يبدأ المنتخب المغربي الأولمبي المشوار الأولمبي بمواجهة قوية عندما يصطدم بالمنتخب الأرجنتيني، حيث يسعى الأولمبيون أن تكون البداية ناجحة، بل تعتبر هذه المواجهة مفتاح التأهل في حال تسجيل نتيجة إيجابية، قبل مواجهة أوكرانيا والعراق، ويعول المدرب طارق السكتيوي في هذه المنافسة على ثلاثة لاعبين يفوق سنهم 23 عاما، وهم الحارس منير المحمدي، المدافع أشرف حكيمي والمهاجم سفيان رحيمي، لتحقيق الإضافة المطلوبة من خلال خبرتهم وتجربتهم.
• ثلاثة إختيارات.. كيف؟
لم يكن من السهل على المدرب طارق السكتيوي الحسم في اللائحة النهائية للاعبين، بسبب تعنت مجموعة من الأندية الأوروبية السماح للاعبيها بالمشاركة في الأولمبياد، إعتبارا إلى أن هذه المنافسة لا تدخل ضمن تواريخ الإتحاد الدولي لكرة القدم، حيث تستغل هذا المعطى رغم أن الأولمبياد تبقى منافسة وازنة ولها قيمتها منذ نشأتها، الشيء الذي وضع السكتيوي في مأزق وهو يختار اللاعبين الذين كان يرغب في مشاركتهم، بدليل أن مجموعة من الأسماء الأساسية رفضت أنديتها في الترخيص لها بالمشاركة، كشادي رياض، يانيس بكراوي، أمين الوزاني، الوافي، صيباري والحارس حسبي.
وأمام هذه الصعوبات كان من الطبيعي أن يكون هناك ترقب بخصوص اختيار اللاعبين الثلاثة الذين يفوق سنهم 23 عاما، بدليل أنه بين الفينة والأخرى كانت تطلع أسماء من وهناك، كالحارس بونو، نايف أكرد، إبراهيم دياز، سفيان أمرابط وغيرهم.
ومؤكد أن السكتيوي قد وضع مجموعة من اللاعبين في أجندته، وأخذ كامل الوقت من أجل إقناع الأندية، قبل أن يقع الإختيار على الأسماء الثلاثة وفي مراكز مختلفة ومهمة، بحضور منير المحمدي في الحراسة، والدفاع في شخص أشرف حكيمي، والهجوم مع سفيان رحيمي.
• المحمدي.. الحلّ الأمثل
لم يكن أمام السكتيوي من حل سوى البحث عن حارس مجرب قادر على زرع الأمان في مرمى الأولمبيين، بعد أن تأكد رسميا عدم قدرة علاء بلعروش الحارس الأساسي للمشاركة بسبب الإصابة، خاصة أن باقي الحراس الإحتياطيين لا يملكون تجارب كبيرة، كعصمامة وغانيمي، وكانت الأخبار قد تحدثت عن إمكانية مشاركة ياسين بونو، لكن الأخير قرر الإستعداد مع ناديه الهلال السعودي، لتتجه الأنظار لمنير المحمدي الحارس الإحتياطي مع المنتخب المغربي الذي تحمّس للمشاركة، بل تعزّزت مشاركته بعد انتقاله لنهضة بركان.
ويتواجد المحمدي في أفضل حالاته ووقع على موسم جيد مع الوحدة السعودي، ويملك أيضا تجارب دولية كثيرة، وبالتالي لن يواجه أي ضغط في مشاركته، عطفا على خبراته، فقد كان الحارس الأساسي للمنتخب المغربي في كأس أمم إفريقيا 2017 في الغابون وفي مونديال روسيا 2018، كما لعب في مستويات عالية على صعيد الأندية في إسبانيا وتركيا، وبحكم أن هذا المركز حساس ودائما يعطي الأمان للمجموعة، فإن حضوره سيشكل واحدا من نقاط قوة المنتخب المغربي.
• حكيمي أعلنها مبكرا 
كان أشرف حكيمي من اللاعبين الذين أعطوا إشارات قوية لمشاركته في الأولمبياد، والأكثر من هذا أن لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، قد ألمح إلى عدم وقوفه أمام رغبة بعض لاعبيه للمشاركة، عندما أكد أنه بدوره كان يحلم بالمشاركة في الأولمبياد، وقد حقق أمنيته مع المنتخب الإسباني في إحدى النسخ.
وتبقى مشاركة حكيمي إستثنائية بحكم قيمته ووزن إسمه، وسيكون حضوره مهم أمام الإمكانيات التي يتوفر عليها وخبراته من أجل تنظيم الدفاع وكذا بوضع بصمته التقنية على غرار الأدوار التي يلعبها مع الأسود، لذلك ينتظر من حكيمي الشيء الكثير في هذه النسخة.
ويبقى إن كان السكتيوي سيضحي بحكيمي ويضعه في مركز الظهير الأيسر، خاصة مع الشح الذي يعرفه هذا المركز بغياب أيوب العمراوي وتواجد فقط أكرم النقاش الذي تنقصه التجربة وكذا التنافسية، بحكم أنه وقع على موسم شبه أبيض مع اتحاد تواركة، لخلافه مع المسؤولين ورفضه تجديد عقده، قبل أن ينتقل للجيش هذا، دون استثناء حضور زكرياء الواحدي الذي يلعب في مركز الظهير الأيمن ويتقنه من خلال تجربته وحضوره المميز ولعبه كأساسي في عدة مناسبات.
• فرصة رحيمي
إختيار رحيمي من طرف السكتيوي كان صائبا، وينتظر أن يضع هذا اللاعب بصمته في هجوم المنتخب المغربي، قياسا بإمكانياته وحماسه ورغبته دائما في تقديم الإضافة.
ومن حسن حظ السكتيوي أنه اختار لاعبا يتواجد في أفضل حالاته، حيث وقع على موسم مميز مع العين الإماراتي، بدليل أنه قاده للفوز بعصبة أبطال آسيا، كما أن معنوياته مرتفعة بعد أن بات واحدا من اللاعبين الذين يستدعيهم المدرب وليد الركراكي في المباريات الأخيرة.
وينتظر أن يلعب رحيمي بحماسه المعهود واندفاعه وحسه التهديفي، وسيكون واحدا من اللاعبين الذين سيعول عليهم المنتخب المغربي في هذه النسخة، خاصة مع طريقة لعبه المندفعة وحلوله الفردية ولياقته البدنية، كل ذلك سيكون له تأثير إيجابي على الأولمبيين، على أن الخيار المطروح والمنتظر لتوظيفه يبقى على مستوى قلب الهجوم، لأن السكتيوي يشكو خصاصا في هذا المركز بغياب بكراوي والوزاني وإكمان، وكذا لتواجد لاعبين مميزين في الأجنحة وهما الزلزولي وبن صغير وأخوماش، ويبقى موهوب بضعف تجربته الدولية الوحيد الذي إن أراد السكتيوي أن يعول عليه كقلب هجوم، مع وضع رحيمي في الجهة اليمنى، علما أن هؤلاء اللاعبين الخمسة هم من يتواجدون في اللائحة ضمن مركز الهجوم.