الديربي الذي كان يفترض أن يكون لقاء الموسم و لربما الديربي الأشهر والأكثر إثارة وحسما خلال المواسم الأخيرة، تحول بفعل أكثر من فاعل لنسخة مسلوقة ولمباراة رتيبة ولمواجهة بلا ملح ولا طعم.
كيف لمباراة تفتقد لمقوم هام من مقومات نجاحها وهو الجمهور، وكيف لنزال من دون توابل أن يرتقي لما ترقبناه وتطلعنا إليه.
الديربي 122 يأتي والوداد متصدرا والرجاء برهان واحد هو الإنتصار مع الإنتظار، على أمل أن تفرز باقي المحطات ما يغذي الأمل ليلحق النسور بالمقدمة.
هو ديربي الغضب الذي غدته فصول خرجة بودريقة وتهديدات الرجاء والبقية تعرفونها.

 فلاش باك 
خالف ديربي الذهاب كل التوقعات وخرج باردا بفصول رتيبة وتعادل أبيض ترك خلاصات مثيرة منها أن الفرجة كانت حاضرة بالمدرجات أكثر من حضورها بالمستطيل الأخضر.
ديربي الذهاب كان الأول لرشيد الطوسي لكنه الثالث لطوشاك الذي حقق الفوز في مباراة وتعادل في نزالين، ومباراة الأحد لن يكون التعادل خلالها لمصلحة الرجاء المتأكد أن نقطة واحدة تعني توديع اللقب حتى قبل إسدال الستارة على فصول الختم.
الوداد الذي لعب أمام نهضة بركان يوم أمس وقبلها ربح نقاط المعاناة أمام مولودية وجدة، يدرك أن الخروج بسلام من مباراة الديربي في انتظار مباراة الفتح المؤجلة يتيح أمامه هامش التخلص من غريمه نهائيا.
بودريقة يشعل الصدام
كان لتصريحات بودريقة المدوية والقوية الأثر الكبير في إشعال مباراة الديربي وتغذيتها بالإثارة اللازمة والكفيلة بأن تعوض مأساة الويكلو واللعب من دون جمهور وحتى عقاب الإغتراب.
بودريقة رمى بكل أوراقه قبل هذه المباراة وأعلن انسحابه من المنافسة على اللقب وقبلها كان قد هدد حتى بالإنسحاب من خوض هذه المباراة والمباريات المتبقية، وحمل هذا النزال الكلاسيكي على فرجة من نوع خاص في انتظار ردة فعل لاعبيه بعد كل الذي أتاه من أقوال.
هو الرئيس الرجاوي إذن من أشعل فصول المباراة بتصريحاته، في وقت سيكون طوشاك على المحك وهو يواجه فريقا موتورا يصمم على الفوز وبأي طريقة.
إغتراب بعد الإنسحاب
قدر هذه المباراة وفي نسخ البطولة الإحترافية الأكثر تنقيحا أن تجرى في ظروف استثنائية وخاصة جدا، وأول صور هذا العزف الخاص لهذه المباراة هو الويكلو ولتنضاف طامة كبرى أخرى وهي الإغتراب الذي ساهم في ترحيل المباراة الأهم والأكبر بالبطولة بعيدا عن مسرح المتعة الذي ظل يحتضنها وهو مركب محمد الخامس بالدار البيضاء.
وبعيدا أيضا عن سياق الهزة والخسارة المالية العنيفة التي سيحملها الرجاء وعن سياق البرود الذي سيرافق المباراة، سيكون إجراؤها بعيدا عن مركب محمد الخامس عاملا من العوامل التي قد تؤثر على السير العام للمواجهة.
وكان مستشار رئيس الرجاء رشيد البوصيري قد ألمح لإمكانية خوض الديربي بلاعبي الأمل في مشهد لو حدث سيكون عنوانا غير مسبوق للقمة الكبيرة.
إحتفال بعيد الميلاد
رهان الوداد في هذه المباراة كبير على ضرب سرب من الحمام بحجر واحد، وأول هذه الطيور هو الفوز الذي يبقيه متصدرا وضامنا لفرص مناقشة الدرع بيديه، والعصفور الثاني هو إسقاط الغريم التقليدي وضرب حظوظه كاملة للمنافسة على اللقب، والثالث هو أن الديربي يتزامن مع احتفال الوداد بذكرى عيد ميلاده ويراها مناسبة لاحتفالين.
إنتصار الوداد يعني أنه قطع شوطا كبيرا وعملاقا في اتجاه احتفاظه بالدرع للموسم الثاني على التوالي.
عناوين الدرع
بالفعل عناوين الدرع ستلوح من مباراة الديربي والتي ستراقبها الفرق المنافسة بكثير من الإهتمام، ومنها الفتح الرباطي واتحاد طنجة اللذين سينتظران تعثرا للوداد أو على الأقل نهاية السجال القوي باقتسام النقاط.
ولأنها مباراة لن تخرج عن الحسابات المعروفة، إنتصار الوداد يمنحه دفعة كبيرة وخطوة على درب التتويج مرة أخرى وانتصار الرجاء يعيده لواجهة الحسابات، والتعادل سيبقي الأمور على حالها لكنه سيعطل الفرسان الحمر بعض الشيء.
لذلك هي مباراة مهمة في حسابات الدورة 26 ومباراة على قدر كبير من الأهمية أيضا لكونها ستحدد سقف طموح كل طرف فيما تبقى من دورات ودقائق.
سيكون على الرجاء المستضيف والوداد الساعي للحفاظ على لقبه أن يتجردا من كل توتر وأن يقدما المباراة التي تليق بقيمتهما وسمعتهما أيا كانت المؤثرات التي سبقتها.
فبأي صورة وبأي نسق وبأي شكل سيظهر هذا اللقاء الذي سيسجل التاريخ أنه تعرض لأقسى عقاب بترحيله وفرض خوضه بمدرجات مهجورة؟
الرجاء البيضاوي في الصف 4 بـ 41 نقطة من أصل 11 فوزا و8 تعادلات و7 هزائم سجل خط هجومه 40 هدفا وتلقت مرماه 25 هدفا، فيما الوداد البيضاوي يحتل صدارة الترتيب بـ 47 نقطة جمعها من 13 فوز و8 تعادلات و4 هزائم له 28 هدفا وعليه 15 هدفا.
الزمان: الأحد 8 ماي 2016
المكان: الملعب الكبير لطنجة (س20) بدون جمهور
الحكم: بوشعيب لحرش (عصبة الدار البيضاء الكبرى)