أحيانا لا أجد ما يمنعني من بعض الإستعارات التي قد يرى البعض  أنها لا تليق بمستطيل الكرة، ومن هذه الإستعارات تداخل القدر مع الإنصاف ومقابله العقاب الإلهي أحيانا..
هذه المرة هذا القدر أنصفنا أو لنقل ابتسم في وجهنا بعدما كان نفسه في نفس الشهر من العام المنصرم وبنفس الإستنساخ سببا في حزن ملايين من عشاق الأسود..
 فبشكل كربوني تماما وكأنه «كوبي كولي» لما حدث في سانبطسبرغ حين اغتال حلمنا المونديالي عزيز بوهدوز بهدف عكسي في مرمى المحمدي أمام منتخب إيراني لم يكن أفضل منا وسرق منا ابتسامة المونديال مبكرا..
 هذه المرة وفي  نفس الدقيقة ونفس الشهر وبنفس الكيفية، نلعب ضربة خطأ جانبية مثل التي لعبها المنتخب الإيراني عن طريق زياش وليتصدى لها المهاجم الناميبي كيمويني الذي كرر فعلة بوهدوز وأبكى ريكاردو ما ييتي ومشجعي منتخب المحاربين وضربهم في مقتل..
 نفس النيران الصديقة التي أحزنتنا في روسيا أسعدتنا هذه المرة٬ ونفس انحناءة بصوفة على ركبتيه جاثيا داخل المعترك وهو يبكي فرحا بهدف كيمويني تابعناها في روسيا ويهوي بنفس الطريقة باكيا لكن من وخز الغدر والصدمة.
أليس هذا تصريف قدر فيه أكثر من رسالة وعلى أن الأيام فعلا يداولها الخالق بين الناس كيف يشاء؟ 
ففي مباراة شخصيا أصنفها وعبر تاريخ مباريات الأسود في الكان من بين الأسوأ إن لم تكن هي الأسود فعلا، كنا نحتاج فيها فعلا لتصريف قدري ينقذنا من شك قاتل ومن حملة ضروس ومن نهاية الكان قبل أن  يبدأ. لأنه ولكم أن تدكوا هذا ونحن كمغاربة نعرف بعضنا البعض٬ لو حدث وقدر الله وتعادلنا أمام حافلة ناميبيا التي انتصبت أمام مرمى الحارس كازابوا، كنا سندخل من جديد متاهة الآلة الحاسبة وكان الجو سيتعكر داخل مقام الأسود بالقاهرة، وكان صدى السلخ سيصلهم من هنا ومن المواقع الزرقاء وحينها كان سيستحيل إستحالة مطلقة أن يغادر اللاعبون والمدرب ومعهم الجمهور مدن الشك المظلمة هته..
نيران صديقة  صالحتنا مع الإفتتاحيات ولسخرية هذا القدر نفسه هو أن آخر انتصار في مباراة إفتتاحية في الكان  عمره 11 سنة وكان أمام ناميبيا بخماسية منها ثلاثية علودي٬ واليوم نعود لنتبرك بالنصر الإفتتاحي ولو بعد ولادة قيصرية.
فهل نحن من تأخر داخل 11 سنة هته أم أن ناميبيا هي من تقدمت؟ الجواب يصعب تقديمه حاليا وربما بعد الكان ستكون القراءة النقدية والتقييمية أكثر عدلا وموضوعية..
فهناك من سيقول أننا هزمنا ناميبيا بعلودي والسكتيوي وبتواجد ابوشران ولمباركي وسفري وهم أبناء بطولتنا الكسيحة يومها، واليوم احتجنا فيه لتدخل طبي يجرى تشريحا وتحديدا للاعب كيمويني كي يسعدنا بهدف عكسي..
هناك من كان سيقول أن ناميبيا نغلبها بلاعبي الوداد والرجاء الذين واجهوا فرقها في العصبة والكونفدرالية وابتلعوهم بالسهل الممتنع..واليوم مع بنعطية وبوفال وزياش وامرابط ودرار أصبنا بالدوار؟؟
لكني لن أدخل في هذه المقارنات:  لكني متيقين من أن الشكل الذي ظهر به الفريق الوذني أمام محاربي ناميبيا لم يرضيني إطلاقا، أنا لا أتحدث عن النتيجة بل عن  نفحات الفريق البطل عن الإيقاع الهابط وعن الأقدام المكبلة وعن الجرأة في التقدم وفرض الضغط الخانق الذي لا يترك مجالا للمنافس كي يتنفس..
لم ألحظ هذه المقومات وبدا الأسود وكأنهم يخوضون مباراة تجريبية لا غير وأتمنى فعلا أن  يحدث هدف كيمويني لديهم ما أحدثه هدف بوهدوز لدى الإيرانيين بأن منحهم الحافز ليتمردوا بعدها علي الإسبان والبرتغاليين..