ما هذا النحس الذي يلتصق بهذه النسخة من ديربي الدار البيضاء؟
فبينما كان متوقعا أن يتحول هذا الموعد الكروي إلى احتفال كبير بعودة الحياة لمعقل الغريمين، مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، يأتي قرار المقاطعة من قبل الفصائل المناصرة للوداد والرجاء، والمعنويات المنكسرة للفرسان الحمر والنسور الخضر، ليلقيا بكثير من الغيوم في سماء الديربي، وهو ما يهدده بالإختناق.

ويشكل اللعب أمام مدرجات فارغة إحباطا قويا للاعبي الفريقين، الذين يتحفزون في العادة معنويا بالتواجد المكتف للجماهير في مدرجات مركب النار، يضاف إلى ذلك المعنويات المنكسرة للفرسان والنسور بعد أن أعلن خروجهم من هذا الموسم بوفاض خال، بعد أن حسم نهضة بركان لقب البطولة الإحترافية، وبعد أن غادر الفريقان معا مسابقة كأس العرش من الدور ثمن النهائي، في حين لم يتبق سوى هدف واحد هو احتلال مركز يتيح اللعب على الواجهة الإفريقية، بالمشاركة في عصبة الأبطال أو كأس الكونفدرالية.

وحاول مدرب الوداد رولاني موكوينا ومدرب الرجاء الأسعد الشابي، طوال هذا الأسبوع، التخفيف من وطأة هذا الإحباط النفسي، بتحفيز اللاعبين ودعوتهم إلى جعل مباراة الديربي أيا كانت الظروف التي ستجرى فيها، مناسبة لعقد مصالحة مع الجماهير.

وكانت إدارة الوداد والرجاء تتمنى أن يجري الديربي بشبابيك مغلقة، ليستفيدا معا من المداخيل القياسية التي يسجلها الديربي في العادة، بخاصة وأن الفريقين معا اتفقا على اقتسام المداخيل، إلا أن الرجاء خاب والديربي يسجل مداخيل ضعيفة للغاية، لا تستحق حتى أن تذكر بحكم أن فصائل الفريقين لم تتزحزح عن قرار المقاطعة.