يتملكنا كمغاربة، إسوة بالأشقاء العرب والأفارقة، فخر كبير مما أنجزه أسود المغرب هذا الموسم بالذات، وهم يعتلون صدارة الأحداث الكروية بتحقيقهم لإنجاز غير مسبوق، الفوز بأغلى وأفخم الألقاب في أربع من ست قارات حول العالم، تأكيدا على النبوغ المغربي الذي لا يقف عند قارة بعينها.
طبعا، ما خلا موسم من المواسم الرياضية، بخاصة خلال السنوات العشرين الأولى للألفية الثالثة، من إنجاز كروي مغربي سواء أكان تتويجا جماعيا أو فرديا، في هذه القارة أو تلك، في هذا البلد أو ذاك، إلا أن ما حدث هذا الموسم بالذات، شيء من الحلم الذي كنا نراه سرابا، وشيء من الخيال الذي غدا اليوم واقعا لا مستحيلا، فقد تعاقب الأسود على منصات التتويج بشكل إستثنائي، يصدق عليه، ما يطلقه المحللون العرب والأفارقة في كل منصات وقنوات الإعلام بمطلق الصدقية والإعتزاز، المغاربة فخر العرب، المغاربة فخر إفريقيا.
لا أجرد هنا للتدليل على هذا الألق المغربي الذي يعجز كل وصف، الألقاب التي تحصل عليها النجوم المغاربة في كثير من دول العالم، ألقاب بطولات وكؤوس، فهي أكبر من أن تتسع لها هذه الزاوية، ولكنني أخص هنا بالحديث الألقاب التي تحققت بشكل غير مسبوق في أكبر المسابقات في أربع قارات.
إن كان على القارة العجوز التي تتمتع بطولاتها بالكونية، فقد توج إبراهيم دياز بالكأس ذي الأذنين الطويلتين، وقد ساهم بشكل كبير في حصول ناديه ريال مدريد على اللقب 15، ليكون رابع مغربي يتحصل على أمجد الكؤوس بعد منير الحدادي مع برشلونة، أشرف حكيمي مع الريال وحكيم زياش مع تشيلسي.
ليس هذا فقط، بل إن «أيوبنا» الرائع (الكعبي)، أنطق بإنجازه الفريد من به صمم، وهو يقود ناديه أولمبياكوس ليصبح أول نادي يوناني يتوج بطلا لمسابقة قارية (كونفرنس ليغ)، ومعه سجل إسمه في صحائف المجد باليونان، بهدف التتويج أمام فيورنتينا في اللقاء النهائي، وبأهدافه الإحدى عشر في الكونفرانس ليغ، كما غدا قبله، زميله يوسف العرابي الهداف الأسطوري لأولمبياكوس.
وبصورة هلامية، سيحمل سفيان رحيمي العين الإماراتي للقمم الأسيوية، عندما منحه اللقب الثاني له على مستوى عصبة الأبطال في القارة الصفراء، وترك في كل الساحات شيئا من عبقريته، التي أسقطت النصر والهلال السعوديين ويوكوهاما الياباني.
وفي أول موسم له مع الأهلي المصري، نجح رضا سليم في تحقيق حلمه الكبير، بالقبض على لقب عصبة الأبطال الإفريقية. وبعيدا عن القارات الثلاث المتلاصقة، أوروبا، أسيا وإفريقيا، دوى صوت المغربي أسامة الإدريسي الذي أعاد لمسمع التاريخ إسم الرحالة والمستكشف المغربي الشهير الشريف الإدريسي، وهو يحقق هناك بأمريكا الشمالية لقب أبطال كونكاكاف، بعد فوز فريقه باتشوكا المكسيكي على كولومبوس الأمريكي في اللقاء النهائي الذي عرف مشاركة فاعلة ومؤثرة للإدريسي، بثلاثية نظيفة. 
بهامات مرصعة بلآلئ من ألماس، وبصدور عليها نياشين الخلود، وبأكتاف تحمل أغلى الكؤوس القارية، خرج اللاعبون المغاربة من موسمهم الخرافي، ليدخل كثيرهم على الفور عرين المنتخب المغربي الذي يطمح لتحقيق ذات السعادة، وهو يواجه تواليا منتخبي زامبيا والكونغو، عن الجولتين الثالثة والرابعة لتصفيات كأس العالم، والأمل كبير أن تتحقق للأسود العلامة الكاملة في المباراتين معا، لتكون أجمل خاتمة لموسم العبقرية المغربية العابرة لكل القارات.