ليس عاديا أن نتحدث عن غزالة سوس أو حسنية الأنوار التي تصنع اليوم أعراس البطولة الوطنية  بثوب الفريق الصامت نحو القمة باهداف ومخططات المستقبل التعاقدي مع مدربه الكبير عبد الهادي السكتيوي ، وليس عاديا أن يرفع الفريق السوسي شعار التحديات حتى ولو كان بناؤه اليوم يرسخ مجهود الإنتظارات المستقبلية لجيل صاعد هو من اختصاص عبد الهادي تقنيا من دون الحديث عن واقع التسيير الذي يرابط نفس التصورات المبنية على عقد الأهداف لفريق سيلعب على الأدوار الأولى تدريجيا . صحيح أن الإطار الكبير عبد الهادي السكتيوي الذي عايشت عقليته وطموحاته لسنوات من دون أن يكون له مكاسب بطولية يلعب على ورقة صناعة الأجيال وتحضير عصارة النجوم الشابة حتى تفوز مع مدرب آخر مثلما كان الحال عليه مع الإطار الوطني محمد فاخر عندما فاز بالغلة البطولية مع الحسنية لكن من جهد وصناعة الرجل السكتيوي . إلا أن هذه الوقائع التي تقدم عبد الهادي كرجل فرض في أزمنة مختلفة نبضا خاصا بالفريق ، تكرس اليوم ثقافة الفريق الذي أبعد هاجس النزول مطلقا واضحى مختصا ليس في التنشيط ولكن أيضا في مزاحمة الكبار رغم الكثير من المشاكل التي فرضت على الفريق أصلا عدم حيازة الألقاب وأبرزها كان من جانب التحكيم الذي غير مسار الفريق في كثير من المحطات وعجل بصرخة الرجل حول ضياع نقاط الصراع على اللقب كما كان عليه الحال في اكثر المواسم حرجا حول التحكيم .
وعبد الهادي اليوم جعل من الحسنية ذلك الطائر الذي يغرد وحيدا بأشكال متعددة من القناعات التقنية والإختيارية والنموذجية في صناعة الفرجة والإحتفالية التي ينادي بها الجمهور السوسي عادة مثلما كان الحال عليه في مباراة الخماسية التي رصدها بمرمى النادي القنيطري في أبهى صورة تؤكد بلا جدل معايير الإختلاف بين رؤى الفريق المدافع على البقاء وبين رؤى الفريق المهووس لصناعة الفوز صورة وأداء وإبداعا . ويظهر عبد الهادي في أقوى إقناع عندما قال أن كرة القدم تبنى على الفرجة والإبداع عندما يكون لك أعيرة خاصة في كل مكان ، والحسنية ليست هي البارصا أو الريال ، بل هي فريق مصنوع في قالب موحد من الجهة مع دعامات مفروض أن تكون ذات خبرة كبيرة ، وفريق يلعب بتوجهنا الرامي إلى صناعة النتيجة الدائمة مع أن الجمهور يطالب عادة بالنتائج والأحلام الكبيرة . ولذلك من اللائق أن يكون فريق الحسنية متماشيا مع خطة العمل الرامية إلى توحيد الأهداف المطروحة تدريجيا مع الإنتظارات المستقبيلة ، ما يعني أن عبد الهادي الذي صنع الفريق في سنته الثانية يؤسس لثقافة الفريق الشاب خلال الموسم المقبل أكثر حرصا على المنافسة على اللقب . ولذلك فحاجة الحسنية من أشكال إيقاع البطولة الحالية هو تمكينها من دور الفريق الهجومي الذي يصنع للجمهور الفرجة التي يريدها ولكن هدف المقدمة يبقى أولوية كبيرة أيا كانت النتائج حتى ولو بحجز بطاقة عبور إفريقي لأحد المحطات .
وعبد الهادي الذي يعشقه السوسيون للثقة التي يحملونها في كفاءته وقدرته على تحقيق رغبة المدينة من صناعة أجيالها ، هو ذات الرجل الذي عرفته وأعرفه إلى اليوم خارج سرب المطالب بعيارات الوجوه المحلية والأجنبية ، ويركز على قاعدة المنبث الأصلي الذي راعينا جميعا أو نادينا في أكثر المواقف حرجا من أن أندية المغرب أحرجت كرتها بمفهوم سوق الإنتقالات الفارغ بعيدا عن شعار البناء الداخلي للنادي واحترام فئاته العمرية ، بينما الحسنية وقليل منها من يؤسس  لهذه الثقافة التي اجترت مصائب كبرى حتى على مستوى الفريق الوطني الذي لا يرحب إلا نادرا بوجوه البطولة .
وعبد الهادي الذي خرج عن سرب الكرة الدفاعية ، أصبح مدربا هجوميا يصنع الفرجة بإيعاز من مطالب الجمهور ولكن مع ذلك لا يمكن أن تصنع كرة هجومية من دون قيادة دفاعية وخط وسط مقاتل وبنائي في نفس الآن ، ولذلك يمكن القول أن الحسنية التي تتمتع بثاني أقوى خط هجومي بعد الرجاء هي الآن في عداد الفرق الممتازة بفكر جماعي يتناوب عن الأهداف من فكر الرجل المبني على ثقافة الهجوم الجماعي وليس الهجوم المقتصر على القناص الأوحد ، ولذلك تجد الحسنية تسجل كما يحلو لها بقالب انسجام وثيق بين كل الخطوط ، وربما سيصبح هذا الواقع الرائع للحسنية فرضية قائمة لدى الاطر التقنية بالاندية الوطنية ولو لكل نادي قيمته العالية في المقدمة وبحسب الإنتدابات التي أسال منها لعاب أضخم الصفقات في وقت لا تملك الحسنية هذا الإيقاع الخاص بالسيولة المالية في صناعة الألقاب بالنجوم الكبيرة ، بل تبحث عن صناعة الحدث من أرجل السوسيين وأجيالها القادمة . وهذه هي روائع سياسة الفريق وعقد الفريق مع إطاره ، ومن يدري فقد يكون عبد الهادي رجل السنة وأفضل مدرب على اٌلإطلاق فيما لو كرس عنصر المفاجأة الثقيلة مع تزاحم الاندية في المقدمة ، مع أن واقع ذلك مطلوب أن يكون خلال السنة المقبلة لجعل معركة هذا الجيل السوسي ظاهرة الموسم المقبل .