•• عندما تلح جماهير الوداد البيضاوي في طلب فتح مدارج مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، إسوة بجماهير كل الأندية الوطنية، فلأنها استشعرت فعلا حاجة الفريق اليوم تحديدا إلى تلك الأصوات المحفزة والمشجعة التي تنطلق من المدرجات كالهدير الذي يستنهض الهمم.
طبعا هناك اشتياق من الجماهير ومن رجال الإعلام لمعاودة الظهور بالملاعب، بعد 19 شهرا من المكوث في الجحور والكهوف المظلمة، وهناك مستجد كبير يمهد لهذه العودة المبرمجة، يرتبط بالقرار الذي اتخذته حكومة السيد عزيز أخنوش باعتماد جواز التلقيح، تأشيرة لارتياد المؤسسات والأماكن العمومية وطبعا من ضمنها الملاعب الرياضية، إلا أن ما يزيد في إلحاح جماهير الوداد في حضور مباراة هارتس أوف أوك الغاني يوم الأحد القادم، برسم إياب الدور الإقصائي الأول لعصبة الأبطال الإفريقية، هو أن هذه الجماهير استشعرت بأن ودادها الذي خسر مباراة الذهاب بهدف للاشيء، قد يكون بحاجة للاعب إستراتيجي يساعد على التخلص من منافس قوي وشرس، بل هو في أمس الحاجة لقوة الدفع الرهيبة التي تمثلها تلك الحناجر التي تصدح بأناشيد التحفيز، الجماهير التي تفتت الصخر وتهز الأرض من تحت أقدام المنافس هزا..
وأيا كانت الأعذار الفنية والرياضية وحتى التكتيكية التي التمسناها للوداد عند خسارته لمباراة الذهاب بأكرا، أكانت غيابات مؤثرة لعناصر وازنة، أم إهدارا لفرص تهديف سانحة، أم خروجا جماعيا عن جادة الإنضباط، إلا أن الحقيقة المطلقة هي أن الوداد واجه خصما جائعا، ولعله بفوزه ذهابا شعر بأنه اقترب من اصطياد قرش كبير، وبأنه دنا من حلم الدخول لدور المجموعات..
مؤكد أن لاعبي الوداد سيستنفرون مع مدربهم وليد الركراكي كل القوى، ليجنبوا أنفسهم ويجنبوا كرة القدم المغربية كارثة الخروج من أول درج في سلم الأبطال، إلا أنهم سيكونون أول المرحبين بوجود جماهيرهم الرائعة في مدرجات مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، لأن ذلك سيمثل لهم جناحا ثالثا يساعدهم على التحليق كالنسور الجارحة للقبض على من ينعتون بقلوب الصنوبر..
وكما الجماهير متشوقة لاستعادة مكانها في مدرج الإبداع لتبث حبها وتعلقها بفريقها، ولنستعيد معها الفرجة والإحتفالية اللتين افتقدناهما لزمن طويل، فإن الإعلاميين الرياضيين الذين أجبروا على مواكبة المباريات عن بعد، فأفقدهم ذلك متعة التواجد في قلب الأحداث الرياضية، يتطلعون بدورهم لأن ترفع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بترخيص من السلطات الصحية، الحظر عن التواجد في المنصات الصحفية للملاعب وفي مناطقها المختلطة أيضا.
•• وذات الخوف الذي يتملكنا والوداد البيضاوي يخطو نحو إياب حاسم ومصيري أمام غول غانا الذي استيقظ من سباته، نشعر به والجيش يتأهب لإياب ناري هناك بالقبائل أمام الشبيبة، حيث لا خيار أمام العساكر سوى الفوز بالحصة التي تصعد بهم إلى الدور الموالي من منافسات الكاف، بعد سقوطهم هنا بالرباط بهدف للاشيء.
ومع يقيننا أن قرعة الدور 32 لكأس الكونفدرالية، رمت بالجيش العائد لتوه إلى الأجواء الإفريقية في حضن فريق متمرس، هو اليوم وصيف للرجاء بطل النسخة الماضية، إلا أن هناك أملا في حدوث انقلاب كامل في مسار المواجهة، فالجيش الذي قدم دليلا على أن كبرياءه لا يجرح، يستطيع أن يقلب الأمور هناك بالقبائل رأسا على عقب..