من أبو القاسم إلى لسعد... قرن من الزمان يكون قد انقضى تقريبا على رائعة «إرادة الحياة» بانجلاء الليل وانكسار القيد بعدما قيدهما أبو القاسم ب«إذا» الشرطية للشعب الثائر.. اليوم لسعد الشابي يملك بدوره حظا في أن يعانق مجدا ما كان يحلم به يوما منذ كان في النمسا يتكون ويتلون بلون دبلومات «اليوفا برو» التي يتباهى بها في كل خرجاته. 
الشابي المدرب وليس الشاعر، يملك بدوره حظ الحياة في كنف الشعب الأخضر، إن هو درس واعتبر من سيرة من سبقوه وعبروا قبله من عارضة الفريق التقنية والتي تشبه الصراط الذي لا يرحم كل من ركبوا عنادهم و تغطوا بغطاء النرجسية وجنون العظمة الوهمي.
وحين قلت أن الشابي محظوظ، فلأنه بالسيرة هو أقل قامة وقيمة من أن ينضم لفيلق الأجانب الذين دربوا النسور الخضر، فلا هو بسيرة بالاتشي وبقيمة ميشيل المونديالي ولا بسجل فيلوني الذي يضاهي سجل السير فيرغيسون، ولا حتى هو بقوة تاريخ كارتيرون أو غاريدو أو رود كرول أو بيرترون مارشون وكابريطا وكاسيمرو أول برتغاليين قادا الرجاء لمعانقة لقبين للبطولة. 
وإن نحن وضعناه في مصاف العرب الذين تشرفوا بقيادة الرجاء وكانوا من الجزائر، فلا قياس مع فوارق يطرحها سجل رابح سعدان الشيخ المحترم في بلاده بذات مرجعية الشيخين عبد الحميد كرملي ومحيي الدين خالف، ولا حتى بعلم وأكاديمية علي ايغيل ودون أن نقارنه لهول الفوارق والبون الشاسع مع كبير كرة تونس فوزي البنزرتي.. 
لذلك أليس محظوظا من كان مدربا خارج سياق الأحداث قاريا بعدما أقصاه الرجاء ليتوج في نهاية المطاف وهو مدرب له؟ أليس محظوظا من استلم فريقا ب 12 نقطة في دور المجموعات ليكمل معه الرحلة ويعلن بطلا لقارته بعلامة شبه كاملة؟ 
أليس محظوظا من وجد في نفس الخندق مع كبار المدربين السالفي الذكر وقد عطر وزين سيرته بتدريب واحد من أكبر 3 أندية بالمغرب الأمر الذي لم يحلم به ولم يتشرف به في بلاده؟
لذلك لن نمن على الشابي أن يكون اليوم مدربا للرجاء، فأسماء عديدة صنعت مجدها كما يصنع السنونو الواحد ربيعا مثلما فعل الإيطالي دي ماتيو وهو يحل ذات يوم إطفائيا ورجل إنقاذ داخل تشيلسي ليتوج البلوز أبطالا لأوروبا في معقل الأرينا وأمام بايرن ميونيخ التي كانت تسمى إف سي هوليود يومها؟ 
ما نمن به ونلفت نظر الشابي له، هو أن خرجاته غير دقيقة وغير محسوبة وغير جديرة بمدرب بتكوين أكاديمي كما يدعي أن يخرج فترة قليلة قبل نهائي الكونفدرالية عبر أثير بلاده ليتحدث عن تلقيه عروضا من كبار تونس ويلمح للترجي وأحيانا يسخر من يستهلك اسمه مدربا مقترحا لتدريب المنتخب التونسي..
غير جدير بمدرب يملك اليوفا برو أن يخرج ليقصف  عميد ناديه ويبخس نجوميته أيا كانت الدفوعات وأخطاء المش وأنا شخصيا معه في قراره التأديبي الزجري الذي يحسب له ولو فترة قليلة قبل النهائي الإفريقي، وقد اختار تحصين المجموعة على تقديس الفرد الواحد، لكن أن يبخسه حقه  في النجومية ساخرا من رصيد مبارياته الدولية ومقارنا متولي مع طارق دياب وعتوكة وشكري الواعر وعادل السليمي وهذا قول وتصنيف الشابي وتصنيف للنجوم، فهو مردود عليه لأنه بهذا أهان لاعبا ما يزال محسوا على فريقه، والإختلاف بيننا وبين تونس هو أن الكرة المغربية شهدت مرور لاعبين أمثال الحمراوي ورضا الرياحي وفخر الدين والشادلي ومستودع وحتى لغريسي في فترة من الفترات، ولم يكونوا لاعبين دوليين ومع ذلك صنفوا نجوما وملهمين محليا لإبداعاتهم ولرصيد ألقابهم وإسهاماتهم وليس لرأس مالهم من المباريات الدولية مع الأسود. 
لذلك أهيب بالشابي وقد خرج ذات يوما يتهم أفرادا بالخيانة ويلمح للجامعة ومدرب الفريق الوطني في قصة إشراك راحيمي في ودية بوركينافاسو وما كان ذلك من صميم اختصاصه، فخرج يبكي ويتباكي بعد هزيمة ناديه أمام نهضة بركان بسبب لاعب واحد وقبلها قال بفمه أنه يملك 26 لاعبا بذات المستوى، أنه إذا أراد فعلا الرجاء فلا بد أن يلجم لسانه ويقنن خرجاته ويحصي زلاته ويمعن  بدقة في مفرداته، إذا الشابي أراد الرجاء فممنوع عليه أن يساوم أو أن يضع إسمه كل مرة في المزاد.
إذا الشابي أراد الرجاء فلا بد أن يستجيب للتواضع، لتقدير ذكائنا ولقراءة مسار ومصير الشيخ؟