10 سنوات من مطاردة اللقب وكأنها مطاردة لخيط دخان، عقد كامل من التيهان ميزته صفقات مريبة وغريبة وتعاقدات لم تشف غليل أنصار الزعيم.
العساكر الباحثون عن استعادة الهوية انفتحوا على الأجانب فلم يوفقوا في ضم الزبد القاري لصفوفهم وبإقالة العامري عام واحد على تعيينه يكون الفريق بصدد استنساخ آخر تجاربه الفاشلة والتي ليست من تقاليده.
الزعيم يتفرج
هذه هي الصورة التقريبية للزعيم والذي لم يعد مؤثرا في الأحداث كما كان ليراقب المشهد عن بعد ودون أن يتدخل باحتلاله كل موسم مراتب لا تشرف اسمه ولا تاريخه وتأرجحه بين مناطق الوسط.
الجيش الذي كان يحسب له ألف حساب مع انطلاق كل بطولة لم يعد كذلك و لم يعد ينل مع ضربة انطلاقة كل موسم نفس الأسهم التي كان يتمتع بها في السابق كما أنه ابتعد عن الأدوار الأولى التي كان يتقلدها ويجيدها.
منذ موسم 2008 الذي شهد آخر تتويج مع المدرب مصطفى مديح الفريق العسكري إدار ظهره للقب ولم يترك ولا بصمة منذ تطبيق نظام الإحتراف، بل أن أحسن موسم له على الإطلاق كان قبل 4 سنوات باحتلاله الصف الثاني والوصافة خلاف الرجاء غير هذا كانت المرتبة الرابعة قبل موسمين من أكثر الإنجازات رسوخا في الذاكرة ودون منافسة تذكر للفرق الكبيرة التي توجت باللقب، ما يؤكد حقيقة الإكتفاء بأدوار ثانوية على الهامش لا تليق بالزعيم.
عقد من الضياع
الفريق العسكري الذي تقدمه كتب الإحصاء والتوثيق على أنه الضلع الثاني الأكثر تتويجا بمجمل الألقاب بالمغرب خلف الوداد والوصيف أيضا على مستوى تتويجات البطولة هو اليوم بعيد عن تلك الصورة وبعيد عن ذلك التوهج الذي سطر به ومن خلاله أزمنة ذهبية أكسبته تقدير البعض وخوف آخرين منه؟
الجيش الموسم المقبل سيكون قد وقع على 10 سنوات بالتمام والكمال من دون التتويج بلقب البطولة باستحضار آخر الألقاب مع طيب الذكر مصطفى مديح دون الحديث عن لقب كأس العرش الذي ابتعد النادي وهو الحامل لأرقامه القياسية عن بوديومه منذ 6 سنوات.
لم يجرب الجيش مرحلة فراغ بمثل هذا الطول كما جربها بين سنتي 1998 و2004 بين فترتي انطونيو أنجليلو ومحمد فاخر، لذلك هو مقبل على عقد من الفراغ والدوران على نفسه بلا بصمة في المشهد المحلي.
عارضة تقنية تائهة
ليست النتائج السلبية هي المقوم الوحيد من بين المقومات السلبية التي يمكن استحضارها في هذا التحليل، بل ما أصبح عليه وضع النادي على مستوى العارضة التقنية من ضياع وتيهان وخاصة سحب الثقة من مدربين مغاربة وأجانب على السريع دون الصبر عليهم وهو ما يتعارض مع مرجعية النادي الذي اشتهر عبر تاريخه كونه أكثر الفرق صبرا على الأطر مهما دارت عليه النتائج.
ولأن المجال يضيق لذكر عدد الوصفات التي جربها الفريق طيلة عقده الأخير، وذلك منذ رحيل مديح آخر متوج فإن التذكير ببعضها يحيل إلى فشل كبير في تدبير هذه العارضة التقنية من خلال الحديث عن أسماء من طينة فاخر والعامري والطوسي وكل واحد مر عبر فترتين أي أينهم حلوا ورحلوا ثم عادوا.
والتر ماوس والبرتغالي جوزي روماو وأبناء النادي الذين نالوا فرصة الظهور ولا أحد منهم توفق في أن يستمر لأكثر من موسمين ما يبرز حقيقة الترنح و اللا استقرار الذي عرفته الأمور التقنية داخل الفريق وانعكست على نتائجه.
زاد بشري بلا هوية
ما قيل عن المدربين يسري على اللاعبين الذين دخلوا وخرجوا من الفريق بلا حسيب أو رقيب، عناصر يتم التعاقد معها ويجري فسخ عقودها أو أنها تنهي مرورها دون أن تفي بالغرض ودون أن تحقق النتائج المرجوة.
خلط من اللاعبين لم يعد يراعي خصوصيات الفريق العسكري الذي كان يشترط شروطا دقيقة في اللاعبين المرغوب في التعاقد معهم، مواصفات استثنائية لم يعد لها اعتبار باستحضار عينة كبيرة من الوافدين بتواضع مؤداهم التقني ومستوياتهم في جهل كبير من طرف الأنصار بمن هو مسؤول عن هذا الورش الذي كبد الزعيم خسائر مالية مكلفة وحتى تقنية على مستوى النتائج.
ولأننا حين نتحدث عن هذا الورش فإن ذلك يقودنا حتما للحديث عن مدرسة النادي التي أعدمت وما عادت تنتج وتفرخ لاعبين واعدين الأمر الذي أجهز على هوية النادي.