إستهلال جد صارم ونتمناه أن لا يكون صادما، عطفا على سابق الإفتتاحات الأولمبية لمنتخب كرة القدم المغربي،  والذي تغيب في سابق النسخ بصمته خلافا وعكس الذي أحدثته الكرة المغربية موندياليا.
أمام الطانغو بطل العالم والكوبا وحيث الكرة الأرجنتينية تعيش زمنها الذهبي المتجدد قاريا وعالميا، والبطل الأولمبي مرتين سابقا، رجال السكتيوي يطلقون الشرارة بعنوان التحدي أمام واحد من المرشحين ليحملوا شعلة هذه التظاهرة بوشاح الفريق البطل..
مخاض وانتهى
"الفلاش باك" الذي تعودنا عليه ونحن نمخر عباب التحاليل التقنية التي تسبق عادة المباريات الهامة للفريق الوطني، دلنا على أن هذا المنتخب الأولمبي ولد ولادة قيصرية، وعلى أنه بداية من مرحلة التجديد التي تلت فترة الشرعي لغاية تعيين السكتيوي، مرورا بالغموض الذي رافق فترات التحضير والمعسكرات التي كانت باكورتها تركية في مدينة أنطاليا وانتهت في منتجع الغولف بالعاصمة الرباط بوديتين على مقاس «السرية» أمام بلجيكا وليبيريا، وهي السرية التي استمرت في ثالث المحطات في ضواحي ليون الفرنسية والأولمبيون يهزمون أحد أندية هواتها..
بينما كانت أكثر أنواع المخاضات إيلاما وإحباطا تلك التي همت موقف الفرق الأوروبية، وقد أشهرت سيف "الفيطو" والرفض بوجه حضور المحترفين، وقلة هي من استجابت ورخصت لهم، ولينتهي المخاض بإرهاصاته وتعلن البداية الفعلية وترك كل هذه القصة خلف الظهر، بأول مباراة ببهارات لاتينية أمام منتخب يمثل كرة هي التي تتسلطن حاليا العالم بلقبها المونديالي.
عقدتنا لاتينية
عبر تاريخ الكرة المغربية في مباريات المحافل أسودا وأشبالا، ظلت المدرسة اللاتينية عظما صعب الهضم والإبتلاع لمنتخباتنا الوطنية.
بداية من البيرو في مونديال المكسيك 1970 والخسارة بثلاثية نطيفة لغاية ثلاثية البرازيل المونديالية أيضا في لابوجوار في نانط الفرنسية 1998.
عقدة انفكت مع الركراكي بعد 5 عقود من ملاحقة أول انتصار تحقق أمام الشيلي وديا في إسبانيا، وتكرر بالفتح التاريخي لمنتخبات شمال إفريقيا أمام البرازيل قبل عام في طنجة وديا، بينما تصحح المسار والمشوار عدلت أوتار الأرقام بتعادلين أمام البيرو مجددا في واندا ميترو بوليتانو، والباراغواي في إشبيلية، ودائما وديا مع وليد الركراكي.
أولمبيا خسرنا من البرازيل في لوس أنجلس 1984، ومن الباراغوي في نسخة برشلونة 1992، وحتى القريبون من  المدار اللاتيني لم نهزمهم، وقد تعادلنا مع كوستاريكا 2004 وهندوراس 2012، فهل آن أوان فك هذه العقدة؟
طارق لتحسين الأرقام
كان أول وآخر انتصار لإطار وطني يقود منتخبا أولمبيا، يعود للراحل مصطفى مديح رحمة الله عليه في نسخة أثينا باليونان 2004 أمام العراق ب 2 ـ 1.
ومثير فعلا أن يكون هذا هو زاد الإطار الوطني ربانا أولمبيا، علما أن آخر انتصار قبل هزم العراق كان أيضا أمام منتخب عربي وهو السعودية بهدف مصطفى ميري 1984 في لوس أنجلوس على عهد الراحل المهدي فاريا.
لم ننتصر لا مع  الألماني فيرنر ولا الخيدر ولا فيربيك، وطارق مدعو مثلما فعل الركراكي وهو يتمرد على تواضع الأرقام المونديالية، ليحقق للأسود انتصارات بلغ عددها 4 في قطر، وهو ما يضاعف ما حققه الأسود على امتداد نصف قرن من المشاركات المونديالية وناله الركراكي في نسخة واحدة.
وكم سيكون استهلالا عملاقا موصوفا بالألمعية لو ينال السكتيوي هذا الشرف وأمام كرة رائدة لم ننتصر عليها في سابق مواجهاتنا معهم، وحتى مع وعورة المسالك وصعوبة الإطاحة ببطل أولمبي سابق فلا شيء يهون أمام العزم.
كومندو مثالي رغم الإكراهات
الأمور ليست بالسوداوية التي جرى تصويرها ثم تهويلها، بغياب عدد من اللاعبين الذين كان السكتيوي يرغب في الإستفادة منهم، وهنا لا بد من تسمية الأشياء بمسمياتها «أكرد، ثم شادي وصيباري»، هو الثلاثي الذي يمكن أن يؤسف لغيابه، بينما البقية ليست بذلك التأثير الكبير الموجب للمندبة.
الفريق الوطني بكومندو مثالي، لو قارناه مع تركيبة الأرجنتين التي  اكتفت بلاعبين من رجال سكالوني «أوتاميندي وألفاريز»، بينما السكتيوي استفاد من 10 أسود لهم تجربة مع المنتخب الوطني الأول.
الأمور الجدية إنطلقت ولا مجال لاستحضار البكاء على أطلال الغيابات، لأن البركة في الحاضرين: المحمدي وحكيمي بالنضج، ورحيمي بالنجاعة، ثم الخنوس والعزوزي وريشاردسون بالحافز، وبن صغير وأخوماش بالموهبة، والزلزولي بالثعلبية، دون أن نخرج بوشواري وكيشطا وترغالين من سياق المفاجأة التي قد يحدثها كل منهما، وبعيدا عن ظروف التحضيرات وما رافقها من مؤاخذات: العيون مسلطة على سانت إتيان لهزم الطانغو ومعها سيكون فريقنا الوطني بالأولمبياد هو العنوان بالدليل والبرهان.