجيد الذي قدمناه في الآونة الأخيرة.
مباراة منتخب ليبيا ستكون مهمة للغاية، لقد سبق وأكدت أننا نريد السير على نفس الإيقاع بتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية، سنذهب إلى تونس من أجل تقديم مستوى جيد بكل تركيز وجدية رغم أن المنتخب المغربي ضمن التأهل للنهائيات الإفريقية 2017 التي ستجرى في الغابون، سنعمل على العودة بنتيجة الفوز لتأكيد هذا التحول الذي عرفه المنتخب الوطني وطمأنة الجمهور المغربي الذي أحييه على دعمه الكبير للاعبين ومساندتهم حتى عادوا للواجهة، وأتمنى أن يستمر هذا الدعم الكبير لأنه سيخدم مصلحة المنتخب الوطني.

- المنتخب: بعد العروض التي قدمها المنتخب المغربي أمام كل الرأس الأخضر ومنتخب الكونغو أصبح منتخبنا ينظر إليه كفريق قوي، هل هذا أمر سيخدم مصلحة المنتخب أم أنه قد ينعكس سلبا على اللاعبين؟

بوصوفة: أعتقد أن اللاعبين واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، ولا يمكن أن يصابوا بالغرور لمجرد الفوز في مباراتين رسميتين وفوز في مباراة ودية ضد منتخب الكونغو،  صحيح أنه أصبح ينظر إلينا كفريق قوي لكن ذلك لن يمنعنا من الحفاظ على أرجلنا في الأرض والتعامل مع جميع المباريات بالجدية اللازمة، لذلك لا أظن أن هذا الأمر سينعكس سلبا على اللاعبين، نحن نقدم مبارياتنا بالجدية المطلوبة وبالإستماتة من أجل القميص الوطني، ولا أكتمك السر إننا نريد الظهور بصورة مشرفة في «كان» الغابون، لأن المنتخب الوطني يضم حاليا خيرة اللاعبين ويجب أن نستثمر هذا الحضور الوازن للاعبين.

- المنتخب: هل ترى أن الناخب الوطني هيرفي رونار قادر على تحقيق إنجازات مع المنتخب؟

بوصوفة: أعتقد أن حضور رونار في القارة الإفريقية كان جيدا، من خلال تتويجه بلقبين مع زامبيا وكوت ديفوار، لكن يجب علينا أن نتحمل مسؤوليتنا أكثر لخدمة منتخبنا الوطني، يلزم أن يقدم اللاعبون كل ما لديهم من أجل تحقيق أفضل النتائج في النهائيات المقبلة بالغابون التي يجب علينا أن نكون حاضرين فيها بقوة ونؤكد حضورنا القوي على الواجهة الإفريقية لكوننا نتوفر على أجود العناصر التي تمارس بأكبر الأندية الأوروبية، علينا أن نكون أكثر جاهزية ونعيد ملاحم الأمس، الجامعة دائما توفر كل الإمكانيات والظروف للمنتخب الوطني وعلينا أن نكون في مستوى تطلعات الجمهور المغربي المتعطش للنتائج الإيجابية.

- المنتخب: غبت عن المنتخب في الآونة الأخيرة، كيف تلقيت الدعوة مجددا من الناخب الوطني؟

بوصوفة: فعلا كنت قد غبت عن المنتخب ما يقارب ستة أشهر بسبب ابتعادي عن التباري والمنافسة، بفعل مشاكل سابقة رفقة لوكوموتيف الروسي، لهذا كان لا بد من مغادرة النادي في اتجاه فضاء آخر أعود من خلاله إلى المنافسة مجددا، وأعتقد أنني وجدت في فريقي السابق لاكونطواز كل الظروف المواتية من أجل عودتي إلى الواجهة، كما أن استدعائي إلى المنتخب الوطني سيشكل بالنسبة إلي حافزا للتألق أكثر وتقديم الإضافة المطلوبة للمنتخب الوطني الذي يجب أن يعود للواجهة لكونه يتوفر على أجود اللاعبين، هذه العودة ستمكنني أيضا من دعم هذه العناصر الشابة التي ستقول كلمتها مع المنتخب وهي بحاجة إلينا كلاعبين إلتحقنا بالمنتخب الوطني في فترة سابقة لأن نقف بجانبها وتحميسها وتحفيزها.

- المنتخب: وهل في نظرك بمقدور هذا الجيل الجديد أن يكون في مستوى تطلعات الجمهور المغربي ويخلق المفاجأة في النهائيات المقبلة بالغابون؟

بوصوفة: أظن بأن المنتخب الوطني بات يتوفر على لاعبين متميزين يلعبون في بطولات قوية، كما أنه يضم لاعبين شبابا موهوبين نظير حكيم زياش وآخرين، والأهم من كل هذا، أن العديد من اللاعبين اختاروا حمل القميص الوطني عن قناعة تامة، وهو معطى إيجابي بالنسبة إلينا، لأن اللاعبين الموهوبين والمتميزين موجودون وهامش الإختيارات متوفر أكثر لدى الناخب الوطني لاختيار أفضلهم للاستحقاقات المقبلة، وفي إعتقادي يمكن للمنتخب الوطني إذا إستمر على هذا النحو أن يكون في مستوى التطلعات في النهائيات الإفريقية.

- المنتخب: مع تأهلنا للنهائيات الإفريقية، كيف تتوقع الإقصائيات الخاصة بكأس العالم، وهل لدينا كل الحظوظ للتأهل؟

بوصوفة: هذا هو طموح الجميع وللأمانة فالمنتخب الوطني يجب أن يكون حاضرا بكأس العالم الذي غاب عنه منذ 1998، نحن نتوفر اليوم على جيل جديد له من المؤهلات التقنية ما يجعله قادرا على تحقيق هذا الحلم الذي يراود كل المغاربة، وإن شاء الله سنسعى إلى تحقيقه لأن بلدنا المغرب يستحق أن يكون حاضرا في المحافل الإفريقية والدولية للأوراش التي يعرفها في كل المجالات.

- المنتخب: كيف هي الأجواء داخل فريقك لاكونطواز؟

بوصوفة: الجميع في بلجيكا يعرف إمكانياتي جيدا، كما أن فريقي لاكونطواز يقدر مؤهلاتي وقدرتي على تقديم الإضافة المطلوبة للنادي، والحمد الله عدت إلى فريقي الأصلي، وبدأت أسترجع كامل مقوماتي البدنية والفنية، وأنا جاهز لوضع خبرتي وتجربتي رهن إشارة المنتخب الوطني، كل ما آمله هو أن يستمر المنتخب الوطني في هذا المنحى التصاعدي  حتى النهائيات لنقدم الصورة التي يجب أن يكون عليها المنتخب الوطني.

- المنتخب: لعبت لمواسم مع فريق أنجي وبعدها للوكوموتيف، لماذا لم تستمر معهما؟

بوصوفة: لعبت لعدة مواسم مع أنجي وقدمت كل ما لدي للفريق، لكن الوقت أنذاك فرض علي لكي أبحث عن فريق آخر. عرض لوكوموتيف كان مقنعا، وبالتالي اتفق الطرفان على انتقالي إليه لكن هذه المحطة سببت لي العديد من المشاكل لأعود بعدها لفريقي السابق لاكونطواز فريقي الأصلي الذي قدمت معه مستويات كبيرة وعدت معه للواجهة وأنا باق معه.

- المنتخب: ما هي أوجه الإختلاف بين البطولة البلجيكية ونظيرتها الروسية؟

بوصوفة: على الرغم من كون البطولة البلجيكية تعتبر بطولة محترمة وتوجد فيها أندية كبيرة مثل أندرلخت الذي كنت ألعب له وتوجت معه بعدة ألقاب، إلا أن البطولة الروسية أقوى من نظيرتها البلجيكية، سواء من ناحية الإمكانيات المادية أو البشرية، حيث يوجد لاعبون كبارا وخير دليل تواجد روبيرطو كارلوس وصامويل إيطو و يوري جيركوف وغيرهم من نجوم الكرة العالمية.

- المنتخب: ماذا تقول في كلمة ختامية؟

بوصوفة: أتمنى من كل قلبي أن يعود المنتخب الوطني للواجهة، ويؤكد حضوره الكبير في النهائيات المقبلة لتشريف الكرة المغربية وإسعاد الجمهور المغربي الكبير الذي كما قلت أصبح متعطشا للنتائج الإيجابية والوصول لمستويات كبيرة، كما على اللاعبين بذل كل الجهود حتى يبقى المنتخب الوطني بهذا الإنسجام والتماسك ولي اليقين بأن أداء المنتخب الوطني سيتطور أكثر في المرحلة المقبلة لأن هناك عملا كبيرا يقوم به الناخب الوطني مع اللاعبين عندما نحل على المعسكرات الإعدادية.