بإسدال الستار عن الدورة 22 من البطولة الوطنية الإحترافية تكون حظوظ الرجاء البيضاوي قد تقلصت بخصوص إمكانية منافسته على لقب البطولة الوطنية الذي يوجد بحوزته، وجاء ذلك بعد أن اتسع فارق النقاط الذي يفصله عن المتزعم المغرب التطواني لإثنى عشرة نقطة عقب خسارة الفريق الأخضر المفاجئة أمام الجمعية السلاوية وعودة الفريق التطواني بفوز ثمين من قلب ملعب أدرار، فما هي الأسباب التي أدت بالرجاء للتراجع عن أهم مكتسباته هذا الموسم؟ وهل ما زال بالفعل يملك بعض الحظوظ لمطاردة هذا اللقب؟
وضعية الفريق الأخضر
يتواجد الرجاء حاليا في المرتبة السابعة برصيد 30 نقطة جمعها من عشرين مباراة أي بمعدل نقطة ونصف في كل مباراة، وسبعة نقاط ونصف النقطة في كل خمس مباريات مع أن المنافسة على اللقب تقتضي جمع عشر نقاط في كل خمس مباريات، ما يعني كذلك ضرورة إنهاء مرحلة الذهاب برصيد 30 نقطة وهو نفس الرصيد الذي جمعه النسور في عشرين مباراة، ولتدارك هذا النقص فإن الضرورة تفرض على الفريق الأخضر الفوز في كل المباريات العشر المتبقية. لينهي البطولة برصيد ستين نقطة وقد تبدو هذه المهة صعبة إن لم نقل بأنها مستحيلة في ظل الصعوبات التي يجدها الفريق لفرض وجوده في بعض المباريات وآخرها المواجهة أمام الجمعية السلاوية.
وضعية المنافس التطواني
لا يمكن أن نجزم بأن الفريق التطواني هو الوحيد المعني بالمنافسة على اللقب باعتبار وجود أندية أخرى على الخط ومنها الدفاع الجديدي الذي تبقى له أربع مباريات مؤجلة، لكن الفريق التطواني يبقى المرشح الأقوى في الظرفية الراهنة، وفي رصيده 42 نقطة من عشرين مباراة وبمعدل يزيد عن عشر نقاط في خمس مباريات وهو بحاجة فقط للحصول على 18 نقطة في باقي المباريات العشر التي تنتظره لكي يتفوق على الرجاء أي أقل من المعدل، ويبدو بأن مهمة الفريق التطواني أسهل بكثير من مهمة الفريق الأخضر خاصة أنه توفق في تحقيق 12 إنتصارا لحد الآن مقابل ثمانية إنتصارات فقط للرجاء.
مواجهات حارقة في انتظار النسور
ولعل ما سيزيد من مهمة الرجاء تعقيدا هي نوعية المباريات التي تنتظره في المرحلة القادمة، حيث سيتعين عليه ملاقاة أغلب الأندية القوية التي تحتل صدارة الترتيب ومنها الدفاع الجديدي والمغرب التطواني والفتح الرباطي والوداد البيضاوي وكذا الكوكب المراكشي والحسنية والجيش الملكي، إلى جانب بعض الأندية التي تناضل لتفادي النزول كالمغرب الفاسي وأولمبيك آسفي. كما سيخوض خمس مباريات داخل القواعد بغض النظر عن مباراة الديربي، مع العلم أن الرجاء لم يجمع سوى عشر نقاط من هذه المواجهات في مرحلة الذهاب، فهل يستطيع العودة بقوة في الإياب وتحقيق ما يبدو مستحيلا للبعض وهو الحصول على العلامة الكاملة؟
كيف تهاوت حظوظ الرجاء
يبدو بأن انشغال الفريق الأخضر بمنافسات كأس العالم للأندية وعدم استفاقة اللاعبين بسرعة من تلك الأجواء التي صعدت بهم للعالمية كانت أحد أهم الأسباب التي أدت لتراجع نتائج الفريق الأخضر على المستوى المحلي، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن ضغط المباريات المؤجلة بحكم المشاركة على عدة واجهات وكذا ضغط الجماهير كان أقوى على اللاعبين الذين لم يستطيعوا تحمل هذا الضغط وكانوا بحاجة لمعالج نفسي يساعدهم على الدخول في أجواء المباريات خاصة أن أغلب الأندية التي كانت تواجه الرجاء كانت تستعد بشكل جيد لهذه المواجهة وتبذل قصارى الجهود لوقف زحف وصيف بطل العالم.
غياب الإستقرار
كما يقال الحفاظ على المكتسبات والبقاء في القمة أصعب من عملية الصعود، وبالفعل فقد عجز الفريق الأخضر في الحفاظ على مكتسباته التي حصل عليها في الموسم الماضي وذلك نتيجة بدايته المتعثرة التي كان من نتائجها الإنفصال عن المدرب امحمد فاخر، وكان هناك إجماع على أن هذه الخطوة اعتبرت مجازفة كبيرة بالنظر لقيمة الرجل ومعرفته الدقيقة بتضاريس الكرة المغربية وإن كان ذلك لا ينقص من قيمة المدرب التونسي فوزي البنزرتي الذي يبقى غنيا عن كل تعريف، لكن هذا التغيير رافقه أيضا تغيير على مستوى التركيبة البشرية للفريق برحيل مجموعة من العناصر نحو أندية أخرى، بالإضافة للعنة الإصابات التي لحقت بأجود العناصر ومنها الصالحي وكروشي والوادي وكوشام ما أثر بالفعل على مردودية الفريق في العديد من المباريات.
الفعالية الهجومية
عانى الرجاء البيضاوي هذا الموسم من غياب الفعالية الهجومية، فغالبا ما يتحكم الفريق في المباراة ويسيطر على مجرياتها ويخلق العديد من الفرص الواضحة للتسجيل لكنه يفشل في ترجمتها لأهداف ويتعرض للهزيمة أو يكتفي بالتعادل، في حين أن الفريق الذي يتوفر على مواصفات البطل هو الذي يفوز حتى حينما يكون في أسوء حالاته، وهذا ما لا ينطبق على الرجاء الذي كان إلى حدود الدورات الأخيرة من أضعف خطوط الهجوم على مستوى البطولة قبل أن ينتفض في المباريات الثلاث الأخيرة ليسجل عشرة أهداف كاملة وهو تقريبا نصف عدد الأهداف التي سجلها في كل المباريات التي خاضها لحد الآن.
إستيقاظة متأخرة
من دون شك فإن الإستيقاظة جاءت متأخرة نوعا ما إذ استغل الفريق التطواني هذه الفرصة ليوسع الفارق، لكن هذا لا يعني بأن الرجاء قد فقد حظوظه كاملة، فكرة القدم أكدت في العديد من المناسبات بأنها لا تخضع للمنطق، وحاليا هناك ثلاثين نقطة يجب مناقشتها بالجدية اللازمة وربح أكبر عدد من النقاط وحتى إن لم يوفق الفريق في التتويج باللقب فيجب على الأقل ألا يستسلم وأن يدافع عن حظوظه إلى آخر نفس وربح مقعد في المقدمة يمكن أن يضمن به المشاركة في إحدى المسابقات الخارجية في الموسم المقبل.
إبراهيم بولفضايل