وكأن جنيا سكنني.. وكأن هاتفا كان يرن بداخلي مثل الحدس أو الفراسة أو ما شابه ذلك يقودني بل يقول لي «الثالثة الودادية آتية لا محالة»... بل وكأن هناك من كان يضغط علي لأكون ملحاحا في الطلب، أوليس الله يحب عبده الملحاح؟ 
30 ماي 2019 لغاية 30 ماي 2022 هل هي مصادفة قطعا لا؟ فالتاريخ الأول أذكره وكأنه بالأمس لأني كما اليوم مكلف من رئيس التحرير بتتبع ورصد مباريات الوداد من ألفها لغاية يائها...أذكر تلك الليلة أني هاتفته بعد الثانية من صباح اليوم التالي وقد  تزامنت السرقة الموصوفة  يومها مع سحور رمضاني كنا ندنو فيه من عيد الفطر  بعد ليلة القدر على ما أذكر ...ليلة أطلقت فيها كل الشياطين المصفدة، لتعيث فسادا وبهتانا وزورا وتشيع الفحش بين العباد، هناك من تنمر وهناك من سخر وهناك احتفل بما وصف «انسحاب الوداد» المزعوم ولم يكن كذلك إلا في خلد وصدور مرضي القلوب ...
هذه المرة لم أهاتف رئيس التحرير، بل وجدته يترك لي في الإيميل وهو سيد الكلمات والأشياء زميلنا بدر الدين الإدريسي 3 أسطر يحفزني فيها على شد الأزر والبأس ويستفسرني عن «الخلعة من واقع نهايتين لفريقين نعشقهماسويا ريال مدريد والوداد». 
لذلك ما حدث يوم الإثنين المنصرم واليوم نخلد أسبوعا على تلك الزفة التاريخية، سيظل خالدا في ذاكرتي المهنية وأرشيف مواكباتي بالتقارير والملفات والروبورطاجات...
فلا أحد واكب أكثر منا ونملك  كل شيء موثقا في الأرشيف وقد جلب لنا متاعب جمة، لملف الوداد في الطاس، ترافعنا من هنا عن حق الوداد المسلوب مثلما لم تترافع عليه  المحامية السويسرية، وحتى و«الطاس» تعلن الترجي بعد حول كامل من التوهان بطلا، فقد كان ذلك تتويجا مسلوقا بلا طعم ولا مذاق كان يقيننا أنه لقب مسروق مغتصب ... 
استهلكنا صفحات وملفات كما لم يجل بخد البعض، وصفت فيها بـ«السارح الأعظم» للوداديين، وياله من شرف طالما أنها كانت قضية مبدأ ... 
فالموت مع المبدأ واقفا أهون من الإنبطاح عشرات المرات، والثبات على المواقف من شيم الرجال، وكان يقين العبد لله راسخا أنه كل من تنمر أو سخر، سينال ما يستحق وها هو الترجي اليوم بكل مريديه خارج رحاب العصبة منذ رى تنقيح المسابقة والتشدد مع «فار» يغادر في الربع ويعاقب من الكاف ويغرم ويلعب بلا جمهور فهل من مزيد وهل من تأكيد أكثر من هذا»؟؟؟ 
وبطبيعة الحال من يوضع قبالة الترجي هو الوداد، من يوضع قبالة السارق هو المسروق؟ ما حدث بعد رادس هي دروس وعبر... 
الوداد تأهلت للنصف مرتين وتجاوزت سقف الترجي، وحين رحلت الجائحة من سماء الكرتين الأرضية والقدم، نال الوداد مكافأة ما حلم بها الترجي ولا من دار في فلك تلك السرقة الرمضانية، مكافأة عودة جماهيره فتحولت مبارياته كلها لواحة من الفرح لباحة  كرنفالية، وليصبح «وينرز» الفصيل الأول المطلوب  عند كل مباراة ليتملى العالم بطلعاته وبهجته بالمدرجات... 
أكثر من ألف يوم يشاء معها السميع العليم، أن يكافأ الوداد  باللقب الثالث وبين ذويه، ويرتدي الناصري مصرا نفس «الكوسطار» الذي ارتبط به في رادس واحتفظ به للذكرى ليحضر به حفلة تتويج وداده ملكة للقارة، الفرق هذه المرة أنه كان محاطا باينفانتينو ومراسيم تتويج مخملية وقد حضر قبل 3 محاطا بقواتالطوارئ المدججة بالسلاحخشية إندلاع ثورة كما أوهم حمدي المدب وبوشماوي ورياض بنور الملغاشي أحمد أحمد ليخاف مرعوبا ويسشلمهم الكأس وهذه شهادته وقوله وليس قولي أمام الطاس. 
أحتاج لمجلد ولن أنتهي منالسرد، يمكنني أن أستظهر وأستحضر ما جرى يوما بيوم لغاية ملحمة التتويج بالثالثة: من دسائس ومؤامرات تحكيمية وحقول ألغام لفرملة الوداد، فخاب ظنهم وعوضنا الله خير عن سرقة الترجي بصاروخ المترجي هرمون السعادة.
وديما ديما المغرب ...