إخراج البطولة من القيلولة، كي لا نقول من السبات الشتوي الذي طال  لعقود، هذا هو ما خلص إليه فكر وتفتقت له عقيرة البلجيكي فان بويفيليد وهو يدعو مدربي المنتخبات الوطنية مؤخرا للإجتماع ثم التناظر، حول ماذا؟ حول بعث البطولة وإنعاشها كي تعود لتصبح رافدا على نفس قدر المساواة مع محترفي الخارج من أوروبا كانوا أم من الخليج، وقد تساوت الكوطة بعد المونديال، بعد الحج المكثف صوب السعودية، فمن منكم يصدق هذا؟
لست عدميا ولا أرغب أن يرميني أحد مثلما رموا البوسني وحيد ذات يوم بسهام النقد اللاذع وهو يقول عن لاعبي هذه البطولة أنهم يلعبون رياضة أخرى غير كرة القدم، بل سأنطلق من 3 وقائع..
الواقع الأول بالدارجة خروب البلاد، والثاني مستوحى من القاموس العربي  شعاب مكة، والثالث خبز الدار كما نعرفه ولا يعرفه غيرنا أكثر منا..
هذا الخروب وهذا الخبز وهذه الشعاب، تقودنا رأسا لنوقن أن ما يخطط له السيد فان بويفيلد هو أضغاث أحلام وبعيد كل البعد عن التنزيل على الأقل في المنظور القريب جدا، مثلما هو بعيد حتى على المستوى المتوسط.
خروب بلادي يقول أن هذه البطولة، مفلسة لحد عجز رحم فرقها ومنذ سنوات أن تقدم لنا ظهيرا أيسر منذ قرر عبد الكريم الحضريوي تعليق «الصباط».
بطولة لم تعد تنتج مدافعا صنديدا بقامة وقيمة نيبت ولا أود أن يدلني أحد على نايف أكرد لأن سنونو واحد لا يصنع الربيع ياسادة.. 
بطولة يتصدر ترتيب هدافها بوزوق الذي ينام دهرا ويستفيق على الجزاءات، وتصدر ترتيب هدافيها يوسوفا دايو المدافع وبورغيس العسكري السابق المدافع، ونال لقب هدافيها تباعا: مالك إيفونا، لابا كودجو، ويليام جيبور، غاي مبينزا لغاية سامبو وأقفلوا مسافرين، وفاشلت فشلا ذريعا بل مبرحا في إنتاج هداف كبير بقيمة لغريسي وأنافلوس، بقيمة أيضا هيدامو وخيري، بقيمة الشوح والسيمو، بقيمة ناضر وفرتوت، بقيمة ابوشروان وبصير ونزير وبيضوضان، والسليماني مع بونو والغياثي وخجلت من ذكر البوساتي، وغيرهم لو تذكرون زمنا كان فيه لكل فريق 3 هدافين ينافسون على تاج الهداف في الموسم الواحد..
بطولة أفلست ونضب معينها،٬ جف ضرعها ويبس رحمها ويستحيل أن تقدم لنا أصبعا واحدا من قدمي الجوهرة محمد التيمومي.. أعذروني لست تيئيسا؟؟؟
ربيع الكرة المغربية يدين للخنوس والزلزولي، يدين لبوكامير والوزاني مع بكراوي وبوشواري، ممتنة للعزوزي وصيباري وريشاردسون .. ربيع الكرة المغربية يهفو لفدائية مزراوي وحكيمي مع ألمعية زياش وروائع بوفال وقتالية أمرابط ولمعان عدلي الماكينة الجديدة.. فعن أي 50 بالمائة يتحدث السيد بويفيليد وقد عرضنا هذه الشعاب وخبز الدار وخروب البلاد، مع حد أدنى من النقد اللطيف ولم نعرض كل ما يفيض به الصدر من غيض؟
صعب جدا بل سوريالي حتى النخاع هذا الحلم، وممكن أن يتحقق بعد عقدين أو أكثر، لأن عرين الأسود محجوز ل 57 لاعبا بين وليدات شيبا وأشبال الشرعي وطابور من العمالقة الذين لم يصل دورهم بعد مع الركراكي..
وحتى لو سلمنا جدلا باحتمال تحقيق هذا الحلم، فأين هم المروضون؟ ألا ينظر بويفيلد لواقع العوارض التقنية لفرقنا الوطنية؟ أين هم أصحاب الكاف برو الذين هم كثر لكن حين تعدهم بالبطولة قليل؟
أين هي إلتزامات الفرق بدفتر تحملات الجامعة مع مراكز التكوين؟ ألا يتابع بويفيلد مضاربات سوق الميركاطو مع شناقة يروجون كل فترة لنفس البضاعة الكاسدة والمفلسة ويتكرر السفر ورحلة الشتاء والصيف لنفس الوجوه؟
السيد بويفيلد و هو يخرج لنا بمخطط هذه المدونة الجديدة، ربما يعلم ما لا نعلم؟ ربما واثق هو أن هذه البطولة ستتحور بين عشية وضحاها، نأمل ذلك ونريد أن نكذب خبز الدار وخروب البلاد وشعاب مكة لنصدق الشيطان الأحمر؟