بالجزائر حيث خسر أشبال الأطلس بهمة الرجال وضغينة الحقود، واستفزاز رئيس الدولة عندما قال لأشباله «كنتم في الميدان أسودا» ولو أن في الجرح والخبث الذي تفاعل معه لاعبو الجزائر وشرذمة جماهير مدفوعة لخلق الرعب، بينما هم محاربو الصحراء في أصل التسمية، والأسود هم المغاربة الشامخين فوق أعلى جبل توبقال أحببت أم كرهت يا «تبون الجزائر»، وإن كان كأس العرب وكأس إفريقيا في الضفة الأخرى لأسود القاعة ملحمة تحضيرية نحو العالمية، فلأن الرجال قالوها بالحرف والصوت والقدم والسعار الخارق للوطنية في برجها العالمي، ولأن هشام الدكيك الأب الروحي لهذه الكرة التي جمعت اليوم كل المغاربة في خندق واحد، هو من كان له الفضل من يوم ما احتقره أحد الأشخاص «شكايدر هاد خينا هنا». إلى أن أصبح اليوم سيد إفريقيا وكل العرب وحتى العالم اليوم لكون أسود القاعة بلا جدال هم اليوم ضمن الست الأوائل عالميا، فأين هي الجزائر التي متعها البرتغاليون ب 19 لصفر في لقاء ودي؟ طبعا هذه صفعة كروية وديبلوماسية تعطي لجار السوء درسا في ما معنى العالمية، ومثلما وجه السيد فوزي لقجع رسائل مشفرة للإعلام الحاقد مباشرة بعد عودة الأشبال من البطولة العربية المنظمة في بلاد «هوك».  
وراقني ما قاله فوزي لقجع أثناء استقبال الأسود بعد عودتهم من التايلاند بكأس القارات، عندما وضع أصبع النجاح على العمل واستثمار ما قاد أسود القاعة إلى النجاح مؤكدا أن مسألة التقليص من الذات أو من الخصم أصبحت أمرا منتهيا على الإطلاق والشعور بالقوة والسير إلى الأمام  هو المثال الذي يفضي إلى النجاح أيضا. وهذا الرجل عندما يحكي بفلسفة الأمور وبمقاصد حتمية، إنما يبدو مدبرا من المستوى العالي، وعندما يقول «المغاربة اليوم أصبحوا يتساءلون عن النتيجة أو الحصة التي ستفوزون بها على أي خصم، وأنا أعرف الضغط الممارس عليكم، وأعرف كل شيء عنكم وعن هشام الدكيك، وكيف يشتغل وكيف يحضر إستراتيجيته. 
أنا مرتاح ومطمئن لأنه أصبح ثقافة عندنا، أنا اتفقت معكم على أن تصلوا إلى المربع الذهبي  لكأس العالم، أريدكم أن تجعلوا من كأس العرب وكأس إفريقيا محطة للتحضيرات العالمية علما أن هاتين المسابقتين أصبحتا من هيمنتكم، وعلينا أن ندخل إلى معترك الكبار، «وهذا القول ما هو إلا رؤية حصيفة من رجل يسعدني فعلا أنه أنجح رئيس جامعة على مستوى الفعالية والنجاعة التدبيرية للأوراش الكروية بقيمة سمو النجاح. ولا أنكر كيف يتحدث الأشقاء الأفارقة والعرب من مصر وتونس وغيرها وكل يوم في قنواتها كنموذج قوة رياضية تنساق في إطار الحداثة مع مغرب الحداثة. 
أكثر من كل ذلك، شدني فوزي لقجع إلى شق بالغ الأهمية في التعامل مع سر النجاح والعمل الجبار الذي اختص به هشام الدكيك، وجعله نموذجا حيا للنجاح، بل ووجه الدعوى إلى المدير التقني ليجتمع بكافة الأطر من أجل خلق اجتماع خاص مع هشام الدكيك ليشرح سر مهنته التي قادته إلى العالمية، وسر الإستراتيجية التي بنى عليها عمله اليومي وبدون توقف من أجل الوصول إلى النتائج العملاقة، طبعا كل من تنوع علاقته بالإختصاص، ولكن يبقى طريق العمل بالشكل المنوط به هو الراعي للنجاح، ما يعني أن فوزي لقجع يرى تعميم نموذج نجاح كرة القدم بالقاعة وفلسفة العمل المستمر كقاعدة لبناء نجاح المنتخبات الصغرى. حقا هذا الرجل كلما زاد نجاح المنتخبات، كلما زادت الأفكار والرؤى والخلق والإبداع نحو طريق النجاح.  
وهذه الرسائل محمولة اليوم حتى مع منتخب المغرب الذي سيكون رهان هذا النجاح المنتظر، ورسالة لقجع تمر عبر وليد الركراكي لصناعة منتخب كبير ولو أنه شق الطريق مبكرا، ولا يمكن أن ننتظر انعكاسات نجاحه إلا في حصد كأس إفريقية أولا وكأس العالم ثانيا ل 2026، ولكن اليوم نحن مطالبون كإعلام لرفع سقف الدعم على الإطار المغربي وقيمة ما سيحضره الإسود بكأس العالم مع مؤشر دلالي هو تمتيع أنفسهم بأنموذج أسود القاعة. وعلى وليد أن يرسل ها الكلام لكل الأسود لكونهم يمثلون بلدا عالميا وليس للمشاركة.