شخصيا وأنا أتصفح منصات التواصل الإجتماعي وتعقيبا على تصريحات الناخب الوطني، وقد جرى تجميعها ثم تضخيمها، على طول خط التصفيات التي انتهى فصلها الأول بالعبور لدور الملحق، شعرت وكأن هناك من وضع وحيد في صراع مع خصم أو أعداء افتراضيين لا أرى نفسي واحدا منهم بكل تأكيد.. لا أرى نفسي محشورا ضمن هذه الزمرة؟ لأنه ما كان النقد الموضوعي البناء كما هو متوخى من كل إعلامي تأكله الغيرة على منتخب بلاده، سببا كافيا كي يخندق صاحبه في رواق الند والغريم والخصم للناخب الوطني المشرف على منتخب بلاده.. الإنتقادات هي من صميم المهنة ومن صميم الإختصاص، ولطالما كانت النبراس والمصباح الذي أنار السراديب المظلمة وصحح الأخطاء المطبعية للمدربين.. أيضا لا أرى أن وحيد حقق نصرا ولا فتوحات كبيرة مع كل تلك الأرقام التي تبدو للناظر غير الملم بأدق التفاصيل والكواليس، هلامية لأن الرجل حمل معه حظا غريبا وحملوا له حظا أغرب ولو أنهم يقولون «الحظ يبتسم فقط للشجعان أو الفرسان». فلم يسبق في تاريخ الفريق الوطني، وأن خاض مدرب جيء به لترويض أسود ليخوض كل المباريات الودية عن بكرة أبيها وجدها داخل المغرب وليس خارجه..
فلم يسبق وأن خاض مدرب على هذه الأرض وهذا الكوكب 6 مباريات في التصفيات داخل مدار بلاده الجغرافي فلم يغادرها.. فلم يسبق في تاريخ أي من التصفيات داخل أي من المجموعات وأن كان الفارق بين المتصدر والوصيف 12 نقطة والمنافسون في 12 مباراة فازوا في مباراة واحدة «انتصار وحيد كان من نصيب غينيا بيساو» وبقية المباريات طبعها التعادل وهو ما خدم مصالح الأسود ليهربوا ببطاقة التأهل قبل نهاية التصفيات بجولتين.. لن أخوض في تواضع مستوى السودان وانحدار أداء بيساو وتراجع مستوى السيلي الغيني، بل لن أخوض في العذاب الذي تسبب فيه منتخب بورندي لنا بالرباط ولن أخوض في أن منتخب موريتانيا ولأول مرة عبر تاريخ مواجهاته مع فريقنا الوطني جرنا لتعادلين سلبيين لم يسبق لهما وأن حدثا حتى مع أسوأ نسخ المنتخب الوطني.. لن أخوض في كل هذا وسأقول أن الأرقام التي يقولون عنها ما يقال عن الصورة في مجال الصحافة «الأرقام لا تتجمل والصورة بألف كلمة».. بل سأنطلق من منطلق ومنظار المتتبع العادي وقد سحبتنا التصفيات بعيدا عن الحضور المباشر في الملعب، لنتقاسم في المقاهي كما في البيوت الفرجة الجماعية ومعها لم يخرج التقييم الجماعي عن كون التصفيات كانت خادعة وشكل الفريق الوطني باهت لا لون له.. قد يكون حدث هناك استقرار وثبات على مستوى تثبيت الأسماء والتشكيل في آخر المباريات وهو ما ضغطنا ليكون ويتم تنزيله وتفعيله.. قد يكون وحيد ربح فعلا وجوها تصلح لأن تكون أسماء للمستقبل من لوزا لشاعر ثم ريان وبينهم حكيمي ونايف..
قد يكون الفريق الوطني وبالدرج في المباريات تحسن وغادر مساراته القاتمة وقدم لنا تواليا انطباعا محمودا ومحمولا على الأمل والتفاؤل.. لكن صدقا وبالإستناد للزخم، وللوجوه وللدعم واللوجيستيك والكولسة واللوبينغ وعديد الأشياء الأخرى التي يعرفها وحيد ونعرف أكثر منها، بالإستناد لكل هذا فبالإمكان أفضل مما كان.. لذلك إن خال وحيد وهو يزهو منتشيا بهذا المشوار أنه انتصر على خصومه المفترضين، سواء الذين انتصروا لزياش ونصير وحارث أو الذين عارضوا تصريحاته أو لم يعجبهم تعنته، أنه انتصر عليهم جميعا.. لو «خال أو تخيل» هذا فسيكون فعلا «خليلودزيش».