الكل حلل وهلل وقلل ونفخ، ولم يأت إلى الحقيقة الجلية لسقوط الرجاء والوداد في محنة نصف نهائي الأحلام أمام الأهلي والزمالك، فلا الإصابات ولا الإختيارات ولا الإرهاق نخر الناديين بقدرما كسر أضلاعها الخروج عن طاعة الحجر الصحي والسقوط في مؤجلات تكررت مواعيدها بمخاض برمجة لا تطاق ووصلت إلى 22مؤجلا في أزمنة قيل عنها الكثير وأسيل المداد عنها، وتفتقت المحن ليس على الرجاء والوداد فحسب وإنما على مضرة أندية أخرى ذات هشاشة عقلية ولم تحترم موازين البروطوكول الصحي واعتدى الوباء على اللاعبين والمدربين والمسيرين وغيرهم من المخالطات الفورية. ولغاية الأسف تحصل الوداد على مقاطع القتال أمام الأهلي بأرجل هاوية وعلى وقع ومؤثرات الندم لضياع بطولة قيل عنها كل شيء بالتهليل المسبق أمام نقائص ملموسة في النسق والأسلوب والقراءة الفورية للخصم ولو أني متحفظ جدا على أن السي غاموندي لم يقرأ مطلقا فريق الأهلي ولا أضلاعه لإيقاف مده. 
قلت أن من قتل حس الوداد والرجاء على الرغم من أني لست متعاطفا مع أي فريق كان حتى ولو كان البارصا أو الريال ولا أداهن أي فريق على الإطلاق، هو البروطوكول الصحي الذي قلنا عنه في زمن التفشي المطلق والحذر المدقق أنه على الأندية المغربية أن تتعامل مع الوباء بنفس الأنظمة الأوروبية والحجر القوي بعد أن قدمت أوروبا درسا لإفريقيا في التعامل مع الوباء وإن كنا نحن في المغرب أقوى دولة عظمى في السيطرة على الوباء، ولكن الخيط هرب منا عند ما فتحنا خط الإفراج  على الحجر الصحي، وأضحى سير العناق والمخالطة «وديري ماح» ضربا للحياة العامة وانساق معها الجسد الكروي بتفاقم الوباء داخل الأندية حتى ولو قيل لنا أن الأندية زكت قرار البروطوكول الصحي، والأرقام الوبائية داخل الأندية كذبت كل شيء، وأصبح الرصيد البشري موبوءا بما في ذلك الرجاء والوداد، ولذلك، أدى الوداد والرجاء الثمن غاليا لتراكم المؤجلات وتزاحمها انطلاقا من الأجندات المتتالية لإنهاء بطولة كان المسؤول الأول عنها هم الأندية وليس الجامعة، ما يعني أن درجات الضغط البدني والتداول البشري في كل مباراة أفقد توازن الوداد والرجاء نموذجا، وكان عليهما أن يحسما البطولة في وقت مبكر وليس قبل فوات الأوان. 
هكذا نحلل الأمور، وليس أن نتعاطف مع الرجاء والوداد لأنهما قطبي البطولة الوطنية، بل أن نزكي قيمة التعقل في قراءة المستقبل الذي أوصل الوداد إلى الأهلي بصورة الفريق الميت، والرجاء بصفة البطل الباحث عن الحقيقة بأنموذج مصري آخر، وهذه هي الحقيقة لأن الوداد لو فاز بالبطولة مبكرا لوصل إلى الأهلي بكامل الفتوة والقتالية، ولو فاز الرجاء مبكرا أيضا لكان له درس آخر من القراءات لوضع الزمالك عند حده. ولذلك أقول أن عذاب الوصول إلى صفة البطل قبل مواجهة الزمالك بأسبوع بالنسبة للرجاء، فقد أدى الخضر الثمن غاليا بغض النظر عن حيثيات التحكيم، ونفس الأمر ينسجم على الوداد الذي وصل منهكا أمام الأهلي وبصورة الترقيعات المجانبة لصواب نادي عريق. ولهذه الغاية، أقول أن من جنى على القطبين، هو عدم التعامل مع الحجر الصحي  بالصرامة المطلقة وعدم تسريح اللاعبين حتى لا يذهبوا ضحية المخالطة، وكانت النتيجة حاسمة في قتل البرمجة، مثل بقية الأندية الأخرى التي أهلكت فريقا أخرى في الإنتظار حتى تنتهي مدد الحجر وضاع معها الربح المطلق لمؤجلات كانت ستلعب في وقتها، ولانتهت البطولة قبل بداية أكتوبر، ولكان الوداد والرجاء في منأى مطلق عن الإجهاد والعناء والطاقة الفارغة، ولاستعدا جيدا وبارتياح الأندية العملاقة كما حدث في مسابقات عصبة أبطال أوروبا ومسابقة أوروبا ليغ .
لذلك، لا تهمنا مشاكل الناديين ولا كيف سقطا في المحظور، ولا رئسيهما، بقدرما تهمنا ظرفية هذا السقوط المخادع لحقيقة الكرة المغربية التي لا تؤمن إلا بالمفاجأت ولا تؤمن بنفس أهداف الأهلي المطروحة في سياقات النادي الذي يخطط ويلعب على الألقاب الدائمة، وقصة هذا السقوط مقروء من الأهلي والزمالك لأنهما يعرفان الرجاء والوداد ككتاب مفتوح، بينا واقع الحال أن من لا يقرأ الخصم، فحثما سيتلقى الضربة القاضية، والضربة عرف كيف يوجهها الأهلي لغاموندي في كتابه المكشوف، وحتى لمن يدبر وضع عراقة الوداد المفروض أن تكون قد هيأت للأهلي درسا وليس أن تتعلم الدرس، وليعذرني أنصار الوداد لأني لست وداديا ولا رجاويا، بل محللا للأحداث كما أعايشها أوروبيا مع أجنداتها وبرطوكولها الصحي، وإلا كيف نفسر بطولات أوروبا التي انطلقت قبل شهر ونصف، ونحن انتهينا من اسقاطات مؤجلات وصراعات البقية ، وبعد شهر آخر ستنطلق البطولة بعد أن تنتهي مرحلة ذهاب بطولات أوروبا.  
عيب عليكم فعلا، والبقية ستأتي في موضوع نقدي صارم.