لا يلتفت كل الذين يرشحون الفريق الوطني للمنافسة بقوة على لقب كأس إفريقيا للأمم الذي تنطلق نسخته الرابعة والثلاثون يوم السبت القادم بكوت ديفوار، لتاريخه مع المسابقة القارية الأرفع شأنا وقدرا، وإلا لكان ترتيب الأسود في لائحة الترشيحات، في درجة متدنية، قياسا بمنتخبات مصر، الكاميرون وغانا، وقد جمعوا ثلاثتهم 16 لقبا. ليس هناك في كل ما نسمع من خبراء ومحللين ومحيطين بكرة القدم الإفريقية، وهم يضعون المنتخب المغربي في صدارة المرشحين، للفوز باللقب، ما يستدل بسجل الأبطال، بل هناك تغليب للراهن الرياضي للمنتخبات، والراهن الرياضي يشير للمغرب كمتصدر منذ قرابة العام لترتيب المنتخبات الإفريقية في تصنيف الفيفا، بل ويشير بكثير من الفخر والإمتنان إلى المونديال التاريخي الذي وقع عليه المغرب قبل 13 شهرا بقطر، وهو يصل للمربع الذهبي لكأس العالم كأول منتخب إفريقي بحقق هذا الإنجاز، وثالث مؤشرات هذا الراهن الرياضي أن الفريق الوطني يحتكم على واحد من أقوى الأرصدة البشرية للمنتخبات الإفريقية.
ولو تخفى الأسود، على غرار عميدهم غانم سايس، وراء كثير من مبررات عدم ترشيح الفريق الوطني ليكون حاملا يوم الحادي عشر من شهر فبراير القادم، للقب الإفريقي، فإن الأرقام تفضحه، وصدى مونديال الأخير يفضحه، والقيم التسويقية للأسود الدالة على تواجدهم بكبريات الأندية العالمية تفضحه، لذلك لا مجال لإسقاط الترشيح ولا لإلهاء العيون، بل الأجدى أن يعامل هذا الضغط القادم من الترشيحات على أنه حافز إيجابي لإنجاز مشاركة تاريخية بالكان، إن لم تعادل الإنجاز التاريخي والوحيد لجيل أحمد فرس بأثيوبيا قبل 48 سنة، وإن لم تكرر إنجاز جيل نيبت، الشماخ وحجي سنة 2004 ببلوغ المباراة النهائية، نجحت على الأقل في وضعنا داخل المربع الذهبي.
بالقطع، لم يكن العميد رومان سايس في حواره مع «بي بي سي إفريقيا»، مراوغا أو مستخفا أو حتى خائفا، وهو يقول أن الفريق الوطني ليس مرشحا للفوز باللقب الإفريقي وسط كل الحيتان الضخمة التي تأهلت لهذه النسخة، لأن ما شاهده في النسخ الثلاث للكان التي لعبها حتى الآن، يقول بالفعل أن كأس إفريقيا للأمم، تحتاج من أسود الأطلس أكثر مما احتاجه منهم كأس العالم، قلب المحارب الذي لا يهاب شيئا، والشوكة التي لا تنكسر والأنياب الحادة الني تقضم الفرائس بلا هوادة.
يعرف غانم سايس ومن جرب معه من الأسود الحاليين غرائب كأس إفريقيا للأمم، أن شيئا ما كان ينقص الفريق الوطني في النسخ الثلاث الأخيرة التي خرج من دورها ربع النهائي مرتين أمام فراعنة النيل، ومرة من الدور ثمن النهائي أمام سناجب البنين، وشرط الفوز باللقب الإفريقي أو على الأقل الوصول لمربعه الذهبي أو لقائه النهائي، أن يجد الأسود كلمة السر، ولا أظنهم يبتعدون عنها.