حين تجني براقش على نفسها فانتظر سوء الخاتمة، وأن تصبح مهزلة ومسخرة، بل في كثير من المرات مدعاة لشماتة الأعداء فيها..
براقش هي الجزائر وذبحها بل نحر «كانِها كان يوم شانِها»، أي أنهم خسروا الكان بسبب تفاهات وصلافة ووقاحة الشان..
خسر براقش المرادية الكان حين تمادوا في غيهم، حين نصبوا أنفسهم «بابل كرة القدم» الجديد، حيث تشريع القوانين على الهوى ومزاج شنقريحة وباقي الأزلام بضم بلطجي قدموه في «افتتاح شؤمهم بقبعة المناضل».

جنت براقش الجارة على نفسها يوم أغلقت علينا المجال الجوي وسخروا منا بإعلامهم عبر لازمة «سيرو ديرو الرونمبوان»، وحرم بطل الشان مرتين تحت وقع هذا التمادي الصلف من حق مكفول أولمبيا وفيفاويا وكرويا بكل دساتير الجلد المدور من المشاركة.
بل تعلمون متى خسرت الجزائر الكان؟ خسرته يوم لوح المغرب بصعود جبال سويسرا، حيث تتموقع "الطاس" غير بعيد عن جبال ريغي ومونطي سان سالفاتوري وسانتيس، يومها نوم باتريس الجيران في العسل ودس لهم السم في الدسم عبر قرار مهادن للجنته التأديبية، سمح لهم بالتمادي وتكرار نفس العنطزة قبل كان الناشئين، ليتدخل إينفانتينو هنا بخيار وسط «خط مباشر، لكن عبر خطوط رومانية».

زمجر لقجع غضبا، لكنه تلقى وعدا من باتريس نفسه وقد خلص الجنوب افريقي بإيعاز من نوابه الأقوياء إلى أنه دعم من لا يستحق الدعم، وأن كرة القدم الأفريقية في خطر، لو لم يتخذ القرار الحاسم مثلما نطق به النيجيري أماجو بينيك من ميامي «سيد الرئيس أوقف هذا الهراء حالا، هؤلاء لا يستحقون تنظيم التجمعات الكروية المغلقة لأنهم يقتلون شغف اللعبة وشغفها في جمهورها».
ومثلما نحر الثور الأبيض، فقد نحر ملف كان الجزائر في «شانهم»، فقد صدر القرار غير المعلن «هؤلاء الذين يغلقون على أنفسهم ينبغي أن تغلق عليهم أبواب الكان وباقي التظاهرات المقبلة لغاية انتظامهم في خط استواء القارة».

ADVERTISEMENTS

يشفق على براقش أن يكون من جنى عليها براح وبوق إسمه دراجي، بوق افتعل فتنا ظاهرة وأخرى مضمرة مع المغاربة الذين أووه وأطعموه من جوع.
الدراجي سينصب نفسه براقش شكلا ومضمونا، وسيوحي للأغبياء الذين يمهدون له تقاعده غير المريح بعد العودة،  مثلما جرى تمهيد العش للأخضر بالريش الذي ما إن وطأت قدماه عنابة حتى اتهمنا بالضلوع في مؤامرة خسارتهم أمام الكامرون بتواطؤ مع غاساما، وياله من هراء ويالهم من جماعة حمقى وياله من معجون هذا الذي يتعاطونه ف«جميعهم مسقيون من نفس المغرفة».
الدراجي إخترع ما جعله مسخرة في عيون الرفاق، اختراع أن بلاده عليها التنحي لتنظيف بيتها الداخلي وهذا إقرار أنه متعفن، بل ينبغي الإنسحاب ليس لملفهم الهزيل الذي عراه بلماضي بقوله «سيروا شوفوا روحكم مع المغرب»، بل لأن انتخابات الجزائر الرئاسية ستتزامن مع الكان.
خسر راوراوة مع لقجع، خسر عمارة وزطشي بعده، خسر زفيزيف المغلوب على أمره مع الشلماني المدعوم من لقجع، وخسر صادي قبل أن يبدأ ببلاغ العار ورغبة الإنسحاب بأعذار ضحك لها وعليها الصغار قبل الكبار.

يشفق علي هذا الجار الذي لم يستغل اليد الممدودة، يشفق عليه لتلاعبه بمشاعر مواطنيه ليصور لهم المغرب الخطر  الداهم المحذق بهم، ويشفق عليهم كونهم جعلوا من «المروك» وسواسا قهريا أفقدهم الصواب بلغة وبالدارجة المغربية،
لذلك اختار الكان له أصدق عنوان  وهو «المغرب بلا رونبوان».
فهنا سيتدفق الأفارقة دونما تأشيرة، هنا ستلغى الحواجز، هنا سينعم الأشقاء بحسن الوفادة وكرم الضيافة، هنا لن يقدم الكاوكاو مع ميلفاي، وهنا لن يتم وضع حافلات سجن «غورغونا أو ألكاتراز الكولومبية» رهن إشارة المنتخبات المشاركة، لا، هنا سيكون الإستقبال مغايرا تماما بمشيئة الله تعالى، هنا لن نشتم الجيران ولن نرميهم ب«البنان» مثلما فعلوا في افتتاح الشان، هنا اليد الممدودة لإكرام الكرام وبطبيعة الحال لصفع اللئام..