نختلف أو نتفق، على التوقيت أو على السياق، ومن دون أن أنقص من قيمة سفيان رحيمي، ومن دون أن أطعن في أهليته لحمل القميص الوطني، لا أرى في الجدل الدائر حاليا على كثير من منصات التواصل الإجتماعي وفي استوديوهات التحليل، ما يمكن أن يفيد سفيان رحيمي، وما يمكن أن يشكل ضغطا من أي نوع على المدرب والناخب الوطني وليد الركراكي الذي يقف في زاويته المفضلة كالجبل الذي لا يهزه الريح.

بالقطع، لا أصادر حق الناس، إعلاميين زملاء كانوا، أم جماهير في مطالبتهم بوجود سفيان رحيمي المتألق مع نادي العين الإماراتي للموسم الثاني على التوالي، ولا أتصور أن وليد الركراكي الناخب الوطني وصاحب القرار، يستطيع هو الآخر، أن يخرس الألسنة المطالبة بوجود سفيان رحيمي، إلا أن الأمر يحتاج إلى نقاش عاقل وهادئ، لا تشنج ولا مزايدة فيه، نقاش يحاول أن يطرح الأشياء وحتى السؤال بالصيغة التي تتماشى مع واقع الفريق الوطني الحالي ومع خط التفكير الذي يسير فيه وليد الركراكي، لعلنا نتوصل بالمنطق لتحديد حاجة الفريق الوطني في هذا التوقيت بالذات لسفيان رحيمي.

لعلكم تذكرون، يوم أطل سفيان رحيمي على الرجاء، وهو بعد في قمة خجله، أنني قلت عنه، إنه اللاعب الذي يعيد لنا صورة الجناح الذكي والماهر التي افتقدناها، منذ أن اعتزل كل من أسميناهم في زمانهم بأجنحة النار، وفعلا كان إبن يوعري، جديرا بهذه الثقة، بل إنه أوصل سقف الطموح سريعا لنقطة عالية، ما خول له أن يتردد على الفريق الوطني بين الحين والآخر على عهد المدرب خاليلودزيتش، ولكن من دون أن يقبض على الرسمية، لوجود وفرة عددية في اللاعبين المهاريين الذين يشغلون في العادة الرواق الهجومي الأيسر.

طبعا، قدم رحيمي أوراق اعتماده والمدرب جمال السلامي يضمه المنتخب المحلي الذي سيتوج هنا في المغرب بلقب الشان، إلا أن ما كان فارقا في مسار سفيان رحيمي وهو يوقع مع بين مالانغو على موسم خرافي في هجوم الرجاء الرياضي، هو أنه سيتخذ القرار الصعب، وهو يعرض على الإحتراف الخارجي، وبرغم ما أعرفه شخصيا عن نادي العين الإماراتي، من احترافية عالية في الإدارة والإشتغال، إلا أنني كنت أحبذ أن تكون النقلة النوعية لسفيان نحو فضاء يسرع وثيرة التطور التقني والتكتيكي في أدائه مع كل الملكات الخام التي يملكها.

لا علينا، إختار رحيمي أن يرتدي البنفسج ويلعب للزعيم العيناوي، ويكون مع لابا كودجو الطوغولي الذي مر من بطولتنا وتوج فيها هدافا، ثنائيا هجوميا هو المرعب للموسم الثاني على التوالي بالإمارات، فكان من حق الجميع إما المطالبة بتوجيه الدعوة لرحيمي، وإما بالقول أنه يستحق فرصته مع وليد الوكراكي، ولن نختلف على الأمرين معا، إلا أن السؤال الذي يتسلل من هذا اليقين..
هل عدم دعوة سفيان رحيمي من وليد الركراكي في هذا التوقيت بالذات، يعتبر ظلما لإبن يوعري؟

بمطلق الأمانة لا أعتقد ذلك، لأن الرواق الذي يلعب فيه سفيان رحيمي، ومن الصعب أن يتواجد في دور تكتيكي آخر، يوجد فيه لاعبون مميزون، من سفيان بوفال الغائب للإصابة، إلى عبد الصمد الزلزولي، مرورا بأمين حارث وانتهاء بالمنادى عليه في اللائحة الجديدة، لاعب نادي نيس الفرنسي سفيان ديوب.
بالقطع، لن أنوب عن وليد الركراكي في تقديم التبريرات لعدم المناداة اليوم تحديدا على سفيان رحيمي، برغم أن القرار لا هو قطعي ولا هو نهائي، ولكن من يعرف براغماتية وليد، ومن يعرف أنه كل ما يقرره بشأن الفريق الوطني، إنما يفعله بمعزل عن أي مؤثرات خارجية، سيزول عنه كل عجب، وحتما إن رأى هناك حاجة لسفيان رحيمي اليوم أو غدا، تحت أي ظرف أو لوجود مستجدات تفرض ذلك، فإن وليد الركراكي سيفعل وسينادي من دون تردد على سفيان رحيمي.

وفي انتظار ذلك، يجب أن يُبقي سفيان رحيمي على الأمل وعلى اليقين أيضا، من أن أبواب الفريق الوطني أبدا لن تغلق في وجهه.