عجيب أمرك يا «كورونا» وقد تساوى بسبب الغفير والوزير ولو في هم التفكير والتدبير؟  عجيب أمر هذا الفيروس والذي نحتسبه خيرا من رب العباد، قبل أن نعده غضبا عليهم لما نلمسه اليوم وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن الأرض تخلصت من تلوثها بنسبة مئوية كبيرة بسبب الحجر الصحي والعزل المفروض وحضر التجوال، والجمود الذي سيطر على حركة البسيطة...
نحتسبه خيرا وقد عادت قيم التضامن لتطغى على جبروت الأنا الأعلى، ومنهج  تكافل السلف الصالح ليتقوى على نرجسية ثبت اليوم أنها كانت زبدا ذهب جفاء ولا ينفع الناس...
 تابعت كورونا وقد أشاحت عن الوجه الخفي لعدد من نجوم كرة القدم باختلاف أنماطهم، وقد كان أقواها على الإطلاق الهاتريك التاريخي الذي سجله عبد الرزاق حمد الله، بهدف إستقرت كرته حيث يتواجد الشيطان بلغة المعلقين وهو يعلن تكفله ب 1000 أسرة معوزة أي ما يعادل 333 هاتريك بالتمام والكمال...
 تابعت إيثارا فياضا أظهره المنتخب الألماني وهو يتبرع بنحو 3 مليار سنتم قرروا توجيهها للمعورين والذين صادرت كورونا حقهم في العيش، ومعها عقيرة يواكيم لوف الذي أكد» يبدو أنها لحظة للتاريخ لنتصدى لتوحشنا الذي طغى علي الأرض ونعود لنشيع قيم الإحترام بين الجميع «ويله من قول رائع زكاه يواكيم لوف ومعه أوليفر بيرووف بتخليهما عن جزء من راتبهما طيلة الفترة المقبلة تبرعا على الثكالى والمتضررين...
 و لنأت لإيطاليا الآن، إيطاليا التي تعيش كما قال أحدهم «معكرونا كورونا» وقد تخطت أرقام ضحاياها ما عاشته الصين، وكل يوم تتضاعف بهذا البلد أرقام الضحايا لتطال المواطن العادي والرسام ورجل الأعمال وحتى لاعبي الكرة وآخرهم ماتويدي...
 فوجدت ما قاله المخضرم طرابا طوني أحد ورثة نهج هيريرا «الكاتناشيو» الدفاعي ما  يحرض فعلا على اتباعه نهجا، وقد عكس آية الحجر الصحي بقوله «لطالما كنت مدربا أقدس الدفاع في خططي، واليوم أرى أن إيطاليا عليها أن تربح كورونا بالدفاع وليلزم كل واحد بيته فنحن في حرب».
 ما قاله طرابا طوني استعارة فيه حكمة بالغة: لأن الطاليان والهولنديين والإسبان وهم أكثر من تضرر في أوروبا بهذا الفيروس، بالغوا في اتباع نهج غوارديولا الذي ما عاد يفيد، بالإستحواذ والإنتشار في الملعب «أرض الله الواسعة» بكثافة... فهذا الأسلوب كان سبب كل البلوى التي جرت على هذه البلدان هذا الوبال...
 ما قاله طراباطوني هو عين العقل، الدفاع والحجر الصحي النبوي والعزل الصحي كان بإمكانه أن ينتج وضعا سليما اليوم بإيطاليا على عكس استحواش الفيروس الذي طغى هناك وما عاد التحكم فيه سهلا باسم الهجوم والإستحواذ وقد فسحوا المجال بلغة الإستهتار أمام استمرار تظاهرات ومهرجانات وتجمعات دون أخذ بالأسباب...
 لذلك يجدر بنا  هنا داخل المغرب أن نستلهم تكتيك طرابا طوني الذي تقدم ذات يوم بترشيحه لتدريب الفريق الوطني، تكتيك الدفاع والكاتناشيو الأسري الذي يقوم على مبدأ «بقا فدارك» ومارس كماشتك داخل جدران بيتك، لأن الدفاع هنا بحسب المبدأ الميكيافيلي الإيطالي والذي للأسف لم يطبق الطاليان يقوم على أساس «الغاية تبرر الوسيلة» و«أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم»
 لذلك  هي رسالة للجميع،  إتبع نهج كاتناشيو طراباطوني وحافلة مورينيو الدفاعية داخل بيتك ولا تتبع نهج ريونس ميشلز الهولندي بالإنتشار الشامل واستحواذ وبريسنغ غوارديولا فقد أثبت آخر مونديال أنه ما عاد يجدي ...
خطأ الطاليان أنهم غيروا جلدهم وتخلوا عن أصلهم، وما عليهم اليوم في بلاد الآزوري سوى أن يصخوا ويصغوا للعجوز طراباطوني ففي دفاعه أكثر من حكمة لعلهم يعقلون...