إنتهت مباراة المنتخب المغربي أمام نظيره البوروندي برسم الدورة السادسة والأخيرة من تصفيات كأس أمم إفريقيا بفوز أسود الأطلس بهدف دون رد، وهي المباراة التي احتضنها المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط.
ولم تكن نتيجة المباراة من حيث الرقم مهمة بالنسبة لأسود الأطلس بقدر أهمية جودة اللعب، وتليين طريقة الأداء التي يبحث عنها المدرب وحيد.. إذ لم يستطع لاعبو المنتخب الوطني رغم ضمان التأهل، وخوض 5 جولات في هذه التصفيات قبل مباراة اليوم، الظهور بشكل لائق وتقديم أداء سلس يبعث على الإطمئنان ويعكس قيمة الفرديات المبدعة التي يتوفر عليها الفريق الوطني حاليا.
واستمرارا في البحث عن الأداء اللين المفقود، عمد خاليلودزيتش أمام بوروندي إلى إجراء 4 تغييرات على تشكيلة الفريق التي خاضت مباراة الجولة الخامسة أمام موريتانيا (0 – 0)، فاعتمد على منير المحمدي بدل بونو في حراسة المرمى، وسفيان شاكلا بدل أشرف حكيمي في مركز الظهير الأيمن، ثم نايف أكرد بدل فضال في وسط الدفاع، وعادل تاعرابت بدل يحيى جبران وسفيان أمرابط في وسط الميدان.. كما غاب حكيم زياش عن تشكيلة اليوم أيضا وحضر بدله أشرف حكيمي كجناح حيث عمد المدرب إلى تغيير توظيفه من ظهير أيمن في المباراة الماضية أمام موريتانيا إلى جناح أيمن أمام بوروندي.
والغاية طبعا إيجاد فريق منسجم بثوابته البشرية وبحمولة تقنية وتكتيكية يستطيع اللاعبون بواسطتها تليين طريقة لعبهم قدر الإمكان، كما يستطيعون إشهار أسلحة المباغتة في كل وقت وحين.. وبعبارة أخرى فإن خاليلودزيش سعى من خلال هذه المباراة إلى صياغة أفضل أسلوب يقود إلى السهولة في التناول الذي يضفي الفاعلية المطلوبة على كل لمسة أو تهديد..
وكانت بداية المباراة صعبة بعض الشيء خصوصا أن بوروندي رغم أنه فقد كل حظوظ التأهل للنهائيات بعد تأهل المنتخب الموريتاني عقب فوزه على مضيفه منتخب إفريقيا للوسطى (1 – 0).. إلا أن الدافع لدى البورنديين كان بالأساس إظهار الشراسة قدر الإمكان ومحاولة انتزاع الفوز من الرباط إن كان بمقدورهم تحقيق ذلك. لكن مع تعاقب دقائق المباراة بدأ المنتخب المغربي يفرض أسلوبه ويبحث عن البناءات والتدفقات الهجومية بحثا عن النيل من شباك البورونديين، بالرغم من أن الأسود لم يخلقوا أكثر من 3 فرص حقيقية للتسجيل خلال الشوط الأول كان أهمها فرصه هدف السبق الذي سجله منير الحدادي في الدقيقة 44 إثر صناعة رائعة من تاعرابت.. بينما الفرصتين الأخريين كانتا في الدقيقتين 21 و34، ففي الأولى سدد الحدادي ضربة خطإ مباشرة من خارج منطقة العمليات أبعدها حارس بوروندي بصعوبة.. وفي الثانية سدد حكيمي كرة أرضية قوية صدها القائم الذي ناب عن حارس البورونديين.
وشكل حكيمي باندفاعاته وانطلاقاته وسرعته مصدر خطور دائمة في صفوف الأسود في الجهة اليمنى، وهو ما خلق العديد من المتاعب لدفاع بوروندي في جهته اليسرى، كما ظل الحدادي مناورا رائعا في خط الهجوم، وأثمرت مناوراته هدف السبق الذي انهى به الأسود نتيجة الشوط الأول.
وبحثا عن مزيد من الإنسجام أصر وحيد على أن يبدأ الشوط الثاني بنفس تشكيلة الشوط الأول، ومن دون إجراء أي تغيير بشري، واتضح فعلا أن نسق الإنسجام بين اللاعبين بات في تزايد، كما أن وثيرة الهجومات أصبحت في تصاعد ملحوظ خصوصا كلما زاد اللاعبون من سرعة الأداء ورفعوا من الإيقاع المباراة. ولم يقدم خاليلودزيتش على إجراء أول تغيير على تشكيلة الأسود سوى في الربع ساعة الأخير من زمن المباراة حيث دخل سفيان أمرابط بدل أدم ماسينا في الدقيقة 76. ثم جاء التغيير الثاني في الدقيقة 80 بدخول حكيم زياش بدل الحدادي، وبعد ذلك دخل أيضا يوسف العرابي بدل أملاح في الدقيقة 88.
ورغم أن الأسود لم يستطيعوا إضافة أي هدف آخر خلال الشوط الثاني، إلا أنهم قدموا أداء أفضل بكثير مما قدموه في مباراة موريتانيا، وخلقوا العديد من فرص التسجيل، كما أنهم أظهروا بعض الشراسة والقتالية المطلوبين في مثل هذه المباراة.