كثيرون، وأنا منهم، يرون أن حمزة إكمان قدم بالدليل والبرهان ما يمكن أن يشفع له عند الناخب الوطني وليد الركراكي، ليحقق حلم الدخول لأول مرة لعرين أسود الأطلس، هو الذي رافق منتخب أقل من 23 سنة رحلة التتويج بكأس العالم للأندية باللقب القاري، قبل أن تحجب عنه شمس الأولمبياد خرجته الأولى نحو عوالم الإحتراف الأوروبي.
ويدعم هذا الإعتقاد الجازم باستحقاق إكمان فرصته ليتقدم نحو الفريق الوطني منافسا، من يعتبرهم قدوات له، وأولهم أيوب الكعبي، أرقامه وإحصائياته التي لا تكذب ولا تتجمل، فهي ككل الوقائع المرصودة بالعين المجردة تنطق بالحقيقة كاملة.
نحن والأرقام والوقائع الدالة، نقول بأحقية حمزة في الحصول على فرصته داخل الفريق الوطني، حتى لو جاء منافسا لديناصورات متألقة، إلا أن إكمان يرى من باب التواضع الذي هو صفة النبغاء، أنه ما زال بحاجة لأن يشتغل، لطالما أن الأمكنة داخل الفريق الوطني باتت غالية جدا والتنافس عليها بلغ الذروة.
في حوار «إحترافي» هو الأول له مع مجلة أجنبية، ننشره لكم في هذا العدد بتصرف كبير في الترجمة، إستحضر إكمان لغة العقل وخطاب الحكمة ليجيب على أسئلة «أونز مونديال» التي ما توجهت لاسكتلندا، لمحاورة حمزة بمدينة غلاسغو، إلا لأن الفتى "البلدوزر" البالغ من العمر 22 سنة فقط، ملأ زئيره كل اسكتلندا، بل إنه نجح في تقديم واحدة من أجمل بدايات الوافدين على هذا الفريق الذي يلقب بعميد الأندية السكوتلاندية، نظير الألقاب التي حققها.
وعندما سئل حمزة، إن كان يرى أن أهدافه ومستوياته الكبيرة، تشفع له بالتواجد مع المنتخب المغربي بداية من معسكر مارس الذي سيدخله الفريق الوطني ليلاقي في تصفيات كأس العالم 2026، منتخبي النيجر وتنزانيا، كان جوابه من جنس أخلاقه وتكوينه، فقال أن الناخب الوطني هو المسؤول الأول والأخير عن الإختيارات، مؤكدا أن عملا مضنيا ينتظره لكي يبلغ المستويات التقنية التي هو أهل لبلوغها والتي تخول له الدخول إلى العرين.
تجربة ملهمة يوقع عليها الشاب إكمان مع نادي رانجرز، يجب أن تكون مرجعا لكل شباب المغرب الذين يحلمون بعالم الإحتراف الأوروبي، فما كان يبدو صعبا ذات وقت، أن ينتقل لاعب من بطولتنا الوطنية لفريق أوروبي، هان اليوم بعد أن تطورت نسبيا منظومة التكوين.
غير هذا كان ملفتا للإنتباه، أن يتحدى الشاب إكمان كل التكوينات التي تخرج منها، وأن يقاوم كل عوامل الإغتراب في سن صغيرة، لينجح في زمن قياسي في فرض نفسه كهداف لنادي رانجرز أوروبيا في مسابقة أوروبا ليغ (4 أهداف في 5 مباريات)، ومحليا في بطولة اسكتلندا (9 أهداف في 19 مباراة)، وفي ذلك رد بقوة على متابعين للبطولة السكتلندية، لم يقدروا أن حمزة قدم لبطولة جديدة عليه، فاعتبروه صفقة خاسرة لرانجرز، لمجرد أنه تأخر في التسجيل، ففرمهم بالمراوح التي أرسلها لتمزق شباك الخصوم.
مؤكد أن أي رأس حربة سيجد صعوبة بالغة في منافسة الثلاثة أسود المهاجمين، أيوب الكعبي، يوسف النصيري وسفيان رحيمي،  بخاصة وأن آلاتهم التهديفية لا تتوقف عن الدوران، إلا أن ما يفعله حمزة إكمان الغول الجديد، يستحق عليه فرصة، مجرد فرصة.