الكان بعد عام ولا مكان للأوهام
الأربعاء 25 دجنبر 2024 - 16:48بطريقتها، إختارت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أن ترد ولو بالإيحاء، بالتلميح غيره بالتصريح، على ما تصدره مستنقعات إعلام الجارة الشرقية من أكاذيب تحاك في الخيالات المريضة، وبعدها يصدقها البائسون والأشقياء، وكان من آخرها أن المغرب غير جاهز لاستقبال النسخة الخامسة والثلاثين لكأس إفريقيا للأمم المقرر لها نهاية السنة القادمة، بسبب أن الأشغال في ملاعبنا الستة بالرباط، الدار البيضاء، طنجة، فاس، مراكش وأكادير متأخرة ولن تكون جاهزة في الموعد المحدد.
وطال حبل الكذب زيادة عن اللزوم، فأوجس هذا الإعلام خيفة الكاف من الفضيحة، وبدأ بحسب نفس الهلوسات، يوجه رسائل مشفرة للجزائر بالتأهب استعدادا لإنقاذ الموقف واستضافة البطولة التي لن تحتمل تأجيلا جديدا.
صادف يوم السبت الماضي تاريخ الواحد والعشرين من شهر دجنبر، ليقفز الكاف على المناسبة بذكاء كبير، ويذكرنا بأن عاما بالتمام والكمال بات يفصلنا عن النسخة الخامسة والثلاثين لكأس إفريقيا للأمم التي سيستضيفها المغرب، وكل المؤشرات تؤكد أن هذه النسخة ستكون الأقوى على الإطلاق، بل وستحطم العديد من الأرقام القياسية، إن على مستوى المتابعة الجماهيرية وإن على مستوى العائدات الإشهارية، إذ يبدو واضحا أن هذه النسخة التي يتجهز لها المغرب، ويخصص لها خمسة من ملاعبه المونديالية الستة، تغري بشكل كبير العديد من الرعاة حول العالم.
وطبعا عندما يكون المغرب هو منظم هذه النسخة، بعد سنة فقط من إسناد الجمعية العامة للفيفا له تنظيم مونديال 2030، وبالنظر للفخامة التي يحيط بها المغرب تنظيمه لكل التظاهرات الرياضية التي تسند إليه، واعتبارا إلى أن العالم كله سيضع عيونه على البلد الذي سيستقبل بعد ست سنوات أو أقل النسخة المحتفية بالمائوية الأولى للمونديال، ندرك القيمة الفنية والجمالية لهذه النسخة من الكان التي تسعد كل إفريقيا، إلا من بقلوبهم مرض، لأن تحتفي خلالها بكأسها الأممية التي تعتبر من أكبر رافعات مؤسسة الكاف، وأكثر منافساتها جلبا للعائدات المالية.
في آجالها الزمنية المحددة والمضبوطة، تمضي الأشغال حثيثا في الملاعب الستة التي اختارها المغرب لاستقبال مباريات كأس إفريقيا للأمم التي ستنطلق بعد عام من الآن، واستنادا إلى كل البلاغات التي أصدرتها شركة سونارجيس المكلفة بتهيئة وتدبير المركبات والملاعب الكبرى، فإن هذه الملاعب جميعها ستكون جاهزة خلال الأشهر الأولى من سنة 2025، وقد كان مبرمجا إفتتاحها حتى قبل شهر يونيو القادم، الموعد الذي كان المغرب يفضل أن تنطلق خلاله النسخة 35 لكأس إفريقيا للأمم، لولا أن الإتحاد الدولي لكرة القدم قبض عليه، ليكون موعدا لكأس العالم للأندية بصيغتها المستحدثة.
لو كان هناك يقين يدحض الشك، ولو كان هناك خطاب عقل يبطل مفعول الجنون ويصادر الأكاذيب، فهو أن المغرب ماض في تحضيراته ليهدي القارة الإفريقية، ولعشاق الكرة الجميلة حول العالم، نسخة أسطورية من كأس إفريقيا للأمم، نسخة نريد أن تكون الأجمل تقنيا وتنظيميا، ونسخة نتطلع لأن نتوج أيضا بلقبها، ولا عزاء لصناع الوهم.