خطوات ومسافات قليلة فقط تلك التي تفصل الرجاء وأولمبيك آسفي، عن التواجد في يوم الزفة الكبير بالعاصمة الرباط، في النهائي الحلم المشمول إن شاء الله بالحضور السامي للملك محمد السادس الذي تحمل المسابقة العربية إسمه، وهي خطوات ينبغي أن يحسب لها الزيات وادبيرة الحساب الذي يليق بها.
الرجاء ينتظر «الشناوة» وهو لقب المولودية الشقيقة بالجزائر أو القوة الجوية العراقية، والقرش موعود مع عميد الأندية السعودية الإتحاد في لقاء للتاريخ، وكيف لا يكون لقاء تاريخيا وأبناء عبدة لم يسبق لهم منذ ولد هذا الفريق وأن بلغوا محطة ربع نهائي مسابقة خارجيج حتى بلغوها في هذه النسخة الفريدة، بعدما أجهزوا على أحلام دولة الترجي.
وكي نتجرد من كل أشكال المداهنة والنفاق وحتى البهتان، فإنه وبموازاة مع فخرية المسابقة وشرف البقاء فيها، فالقيمة المالية المرصودة للبطل والمكافأة المجزية التي ستدخل حساب العريس المتوج، مغرية بالفعل ويسيل لها اللعاب.
قيمة بطل هذه المسابقة تعادل قيمة الفوز بدرع البطولة الإحترافية لـ 21 سنة، وتعادل 3 مرات قيمة التتويج بعصبة أبطال إفريقيا و4 مرات بطل الكونفدالية وتعادل عشرات المرات بطل السوبر الإفريقي ...
 7 مليار المخصصة لبطل العرب، تضع هذه المسابقة في المرتبة الثالثة بين كل مسابقات الأندية على مستوى العالم بعد عصبة أبطال أوروبا واليوروليغ.
 7 مليار سنتم هي ميزانية الرجاء السنوية تقريبا وضعف ميزانية أولمبيك آسفي تقريبا، وكل هذا يعني ما يعنيه ويفرض بل يحتم على الفريقين ، القتال والتضحية بكل شيء في سبيل القبض على هذا «اللوتري» المغري.
 7 مليار تعني أن الرجاء سينهي وللأبد كابوس ديونه التي تصل اليوم بحسب آخر تقرير مالي في الحمع العام لـ 5 مليار سنتيم وتمنح الأولمبيك هدية العمروالقرن لإنهاء نزاعاته داخل الجامعة وأن يتطلع لبناء فريق قوي بتعاقدات قوية مستقبلا.
7 مليار سنتم تعني أن الرجاء بإمكانه أن يصرف مثل ما يصرف الأهلي والترجي والزمالك في سوق الإنتقالات الصيفية، و يشتري لاعبين عالميين بمبالغ محترمة، وتتيح أمامه أن يدخل الميركاطو بقلب الأسد وهو ما سيمكنه من أن يعزز الترسانة التي تعني أيضا تقوية حظوظه إفريقيا ومحليا، وتمنح القرش إممانية تدبير أموره بأريحية لسنوات ومواسم مقبلة يتجاوز معها خصاصه المالي الذي كان سببا في ذهاب بنهاشم والدميعي...
 لذلك أعتقد أنه سيكون من الغباء بل من السذاجة التفريط في هكذا رهان وهكذا حلم، لممثلي الكرة المغربية في هذه المسابقة العربية، لأنه قياسا واحتكاما لقوة الفرسان الحاضرين في الخط المستقيم، فلا أحد منهم يتقدم لا على الرجاء صاحب التاريخ ولا حتى القرش الذي كسر جدار الخوف بإسقاط الترجي وبعرينه الحصين رادس.
 هي 7 مليار حلال، كفيلة بتغيير مجرى النهر داخل الرجاء وأولمبيك آسفي، شريطة التحلي بالتركيز والهدوء والحكمة في التعاطي مع مواجهتي الربع، سيما بالنسبة للرجاء الذي هيأت أمامه القرعة استقبال منافسيه في ملعبه في الربع ولو عبر للنصف سيكرر نفس المشهد بأن يكون المستضيف إيابا.
 كما سيكون من السذاجة وبعد كل الذي صدره الديربي للعالم وليس العرب لوحدهم، من مظاهر البهجة والفرجة لو نفرط في لقب هذه المسابقة كما فرط فيه الغريمان في النسخة السابقة وقدموه فوق طبق فضي لنجم الساحل والذي استغل سوء أحوالهما وعبر للنهائي وتوج بعدها باللقب وغنم الجائزة المالية في الإمارات.
هي منحة حلال بكل تجليات البركة  التي من الممكن أن يمتد مفعولها لسنوات طويلة، وهي ملايير لإزالة الهم والغم والغبن وتصحيح المسار والخروج من نفق العسر والخصاص، والتطلع للمستقبل بثقة وشجاعة وحتى باستبسال، لأنها باختصار تشبه عتادا حربيا يتيح لأصحابه الإقبال على كل المعارك المستقبلية دونما خوف أووجل...