إرفعوا الرأس فمكناس
الجمعة 10 يناير 2025 - 22:54محمولة على مؤشر بنفسجي ومصنفة مباراة العام والموسم وهنالك من قال أنها مباراة القرن، طالما أنها لم يسبق لها مثيل في سجلات حوارات الناديين وناذرا ما تحضر أو تتكرر في مسابقة إسمها عصبة الأبطال.
هذا هو وصف كلاسيكو الجيش الملكي والرجاء في مكناس، فالخسارة هنا تتعدى مجرد ترك نقاط المباراة على أرضية الشرفي، الخسارة تعني كسر العظم وتغيير الجلد وحدوث إنعطافة في مسار كل منهما.
الخسارة تعني نهاية موسم النسور أو مشارفة نهايته صفريا للبطل الذهبي صاحب حزمة الأرقام القياسية الموسم المنصرم، وكيف لا يكون صفريا والرجاء يلزمه دعاء السفر ليسابق الريح محاولة اللحاق ببركان في البطولة.
والخسارة تعني الخروج المهين من دور المجموعات في عصبة الأبطال التي لم يتملى بلقبها جيل الألفين وقد غاب الرجاء عن آخر نهائي منذ 24 عاما...
والخسارة تعني الإطاحة بعادل هلا الذي غادر سفينته أقرب مساعديه وقد استبقوا البلاء قبل حدوثه في هذه الموقعة، وتعني تأجيج الأوضاع أكثر مما هي كذلك بينما لكم أن تقلبوا كافة هذه المعطيات في حال حدوث النصر الكبير في معقل مكناس، فهنا قد يحق لنا فعلا أن نؤمن أن السطر الأخير فعلا بالأخضر.
بينما الخسارة في محور ومعسكر الزعيم، تعني حرق جلد فيلود ومغادرته للحاق بالبولندي ميشنيفيش ولا أحد سيقبل ببقاء مدرب سيفرط في عبور تاريخي يغيب من 39 عاما للتواجد بين كبار وعلية قوم الكرة قاريا ...
الخسارة تعني أن الجيش الملكي سيرحل صوب بريطوريا لمطاردة المستحيل، وقد فرط في النقطة السحرية التي قربته من حلم التأهل وربط ماضي الثمانينات بحاضر هذه الألفية...
كلاسيكو مكناس بقدر ما يوجع الرأس بقدر ما هو محطة لرفع الرأس، ففيه ترفع هامة المنتصر وبالنصر فيه ينتشي الأنصار أياما طويلة والنصر هنا قد يعادل لقبا وتتويجا وكفيل بنسخ ما سبقه ...
رفع رأس الكرة المغربية بتقدم البطل والوصيف وقد تباريا الموسم المنصرم ليحطما رصيد النقاط التاريخية، وقد تخطيا سويا سقف 70 نقطة، وقد تخطى العساكر سقف 64 نقطة، وهو أعلى سجل تهديفي في تاريخ البطولة، وفيه تقديم منتوج يؤكد أن العلات والأورام المرافقة لمباريات البطولة الكسيحة هي استثناء والقاعدة هو هذا المنتوج الراقي الذي يحظى بمتابعة قياسية حتى من دول وصحافة الجوار وإفريقيا...
يوجع كلاسيكو الزعيم والنسور الرأس لأنه قد يفضي لمغادرة ناد مغربي مسرح العصبة من هذا الدور، وهذا يؤلمنا حقا، ويترك لنا فقط فارسا واحدا يصاقر دناصير الكرة قاريا ويمخر ما بقي من موج عاتي فيها، إلا أنه سيرفع الرأس على الأقل بخلاف النسخة السابقة وقد غادر الوداد دور المجموعات بشكل غير مألوف بأن يترك لنا فارسا ينافس في دور خروج المغلوب على مشارف البوديوم،
ويوجع الرآس خشية تكرار مشاهد أدمت سويداء الأفئدة بعد مباراة مانيما ونحن نحصي مع الذين تم التنكيل بسياراتهم ومتاعهم ومحلاتهم وكأن أبو الريش مر من هنا، دون فهم السبب ولا السند ولا المقاصد، لأننا نريدها فرجوية داخل المستطيل الأخضر، سالمة خارجة تاركة أهل مكناس يرفلون بين أهليهم وذويهم في أمان وطمأنينة...
كثيرة هي مباريات الجيش الملكي والرجاء التي لعبت على شكل نهايات، أشهرها مباراة مركب محمد الخامس حين قصف محمد أرومن مرمى الحظ وقاد العساكر للعودة بالدرع وسط ألوف مؤلفة إحتاجت لنقطة واحدة فقط كي تحتفل مع النسور بالبطولة...هذه الأمور فريق يلعب على النقطة وآخر بشعار الإنتصار ولا شيء سواه، ناديان لا يقبل الواحد منهما انكسارا آمام الآخر، لذلك فالتخمين صعب جدا بما قد تؤول إليه الفصول، وقديما قالوا في المثل «من يراهن على النقطة فأكيد مآله الورطة» الجيش والرجاء فرجوووونا..
Envoyé de mon iPhone