لا يتعلق الأمر بسؤال إستنكاري موجه للجامعة أو حتى للويلزي نفسه، بل هو سؤال من وحي الغموض و التخبط والتدبير الغريب الذي يوقع عليه هذا الرجل في الورش التقني، الذي جيء به من أجل تطويعه وتجويده وهو الورش الذي كلف لقجع نصف مليار سنتيم مع أحد مكاتب الدراسات، البلجيكية ليوقن أن لاركيط أساء قيادة دفته وخالف أهدافه وزاغ عن سمته رغم أن نتائج كل المنتخبات الصغرى ما كانت تحتاج لا مكتب دراسات ولا هم يحزنون، وكانت ناطقة بكارثة النتائج ولوعة الإقصاءات وخيبة الإخفاق أمام منتخبات مغمورة من حجم غامبيا وموريتانيا.
 أشهر طويلة مضت على تعيين أوسيان روبيرت، وتساءلت يوم إستقدامه عن المعيار المعتمد لانتداب هذه الكفاءة كي لا يتهمنا أحد أننا نبخسه حق التميز والسجل التقني القوي، لأنه لو كان معيار التعاقد مع المدربين يحتكم دوما على السجل القوي، ما تعاقد برشلونة مع سيتين مزارع الأبقار والخالي سجله من الألقاب .
وما ضم نابولي المدخن ساري الذي ولج ميدان التدريب صدفة، وما سلم الريال رأسه لزيدان الأصلع ليختار له تقليعة تليق بالملوك وهو الذي لم يدرب قبله فريقا كبيرا واستقدم من الكاستيا.
 قبل النتائج هناك معايير دقيقة، منها مطابقة الشخصية للاعبين ومعها حتمية حضور الكاريزما أكثر من أي شيء آخر سيما وأن العقلية الويلزية ونظيرتها الإيرلندية وهم أجوار من أكثر العقليات الأوروبية تصلبا، ولنا في شخصية غاريت بيل والذي لم يقو على التعايش داخل ريال مدريد رغم مرور 5 سنوات على قدومه وقبله رايان غيغز وروي كين داخل مانشستر وعديد الصدامات العنيفة مع الرفاق قبل الخصوم.
3 أشهر ونحن نسمع عبر حكايات متواترة عن تحول المعمور لمزار لعدد من المدربين المغاربة ودوليين سابقين، أخضعهم أوشن لما يشبه «الكونكور»، تارة بالتعمق في النظري وأخرى في المناهج التطبيقية وفي نهاية المطاف خلصنا لواقع التعاقد مع مدربين أجانب، لمختلف المنتخبات السنية بل لولا فطنة لقجع لتورط صديقنا أوسيان في التعاقد مع باريرا البرتغالي الذي حمل معه سيرة ذاتية مزورة .
 وحين نسمع اليوم عن ضم جمال عليوي مع مدرب إسباني مغمور لمنتخب أقل من 19 سنة وتولي برنار سيموندي العاطل عن العمل والفاشل في آخر تجربة له مع أولمبيك خريبكة ورش المنتخب الأولمبي، وغياب كل الأطر الوطنية التي جرى الترويج لها دون الكشف عن مسببات هذا الإقصاء، وما إن كانت مرتبطة كما قيل برفضها المهام لهزالة التعويض أو لعدم إقتناع السد المدير التقني بها كبروفيل.
 ولا يتوقف حجم اللبس عند هذا الحد، بل يرتفع مؤشره عاليا حين نقع جميعنا في خلط كبير وغموض أكبر بشأن الجلباب الذي سيرتديه الزاكي وما مدى إقتناع الويلزي بجدوى وجوده داخل الإدارة التقنية وهذا أمر طبيعي لأنها ليست ملعبه، وبعدها الوزرة التي سيلبسها الطوسي والعباءة المهداة لجمال فتحي وما إن كان الأمر كما يتم الترويج له مجرد مراضاة لكل هذه الأسماء لاغير و لو بأدوار لا أقول وهمية، بل أدوار لا تتيح أمامهم مجالا للخلق والإبداع.
 وكم سيكون مؤسفا ومثيرا لو تخفق الجامعة في ورشها التقني مرة أخرى وهي التي لذغت من هذا الجحر في أول إبحار له، والمؤمن عادة لا يلذغ من ذات الجحر مرتين، لكن مقدمات هذه اللذغة ظهرت وتظهر يوما بعد الآخر والأصداء المنقولة عن صديقنا أوشن غير مطمئنة بل تذكرنا بواقع مواطنه غاريت بيل عاشق الغولف وهذا يتنزه في خضرة المعمورة.