الكرة الذهبية لحكيمي؟
الإثنين 16 دجنبر 2024 - 14:06•• اليوم تعود مراكش، لتفرش مجددا بساطها الأحمر، ليمشي فوقه أساطير ونجوم كرة القدم الإفريقية في احتفالية الكاف السنوية التي تكافئ نجوم السنة، أياما فقط بعد أن احتفلت مراكش بالمهرجان العالمي للسينما.
وإذا كان من الصعب جدا تخيل عمل سينمائي مغربي ينافس على أوسكار مهرجان مراكش الدولي، لوجود فوارق كبيرة في البنية والإمكانيات، فإن المتوقع جدا، أن يعلن اليوم نجمنا الكبير أشرف حكيمي متوجا بالكرة الذهبية كأفضل لاعب كرة قدم إفريقي، ليتجاوز بنا سنوات الإنتظار الكثيرة، منذ أن كان مصطفى حجي آخر من تحصل على هذه الكرة الذهبية سنة 1998، تتويجا لحضوره الرائع مع المنتخب المغربي في مونديال فرنسا.
من أين يأتينا هذا الإعتقاد، بأن أشرف حكيمي هو من سيتوج بالكرة الذهبية الإفريقية، في وجود لاعبين أفارقة برزوا بإنجازاتهم مع نواديهم ومنتخباتهم الوطنية؟
في قانون المفاضلات بين النجوم، كلما تعلق الأمر باستفتاءات لإختيار الأفضل، تبرز المعايير التي تكون أحيانا قاطعة وجازمة، حتى أنها لا تترك للعواطف هامشا كبيرا للمناورة، وتلك المعايير تضع في المواجهة المباشرة، برغم أن من أهلتهم الكاف للسباق الأخير، خمسة لاعبين، كلا من المغربي أشرف حكيمي نجم باريس سان جيرمان الذي تقدمه الإحصائيات والأرقام كأفضل ظهير أيمن في العالم، والنيجيري أديمولا لقمان مهاجم وهداف نادي أطلانطا الإيطالي، وبتجرد كامل، لا تستطيع هذه المعايير عند إنزالها بشكل موضوعي، أن تجعل من لاعب آخر غير أشرف حكيمي اللاعب الأفضل إفريقيا هذا العام، لأن الألقاب التي تحصل أشرف عليها مع ناديه باريس سان جيرمان وميداليته الأولمبية، والجودة العالية التي يتسم بها أداؤه الفردي سواء مع المنتخب الوطني أو مع الفريق الباريسي، وهو المهاجم والهداف والممرر في جلباب المدافع، تجعله يكسب نقاطا على المهاجم النيجيري أديمولا لقمان، وتلك المفاضلة الموضوعية التي لم يجادلها أي أحد، هي التي قادت أشرف حكيمي ليتغلب في سباق «الأسد الذهبي» لجريدتنا المنتخب، على لقمان، والشاهد بل والموقع على هذه المفاضلة، إعلاميون يمثلون 41 جهازا إعلاميا من إفريقيا وخبراء أوروبيين يعرفون بإلمامهم الكبير بالكرة الإفريقية.
لا أحد منا، استصاغ أن يفضل الإستفتاء الذي دعت إليه الكاف السنة الماضية، النيجيري أوسيمان على حارس عرين أسود الأطلس ياسين بونو الذي كان بطلا الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي في مونديال قطر، بل ونجح في قيادة ناديه السابق إشبيلية الإسباني للفوز بكأس أوروبا ليغ، ولا أحد سيستصيغ أن تذهب الكرة الذهبية للكاف وهي تحتفي بنسختها هنا في مراكش، للاعب آخر غير أشرف حكيمي الذي تتوجه الإحصائيات كأفضل ظهير أيمن في العالم إلى جانب الإسباني داني كاربخال.
سنرى ما هي فاعلة هذه الكاف؟
•• نقطة واحدة للرجاء من أصل تسع نقاط ممكنة، في ثلاث جولات لدور المجموعات، من كان يظن أن الحصاد سيكون بهذا السوء؟
صحيح أن الرجاء الذي يتذيل المجموعة الثانية، متخلفا بأربع نقاط عن المتصدرين الجيش الملكي وماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، لم يفقد أبدا حظوظه في التأهل للدور ربع النهائي، وما بقيت له في جولة الإياب، ثلاث مباريات يلعب جميعها هنا بالمغرب، إلا أن حالة الإحتباس التكتيكي التي تلازم الفريق منذ مجيء البرتغالي ريكاردو سابينطو، حتى لا نكاد نجد للهوية التي توجت الرجاء بطلا للثنائية الموسم الماضي أثرا ولا ملمحا، تجعلنا نتحفظ كثيرا في توقع أن ينتفض الرجاء إيابا ويكسر حالة الرتابة التي تلبسه، ليحقق العلامة الكاملة في جولة الإياب، وقد تكون خياره الوحيد لتفادي الخروج من دور المجموعات.
كرة القدم التي نعرف، لا تعرف للمستحيل شكلا ولا هوية، إلا أن تغيير حال الرجاء من النقيض إلى النقيض، لتحقيق العبور، يبدو مستحيلا.