•• لا أستطيع إلا أن أرثي لحال رشيد الأندلسي وهو يحاول في ختام ولايته المؤقتة خلفا لسلفه المستقيل جواد الزياتي، أن يتجنب ما يأتيه من إعصار من الجهتين، فرأسه للأسف موضوع بين مطرقة الأزمة المالية الخانقة التي فرضت قيودا جديدة لا تساهل في تطبيقها على الرجاء، وبين سندان جماهير الرجاء التي ترى أن إفراغ الفريق من نجومه يعتبر شروعا في الإنتحار.
بالطبع لم يكن الفوز بكأس الكونفدرالية الإفريقية وقد جنب الرجاء موسما صفريا، على الرغم من أهميته وعلى الرغم مما جلبه لخزينة النسور، لم يكن ذاك اللقب كافيا ليرفع عن الرجاء صهد المديونية الثقيلة، فهناك لاعبون ومدربون حكمت لهم الفيفا والجامعة بمستحقات مالية تقدر بالملايير، وفي حال لم تتم تسوية هذه المبالغ المفروضة، وفي حال لم يفلح المسؤولون في تجفيف المديونية، فإن الرجاء البيضاوي سيتجرع قرارين أحلاهما أمر من العلقم، أن يمنع من الإنتدابات هذا الصيف باسم الروح الرياضية المالية، وأن يستبعد من عصبة الأبطال الإفريقية.
ومن الحكمة أن نسأل، بعيدا عن التشنج الذي يسود المشهد الرجاوي، عن المخرج الذي يمكن للمكتب المديري للرجاء أن يلجأ إليه لرفع هذه القيود الحديدية، ولتجنيب الفريق كارثة الخروج من الميركاطو الصيفي، ولربما فاجعة الإقصاء من عصبة الأبطال الإفريقية. بالطبع ليس هناك مخرج آخر غير توفير سيولة مالية ضخمة، وهذه السيولة إن استحال توفيرها في الحين باللجوء لرعاة جدد غير المتعاقد معهم، فإن الملجأ الأخير والذي لا مفر منه هو بيع اللاعبين، ومن جلب للرجاء عروضا مالية محترمة، لاعبان فقط هما الكونغولي بين مالانغو والرائع سفيان رحيمي، وكلا اللاعبان معروض عليهما اللعب بالإمارات بعائد مالي يصل إلى 7 مليارات من السنتيمات، وهو عائد مالي كبير جدا بمقدوره أن يجفف منابع المديونية من الجذور.
ولأن جماهير الرجاء لا تريد أن تلدغ من جحر لدغ منه النسور مرات ومرات، بالتفريط بلاعبين اختل التوازن برحيلهم، فإنها وقد قبلت على مضض بتفويت بين مالانغو لنادي الشارقة الإماراتي، لا تبدي أي ترحيب بالصفقة التي يجري التخطيط لها، أو لنقل إنه تم الحسم فيها بشكل كبير، صفقة انضمام سفيان رحيمي لنادي العين الإماراتي، بل على العكس من ذلك تطالب هذه الجماهير وهذا حقها المطلق، الإبقاء على رحيمي لأن للفريق الأخضر مواعيد كروية كبرى الموسم القادم لا يمكنه إطلاقا أن يخلفها.
بالطبع الأمر لن يصل إلى درجة التجاذب الرياضي بين مكتب مديري لا يملك لا لعصا السحرية ولا كثيرا من المخارج لتخليص الرجاء من سطوة المديونية، وبين جمهور أبدى في مواقف كثيرة أنه الرأسمال الحقيقي لهذا الفريق، ومن حقه أن يخاف ويتوجس بل وأن يقف في صف الحامي الأول للعرين، لذلك هناك حاجة لتفكير جماعي لا يستفرد فيه طرف دون الآخر بالقرار، وهناك حاجة أيضا للتنازل قليلا عن كبرياء الإنتماء والتحلي بالبراغماتية في حلحلة إشكال عويص ومعقد، وقد لا يكون حله إلا ببيع مالانغو ورحيمي، حتى وإن كلف ذلك الرجاء، فقدانه لرمحين هجومين يصعب إيجاد بديل لهما في ظرف زمني قصير.
•• عبر بيان مقتضب، زف المكتب المديري للفتح الرباطي قرارا جريئا وتاريخيا، يجعل من السيدة نوال خليفة أول امرأة ترأس فريقا يلعب بالبطولة الإحترافية الأولى، بالخبرة الميدانية التي راكمتها لسنوات سواء عند تقلبها بين مناصب عدة داخل الفتح الرباطي، أو بعضويتها للمكتب الجامعي لجامعة كرة القدم في الفترة ما بين 2009 و2014، وهي الفترة التي قاد خلالها علي الفاسي الفهري الرئيس الأسبق للفتح، الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
والسابقة التاريخية في هذا التنصيب لا تكمن في أن الأمر يعتبر فتحا رياضيا جديدا يبرز القيمة الفكرية والرياضية للمرأة المغربية، ولكنها تكمن في أن السيدة نوال خليفة تأتي لرئاسة فرع كرة القدم داخل الفتح في ظرفية زمنية مطبوعة بكثير من التحديات، أهمها أن الفتح أصبح مرجعا في نمط التدبير المقاولاتي، وأصبح أيضا عنوانا لانبعاث منظومة التكوين من رماد التجاهل.
والمؤكد أن رئيس المكتب المديري لاتحاد الفتح والذي يملك قانونا حق تعيين رؤساء الفروع، ما أقدم على تعيين نوال خليفة في منصب الرئيس المنتدب لفرع كرة القدم خلفا للكاريزماتي حمزة الحجوي، إلا ليقينه أن الرأسمال الفكري والرياضي سيسعف نوال لتنجح هذه التجربة الرائدة، لعل الأندية الأخرى تقتدي بها وتسحب من المشهد أشخاصا يئس منهم الفشل..