توهج محلي وتألق قاري ولقب غالي رفعوا أسهم الفرسان إلى الأعالي
بن شيخة ترك بصمته وأخلف وعده
أنهى الدفاع الحسني الجديدي موسمه الشاق والماراطوني في المركز الخامس لمنافسات البطولة الوطنية الاحترافية ، ومن ثمة أضاع الفرسان على الأقل فرصة ضمان بطاقة خارجية، قياسا بالصورة القوية التي قدموها والنتائج الباهرة التي سجلوها في العديد من المباريات، بل ظل الدفاع ينافس الرجاء البيضاوي والمغرب التطواني العالميين على الدرع الفضي إلى غاية الأمتار الأخيرة من البطولة، قبل أن يخرج الفريق الدكالي من السباق وخانته السرعة النهائية بعدما أجبرته لجنة البرمجة على خوض مبارياته المؤجلة في زمن قياسي مع ما ترتب عن ذلك من أعطاب لحقت عددا من ثوابته الأساسية وأخلت بتوازن الفريق الجديدي، وإلى جانب بلوغه دور ما قبل المجموعات لكأس (الكاف) لثاني مرة في مشاركاته الإفريقية، يظل الفوز بلقب كأس العرش نقطة الضوء الكبيرة في حصيلة الدفاع خلال موسمه الإستثنائي، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ النادي نفض من خلاله الدكاليون غبار النحس الذي طاردهم لأزيد من نصف قرن من الزمن، حيث خرجت ساكنة الجديدة بمختلف شرائحها وفئاتها العمرية في ليلة ماطرة متحدية برودة الطقس للإحتفال بأول لقب انتظرته بشغف كبير، بعدما فشلت كل الأجيال السابقة التي حملت قميص الدفاع منذ فجر الإستقلال في القبض على أمجد الكؤوس وأغلاها.
ذهاب بميزة «جيد جدا»
دخل الفريق الدكالي غمار منافسات الموسم الكروي الأخير بروح جديدة ورغبة جامحة في محو آثار أدائه الباهث ونتائجه الكارثية في الموسم ما قبل الماضي الذي كاد خلاله أن يفقد مكانته بين الكبار، خاصة وأن الدفاع خضع لبرنامج إعدادي مكثف ومدروس تحت قيادة مدرب جديد له فلسفته الخاصة في العمل هو عبد الحق بنشيخة الذي كانت بصمته واضحة منذ البداية على الدفاع الجديدي، وقد آثر الربان الجزائري الحفاظ على الإستقرار البشري والإعتماد على نفس المجموعة المألوفة للفريق في بداية البطولة مدعمة بالمهاجم الغابوني لونغوالما، نظرا لإبتعاد باقي المنتدبين الجدد عن «الفورمة» وتحديدا الدمياني، الهيلالي وسكوما، إضافة إلى الغيني سوماح الذي لم تتوصل إدارة النادي بورقة خروجه الدولية مبكرا من الإتحاد السعودي الذي اشترط حصوله على القيمة المالية للصفقة كاملة للإفراج عن هاته الوثيقة الإدارية، هاته الغيابات الإضطرارية لم تمنع الدفاع من التوقيع على بداية طيبة في البطولة التي وضعته في مواجهة أندية قوية، وباستثناء الصفعة غير المنتظرة التي تلقاها الفريق الجديدي بأكادير أمام غزالة سوس في الدورة الثانية، فقد حقق زملاء العميد صعصع في باقي الدورات نتائج طيبة، جعلتهم يتمركزون ضمن دائرة الطليعة، بل أكثر من ذلك استطاعوا أن (يفرملوا) عددا من السواعد الكبرى للبطولة وكسبوا احترام وتقدير الجماهير المغربية التي نوهت بالأداء المتميز لفرسان دكالة الذين تحصلوا على 24 نقطة في 15 مباراة، منها ستة إنتصارات كلها داخل ملعب العبدي، ومثلها تعادلات وثلاث هزائم تلقاها الفريق بميدان خصومه، إثنان منها تجرع مرارتها في الثلث الأخير من الشطر الأول من البطولة الإحترافية، كما اعتبر الدفاع ثاني أقوى دفاع في الذهاب إلى جانب المغرب التطواني اللذين استقبلت مرماهما تسعة أهداف فقط، وراء الرجاء برصيد ثمانية أهداف.
الدفاع يطرد النحس ويعانق الكأس
شكل فوز الدفاع خلال الموسم المنقضي بكأس العرش حدثا إستثنائيا بكل المقاييس لأصدقاء العميد صعصع الذين حققوا ما عجزت عنه كل الأجيال الكروية السابقة التي دافعت عن ألوان الفريق منذ فجر الإستقلال، وقبل انطلاق هاته المسابقة الكروية تعاهد المدرب بن شيخة واللاعبون على خوض كل المباريات الإقصائية بجدية كبيرة وروح قتالية عالية لإهداء الجديدة الكأس الغالية التي ظلت تنتظرها جماهيرها لأزيد من 57 سنة بلهفة حارقة أقرب إلى العشق، وقد تعذب فارس دكالة كثيرا قبل بلوغه البوديوم، لكونه واجه الثالوث الكلاسيكي الأكثر تتويجا في منافسات البطولة والكأس وأعني بذلك: الجيش الملكي، الوداد والرجاء البيضاويين، إضافة إلى فريقين مشاكسين من القسم الثاني للنخبة هما: إتحاد بلدية أيت ملول ورجاء بني ملال، وخلال المباراة النهائية التاريخية التي جمعته بالرجاء البيضاوي بالرباط، استأسد الفريق الجديدي بشكل كبير على أرضية ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، وتألق بشكل لافت للنظر الحارس زهير لعروبي الذي تصدى للعديد من الضربات الترجيحية الحاسمة وساهم بقسط وافر في فوز فريقه باللقب الغالي الذي أدخل الدفاع التاريخ من أوسع أبوابه، وأعاد الإعتبار إلى الجماهير الدكالية التي خرجت بشكل تلقائي عن بكرة أبيها متحدية برودة الطقس في ليلة ماطرة للإحتفال بهذا الإنجاز غير المسبوق، كما خصصت السلطات المحلية إستقبالا حارا للفرسان الذين جابوا بالكأس الفضية كل أرجاء المدينة وتقاسموا الفرحة مع كل شرائح المجتمع المدني، بما في ذلك القابعين خلف القضبان، ونال لاعبو الدفاع منحة دسمة (7 ملايين سنتيم لكل لاعب) مكافأة لهم على مجهودهم الخرافي الذي بذلوه لإسعاد مدينة بكاملها ظلت تنتظر هاته اللحظة التاريخية لردح طويل من الزمن.
إرهاق، عياء وأشياء أخرى
تزامنت مرحلة الإياب من البطولة الوطنية، مع دخول فارس دكالة غمار منافسات كأس (الكاف)، مما وضع الدفاع في وضع حرج أمام لجنة البرمجة للجامعة، بسبب تراكم مبارياته المؤجلة، خاصة بعد توالي إنتصاراته في هاته المسابقة القارية، ولأن مسؤوليه لم ينتدبوا قطع غيار كافية في الميركاطو الشتوي الماضي لدعم رصيده البشري وتغطية الخصاص في بعض المراكز الحساسة التي كانت تشكو من خصاص، فقد وجد الفريق الجديدي نفسه في ورطة حقيقية، بعدما تراكمت عليه المباريات سواء المحلية أو ذات الطابع القاري، مما جعل العياء يذب في أقدام وأذهان اللاعبين وتعرض بعض الثوابت الأساسية لإصابات أنهت موسمهم مبكرا، وأمام هاته الإكراهات إضطر الطاقم التقني للدفاع إلى إلغاء الحصص التدريبية واستبدالها بحصص الإسترخاء وإزالة العياء عن طريق الإستحمام (السونا) والتدليك، بل تم الإستنجاد أيضا بالحامات الطبيعية «مولاي يعقوب»، كما عمد المدرب بن شيخة إلى تغيير مراكز بعض العناصر والإستنجاد بلاعبين من فئة الأمل لتدبير الخصاص البشري والحفاظ على توازن النادي بعض الشيء، إلا أن ذلك لم يكن كافيا للدفاع لملاحقة الأقوياء في كوكبة المقدمة والمنافسة على اللقب، حيث سقط في فخ التعادل خمس مرات من أصل سبع مؤجلات خاضها وتعثر في مباراة واحدة بالدار البيضاء أمام الرجاء وحقق إنتصارا واحدا بميدانه على حساب "لوصيكا" الذي كان معذبا في أسفل الترتيب، بل أكثر من ذلك لم يحقق أشبال بن شيخة أي انتصار في البطولة خارج قلاعهم، والواقع أن حصيلة الدفاع في مرحلة الإياب التي كانت ضعيفة مقارنة مع الذهاب، كشفت عن افتقاد الفريق الجديدي إلى بنك إحتياط قوي مما أضاع عليه فرصة إنهاء موسمه على الأقل في إحدى المراكز الأربعة المؤدية إلى إحدى المسابقات الخارجية، واكتفى بالمرتبة الخامسة في الترتيب العام برصيد 45 نقطة، جمعها من 10 إنتصارات و15 تعادلا، وخمسة هزائم.
حضور قاري مشرف
فوز الدفاع الجديدي بأول لقب في تاريخه بعد تغلبه في نهائي تاريخي على الرجاء البيضاوي، خول لفرسان دكالة
تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل. تنبيه هام