أكثر مما يؤلمني أن يصاب الناس بالجهالة، وقد غرر بهم، فأنا مشفق على الذين انجرفوا منهم وراء المغالطات المفضوحة، ليغيروا بشكل مستغرب على الزميل مصطفى بدري وعلى جريدة «المنتخب»، في واقعة التصويت على الكرة الذهبية لمجلة «فرانس فوتبول».
ما صدر عن أوفياء «المنتخب»، المطالعون للنسخة الورقية وللموقع الإلكتروني، أي تعليق محمول على التقديح والشتم، ونحن نخبرهم يوم الإثنين الماضي، لحظات فقط بعد نهاية الحفل الذي أقامته مجلة «فرانس فوتبول» بمسرح شاتلي بباريس، وتم خلاله الكشف عن المتوجين بمختلف الجوائز الفخرية، بتصويت الزميل مصطفى بدري، منابا من أسرة التحرير، لجائزة الكرة الذهبية ولجائزة ياشين الممنوحة لأفضل حارس مرمى في العالم، فقد وضع الزميل بدري حارسنا الدولي ياسين بونو في المركز الرابع عند تصويته على الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة قدم في العالم، بينما وضعه في المركز الأول عند التصويت على جائزة ياشين لأفضل حارس مرمى في العالم، فما الذي حدث بعد ذلك؟ بعد خمسة أيام بالتمام والكمال، نشرت صحيفة «ليكيب» ومعها مجلة «فرانس فوتبول»، التفاصيل الكاملة لتصويت الصحفيين على الجائزة الذهبية وعلى جائزة ياشين، وهنا ستجد بعض المواقع والمنصات من بائعي الإثارة الرخيصة، فرصة لتوهيم الرأي العام الرياضي وتأليبه على الزميل مصطفى بدري، ومن خلاله على جريدة «المنتخب»، بالخلط المقصود بين التصويتين، التصويت على أفضل لاعب كرة قدم في العالم والتصويت على أفضل حارس مرمى، بل إنها تجاوزت ذلك لما هو أقبح فأظهرت تصويت الزميل بدري في الكرة الذهبية وقد جاء فيه بونو رابعا، ومعه تصويت زملاء إعلاميين آخرين لأفضل حارس مرمى وفيه يحل بونو ثانيا أو ثالثا أو حتى أولا، ولا أحد تبين المحاولة اليائسة للتغليط والتحايل، فعند التصويت على الكرة الذهبية يتم اختيار 5 لاعبين، بينما يقتصر
التصويت في جائزة ياشين لأفضل حارس مرمى على 3 حراس.
وهنا لابد من إبراز مجموعة حقائق ترتبط بالمعايير الموضوعة من قبل إدارة الجائزة، ودرجة الموضوعية التي كان عليها الزميل مصطفى بدري في تصويته للجائزتين، بالإضافة إلى المرجعية التاريخية لمؤسسة المنتخب كجريدة رياضية متخصصة، أطفأت قبل أيام فقط شمعتها السابعة والثلاثين، دليلا على الرسوخية والمصداقية، التي لن تحجبها سحب الحسد والحقد التي ينشرها البعض في مشهدنا الإعلامي الوطني. أول هذه الحقائق، أن هذه السنة بالذات تؤرخ لمرور 25 سنة كاملة على وجود الزميل مصطفى بدري ممثلا لجريدة «المنتخب» في قائمة المصوتين على الكرة الذهبية ل«فرانس فوتبول»، وفي ذلك إشادة على مصداقيته وتأكيد على نزاهته وموضوعيته في كل التصويتات التي قام بها منذ ربع قرن من الزمان.
وهذا الوشاح العالمي، الذي يصيب البعض للأسف بالحقد والحسد لدرجة الجنون، وكان حريا أن يكون لهم مصدر فخر، هو واسطة لعقد الوشاحات التي تقلدتها «المنتخب» نظير عمقها التاريخي ورسوخها المهني، فنحن نحظى ولله الحمد بثقة العديد من المؤسسات الرياضية والعالمية التي تسهر على عديد الجوائز ذات الثقل الدولي، وتلك الثقة هي استثمار للرأسمال المهني الذي ما تأثر يوما برغم كل الإكراهات. ثاني هذه الحقائق، أن الزميل مصطفى بدري طبق في تصويته على الجائزتين معال على المعايير الموضوعة من إدارة الجائزة، ومنها معيار الألقاب الفردية والجماعية، ومعيار درجة التأثير في الفريق، ومعيار الإلتزام بالروح الرياضية، والصورة التي يقدم بها اللاعب نفسه للرأي العام.
هذه المعايير مجتمعة، هي ما جعلت الزميل بدري بالتشاور مع هيئة التحرير يضع بونو رابعا في تصويت الكرة الذهبية وأولا في تصويت جائزة ياشين الممنوحة لأفضل حارس مرمى في العالم. الحقيقة الثالثة، وهي أن من إدعى على الناس ومن ألبهم ومن أوهمهم، بل وجاءهم بنبإ فاسق، لن يهز شعرة واحدة من مؤسسة إعلامية مواطنة، أظهرت في مواقع كثيرة وعبر 37 سنة من النضال لتثبيت الإعلام الرياضي الوطني المصداقي والمهني والموضوعي، أنها في غير حاجة لإظهار الجانب المواطن في عملها، فكما أنها كانت دائما فخورة بأبناء هذا الوطن، ممن يعلون شأن المغرب في التظاهرات الرياضية العالمية، فإنها فخورة بالإنجاز الرائع والتاريخي لحامي العرين وأسد المرمى، ياسين بونو الذي كان أول لاعب مغربي يدخل قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية، وأول حارس مغربي يحل ثالثا في جائزة ياشين، برغم أننا إلى اليوم مقتنعون كل الإقتناع، بأنه الأفضل في العالم، وأن تلك الجائزة كان يجب أن تكون من نصيبه. وليعلم الحاقدون والتافهون، أن ما ينشرونه على أسلاكهم الصدئة، زبد يذهب جفاء.