• الهدف المشروك في مسرح «نيولوك»
• موكوينا والشابي على حد السيف 
بعد طول غياب وقد كان غيابا قسريا بمفعول القوة القاهرة، التي أخضعت ثم أغلقت مسرحه التقليدي، الديربي يعود لمعقله الأسطوري مركب محمد الخامس في حلته الجديدة، بعد إعادة تحديث وتأهيل وصيانة، إلا أنه عكس ما تعتقده الجميع أنصارا للغريمين ومحايدين، الديربي يأتي مفصولا من الإثارة هذه المرة بعد أن خرج الغريمان بموسم صفري وتحديدا في مصادفة غريبة  تأتي القمة ووجدان القطبان مكسور بإقصاء مدوي في كأس العرش، وهو الأقصاء الذي أرخى بظلاله على أنصار الناديين..
ليس هذا فقط، بل إن هذا الديربي العائد لمعقله، وفي يوم الإحتفال بهذه العودة، يجد نفسه مقاطعا من قبل من اعتادوا أن يجعلوه عيدا، المناصرون المحتفلون في المدرجات، فقد تأكدت المقاطعة التي تفرغ الديربي من جماله وسحره.
غير ذلك هو ديربي بحسابات تهم كسر العظام لا غير، تهم تحسين الوضع في الترتيب والمصالحة مع الذات والأنصار.. الوداد يريد نصرا يبقي فرص الوصافة قائمة، والرجاء يريد فوزا يقربه من البوديوم الذي قد يضمن له ورقة الكونفدرالية..
• فلاش باك 
ولا أحد كان يتصور والجميع يواكب قرعة البطولة بداية الموسم، وقد أفضت لمتابعة الديربي علي بعد 5 دورات من نهاية الموسم، أن يأتي والغريمان خارج المولد بلا حمص مثلما يقول المصريون، ونقول نحن «خاليي الوفاض» بموسم صفري، وقد ضاع لبن الصيف في الخريف على كليهما.
ما حدث من انهيار لصرح القطبين وقد غادرا سباقات البطولة وكأس العرش وعصبة الأبطال بالنسبة للرجاء مبكرا فاق توقعات أكثر من يلبسون النظارات بلونها القاتم الأسود المطبوع بالتشاؤم.
لذلك تأتي القمة هذه المرة والناديان يضعان في الإعتبار حسابات ضيقة أبعد عن حسابات التتويج والبوديوم، حسابات تتلخص في تحسين الوضع وتقويم الصورة وترميم ما تورم وخدش لا غير، وتلك تفصيلة أفقدت هذا الديربي إثارته مثلما تم الرهان عليها بداية الموسم.
• لا أحد أفضل من أحد
كلاهما في الهم سيان، كلاهما يصلان بل يعودان لمركب محمد الخامس بعد ابتعاد قسري، والمعنويات في الحضيض بل في الدرك الأسفل نتيجة لما حدث في نهاية الأسبوع المنصرم بين تطوان ووجدة، حيث دفنت أحلام الكأس.
كلاهما بموسم صفري،٬ وكلا الناديين يعيشان تخبطات تقنية لا حصر لها، ومعسكر الأنصار متفق هذه المرة على أنه لا الربانين التقنيين ولا من يدير الشأن التسييري هم أهل لهذا المقام، لذلك أتى الديربي ومنصات التواصل تضج بالأصوات المطالبة بتغيير هذا المنكر الكروي الذي يرافق القطبين.
ويظل أقصى ما قد يكون سندا لتحليل القمة هو ما تبقى من بصيص للأمل ومشتقاته في أن يتحصل كل واحد منهما على بطاقة تخول له الموسم المقبل بمشيئة الله تعالى التواجد في المعترك القاري.
• موكوينا والشابي
لئن كان الوداد قد انتصر للإستقرار التقني بطول صمود، حين رضخ أيت منا لقوة عقد من فولاذ حمى مدربا قادما من جنوب أفريقيا بزاد هائل من الشعبوية و"الشووو"، مدرب ركب على صهوة ووتر إثارة حماسة الأنصار ونجح في مسعاه دون ترجمة كثرة التنظيرات التي أطقلها لواقع على أرض الميدان، فإن الغريم التقليدي الرجاء يأتي ديربي الإياب بغير الربان الذي حضر موقعة العربي الزاولي ذهابا.
غادر سابينطو صاحب العناق الشهير مع ساخو بعد هدف الذهاب ويتواجد الشابي هذه المرة في دكة النسور الخضر ليلعب رابع ديربي، وهو الذي لم يفز في 3 سابقا، آملا أن يتصالح مع الأنصار بعد رجة إتحاد وجدة حين كانت الخسارة الأولى للمدرب التونسي، لكنها كانت حيث لا يتم التعويض وبتكلفة باهظة بالإقصاء، لذلك هو عناق الجريحين المدمرين نفسيا وقد خسر كل واحد منهما نقاطا لا تعوض في معترك الأنصار، ولا سبيل لاستعادة ولو بعض وليس كل الثقة سوى الإنتصار.
• بين العصبة والكونفدرالية
الأسف كله يعتصرنا ونحن نحلل ديربيا ما عدما نجد له أرضية خصبة ومرجعا يقودنا مثلما كان يحدث في الزمن الجميل لاستحضار التشكيل والبناء عليه لما كانت الوجوه العملاقة في تلك الفترة معروفة ومألوفة.
اليوم يأتي الديربي، وقد غادر الرجاء ازريدة والزوهوني والزنيتي، والثلاثة كانوا من الثوابت ذهابا، وغادر نيانغ والشادلي الوداد، ومن يحضرون حاليا لا أحد منهم كسب الرسمية والإقناع على أنه من الثوابت.
أجانب هم أضعف نسخة يمكنك تصورها عبر تاريخ القمة، وبالتالي ما عاد من مجال للحديث عن نقاط القوة والضعف في تشكيل استباقي قابل لكافة الإنقلابات من الربايين، ليظل أهم ما يمكن جعله أساسا للتحليل هو الهدف من القمة.
الوداد يريد انتصارا يبقيه في دائرة التنافس على وصافة تقوده لعصبة الأبطال في ظل مزاحمة قطبي العاصمة الرباط، والرجاء  يريد نصرا يعزز به فرص اللحاق ببطاقة الكونفدرالية بعدما خسر بطاقة  الكأس الفضية..