لم يكن يحتاج هذا الفصيل كي ينهي عامه الخرافي بالأبعاد الرباعية طالما أنه تجاوز «D3» منذ فترة بعدما كان أول فصيل يصمم تيفو الإبعاد، قلت لم يكونوا في حاجة سوى لهذا الإعتراف والتوشيح المستحق كأفضل جمهور عالمي ليكافأوا على إبداعاتهم في المدرجات، ليس لبهرجة الألوان ولا للإستعراض الكاليغرافي الفولكلوري، وإنما لقوة الرسائل التي جرى تمريرها عبر أزمنة متقاربة وفي سياقات مختلفة.
ولأنه قدم نفسه ليس للمرة الأولى كأفضل فصيل بعدما نال هذا الشرف قبل 4 أعوام تحديدا، فقد كانالتقديم هذه المرة مختلفا من خلال البلاغ الذي لم يخل من بلاغة... بلاغ بقوته السردية ورسالته المشحونة بعواطف الحب وشرف الإنتماء، والتي تنفذ للأعماق بانسيابية وتفرض وقفة احترام وتقدير لمضمونها ولمن صاغها.
نعرف الوينرز أستاذة في المدرجات، لكنهم قدموأنفسهم هذه المرة أساتذة بلاغة وفصاحة وحكي خاضع لتنظيم دقيق وبأداء لغوي راقي، وهو ما يضع رئيس الوداد وكل من ينتمي لهذا الصرح الأحمر أمام محك حقيقي ليرتقي حيث هذا البرج العاجي الذي يتواجد فيه وينرز.
 رسالة جاءت حبلى بالسياقات التي تستحق كل واحدة منها وقفة خاصة، وكان أكثرها جمالية وروعة هو ما يحدث اليوم في المشهد الكروي من بلقنة وتسييس ومحاولة سحب وجر أطياف الكرة وقبيلتها لمزايدات سياسوية رخيصة.
 يعلن الفصيل في بلاغه كما أعلن نفسه في عدد من التيفوهات التي أعلاها في مدرجاته الشمالية، حاميا لحمى الوداد ومدافعا شرسا عن القلعة ومناضلا شرسا عن حقوقها في وجه كل من سولت له نفسه  تجاوز المساحات المرسومة والمؤطرة أمامه...
 بل سيعلن وينرز عن وقوفه الصلب والصلد في وجه كل رياح جر النادي لحروب مجانية ببعدها السياسوي في موسم إنتخابات يشتد وطيسه ويحمى أكثر، كلما إقترب موعد الإقتراع وعلى أنهم لن يدخروا جهدا في صيانة مكتسبات الماضي وإنجازات الحاضر وأهداف المستقبل.
 وتظل النقطة الخلافية التي تمحورت حول وجهة نظر الفصيل من كيفية تدبير شؤون وداد الزمة، ورفضها المطلق للتدبير الأحادي الجانب أو أي إنغلاق على الذات يفقد الفريق المرجعي هويته أو يسلبها منها.
 وهنا لا يقدم وينرز تنازلات ويستميت في الدفاع عن هذه الهوية  الفطرية باعتباها حقا مكتسبا لا يقبل مزايدات. وما على رئيس الفريق سعيد الناصيري سوى التجاوب الأريحي مع هذا الملف المطلبي الإستعجالي.
ولأنهم أبانوا عن سمو فكري وعلو كبعب عالي في تقدير وقراءة العناوين دون حاجة للإجتهادات المؤولة على مقاس بعض الإنتفاعيين، فقد دعا وينرز للتحلي بروح الإقدام في مسألة ضم الجواهر والدرر والمحارات النفيسة والغالية التي تليق بالنجمتين ومرجعية التأسيس وبه وجب الإخبار.
 كانت سنة خاصة تلك التي عاشها الوداد، ومن حق وينرز أن يفخر بوداده التي ناضلت في مستنقع رادس وناضلنا معها بما أوتينا من حيلة وجهد نصرة للشقيق المظلوم، وشخصسيا كنت وما زلت مصرا على موقفي الثابت أن حرمان الوداد من لقبه عصبة الأبطال إنما هو دسيسة دبرت بين ليل، والحقيقة التائهة واللغز المحير تاه بين باريس والقاهرة وتونس وسويسرا، ومن أخلى سبيله وترك الفويق يصاقر وحيدا سعيا خلف حقه المسلوب، سيحاسبه التاريخ حتما...
موقفي الراسخ كان وسيظل وإن تعامل معه قصار العقول بمنظار لم يتجاوز أرنبة أنفهم، هو أن الوداد والكرتي توجوا أبطالا شرفيين، وكانوا الشمعة التي احترقت لتنير لباقي الفرق المغلوب علىأمرها في مواجهة الترجي سرداب الإنصاف والعدالة الكروية التي اغتالها المؤدب وحاشيته...
 هنيئا للوداد بوينرز وهنيئا للووينرز بوداده وإن كنت لا أدعي فهما في أصول «الموفمون» فإن أجمل تيفو وأكثره رسوخا في ذاكرة الكاليغرافية العالمية كان ذلك الذي نصب الكرتي أميرا لتغيير المنكر الكروي بالرأسية الشهيرة، وهو يطارد من طرف شمام الترجي في اللقطة الشهيرة التي جالت العالم تعريفا بقيمة من يكون هذا الفصيل...